فهد العوادي: مخترع مغربي برؤية مبتكرين كبار

1
فهد العوادي: مخترع مغربي برؤية مبتكرين كبار
فهد العوادي: مخترع مغربي برؤية مبتكرين كبار

أفريقيا برس – المغرب. طريقة حديثه وهيأته يثيران فيك إحساسا وكأنك أمام مخترع كبير بالفعل، رغم أنه لا يزال في الثالثة عشرة من عمره. لكن المسألة لا تتوقف عند مظهره، فهو يبتكر حلولا غير تقليدية ترسم ملامح مستقبل واعد.

بداية القصة: أولى محاولات الاكتشاف

“عندما كنت في الرابعة من عمري، كنت ألعب دائما بسيارات التحكم عن بعد، لكنني كنت أهتم أكثر بكيفية عملها من مجرد اللعب بها. كنت أفككها وأحاول إعادة تركيبها”، يروي العوادي لـ “يابلادي” وهو يتذكر بداية شغفه بالتكنولوجيا بمنزل أسرته في آسفي. لا يقتصر حب فهد للمعرفة على مجرد الفضول، بل كان لديه دافع داخلي لفهم كيفية عمل الأشياء من حوله.

في سن الخامسة، تمكن هذا الطفل الصغير من تركيب دارة كهربائية بمفرده، ثم في السابعة، أخذ من سفينة كانت تزين غرفة المعيشة مشروعا مبتكرا، حيث أضاف إليها نظاما للتحكم بها وجعلها تتحرك. يحكي فهد بابتسامة واثقة “كان لدي إحساس دائم بأن كل شيء من حولي يمكن أن يصبح أفضل، وأنني قادر على تحسينه”.

على الرغم من صغر سنه، بدأت اختراعات فهد تتطور بشكل سريع. في سن التاسعة، تمكن من اختراع مكنسة كهربائية مبتكرة، ليصبح الشخص الذي تتوجه إليه أسرته كلما حدث عطل في المنزل. “كنت دوما أعتبر نفسي الحل، وإذا حدث شيء في المنزل، كان الجميع يأتون إليّ للإصلاح”، يضيف فهد بثقة تعطيك إحساس أنك تتحدث مع شخص كبير فعلا في السن.

لكن التحول الكبير في مسيرته بدأ عندما توجه إلى البرمجة في سن الحادية عشر. “في البداية، لم أكن أعرف الكثير عن البرمجة، لكنني قررت أن أتعلم. كان والدي يدعمني كثيرا، وكان يساعدني في شراء القطع الإلكترونية التي كنت أحتاجها”، يقول فهد. هذا التحول قاده إلى اختراع نظام ري أوتوماتيكي في سن الثانية عشرة، يعتمد على جهاز استشعار للرطوبة أو الحرارة ليروي النباتات تلقائيًا.

“كنت دائما أنسى أن أسقي النباتات، فقررت أن أبتكر جهازا يساعدني في ذلك. وبعدها، فكرت أن هذا الجهاز قد يكون مفيدا لآخرين أيضًا” فهد العوادي

البحث المستمر عن الحلول

لم تتوقف اختراعات فهد عند هذا الحد. يوضح فهد بحماس “كان لدي مشروع آخر حول خلايا الهيدروجين، كنت أعتقد أن بإمكاني استخدام الهيدروجين كبديل لغاز البوتان أو الوقود، وبذلك يمكننا استخدامه في الطبخ أو حتى لتحريك السيارات”. لم يكن المشروع سهلا، حيث مرت سنوات من التجارب والفشل قبل أن يتوصل إلى نتائج مرضية. وتابع “في كل مرة كنت أفشل، كنت أكتسب درسا جديدا وأقترب أكثر من النجاح”. وأضاف الطفل المخترع “تراودني الأفكار لبدء مشروع جديد في أي لحظة، سواء أثناء اللعب أو قبيل النوم. وما إن تخطر ببالي فكرة، حتى أسرع إلى اقتناء ما أحتاجه للانطلاق في تنفيذها دون تردد.”

لقد أثبت فهد نفسه في العديد من المسابقات العلمية، حيث فاز بالمركز الأول في مسابقة نظمها المكتب الشريف للفوسفاط عن اختراعه نظام الري بالتنقيط الالكتروني. كما فاز بالمركز الأول في مسابقة وطنية عن اختراعه “العكاز الإلكتروني” لمساعدة المكفوفين.

“في البداية، لم أكن أمتلك خبرة كافية، فكان والدي يقتني لي بعض القطع من مواقع أجنبية، وهو ما كان يكلّفنا مصاريف كبيرة. لكن مع مرور الوقت، بدأت أتعرف على أماكن أفضل لشراء القطع التي أحتاجها. أصبحت أواظب على زيارة الأسواق الأسبوعية، خصوصًا أيام الأحد، حيث أجد أدوات قديمة بأسعار مناسبة. وحتى والدي، كلما زار السوق، لا يتردد في جلب قطع يراها مفيدة لي

فهد العوادي اليوم، فهد على موعد مع تحدي جديد. تم اختياره لتمثيل جهة مراكش آسفي في مسابقة المدارس الرائدة التي ستنظم في بوزنيقة من 13 إلى 16 ماي. وقال “أشعر بالفخر لتمثيل منطقتي في هذه المسابقة، وأتمنى أن أحقق المزيد من النجاح”.

ورغم كل الإنجازات التي حققها في سن مبكرة، فحلمه الكبير في المستقبل البعيد، هو إنشاء مصنع لصناعة السيارات الصديقة للبيئة، واختراع المزيد من التقنيات التي تساهم في تسهيل حياة الإنسان. وأوضح فهد بنبرة مليئة بالأمل “أريد أن أبتكر كل شيء يمكن أن يساعد البشر على العيش بشكل أفضل، وأنا أؤمن بأنني سأحقق هذا الحلم يوما ما”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس