كيف يحتفل المغاربة برأس السنة الجديدة؟

36

ينقسم المجتمع المغربي حيال احتفالات رأس السنة الجديدة، التي يسمّونها “بوناني”، إلى ثلاث فئات رئيسة. الفئة الأولى ترفض الاحتفال، في حين أنّ ثمة فئة ثانية تحتفل بالمناسبة في أجواء من الفرح بشراء الحلويات وتبادل الهدايا، وفئة ثالثة تحتفل بسهرات يتخللها تناول كحول وعدم انضباط في الشوارع.

وتتحول الأيام القليلة التي تسبق بداية السنة الجديدة في المغرب، إلى ما يشبه الاستنفار سواء في تجهيز الحلويات بمختلف الأنواع في المحالّ والمخابز، أو عرض الهدايا الجذابة، أو الاستنفار الأمني والمراقبة المكثفة للشوارع والأماكن العامّة المهمة في المدن الكبرى.

ويقبل مغاربة كثر على الاحتفال بـ”بوناني” بشكل هادئ يحرص على جلب الفرحة إلى البيت وإدخال السرور إلى قلوب الأهل والأحباب، من خلال شراء أطباق الحلويات المختلفة، وكذلك تخصيص هدايا بمناسبة رأس السنة الجديدة عربوناً لمشاعر الحب والوئام.

تتمّ الاحتفالات بالنسبة إلى هذه الفئة من المغاربة في أجواء مرحة وهادئة، فتجتمع الأسر في بيت معين، أو تلتئم الأسرة الواحدة أمام أطباق شهيّة فيتسامرون ويتجاذبون أطراف الحديث، أو يجلسون أمام شاشات التلفزيون، ينتظرون حلول الدقيقة الأولى من العام الجديد قبل أن يتبادلوا التهاني والأمنيات بمناسبة العام الجديد.

في المقابل، ثمّة من يعيشون احتفالات “بوناني” في أجواء ساخنة تماماً، إذ تنتشر في الشوارع الرئيسة لكبرى المدن حشود الشباب من الذكور والإناث، الذين يختارون المقاهي والملاهي الليلية لقضاء هذه الساعات التي لا تتكرر سوى مرة واحدة في العام.

في حين يجد كثيرون من بين الشباب المغاربة متنفساً لهم في الملاهي الليلية، وهو ما لا يتاح لهم في بقية أيام العام، فالمناسبة تخفف عنهم القيود الاجتماعية. لكنّ بعض هؤلاء ينقلون الاحتفالات الساخنة إلى الشارع، فيتناولون الكحول ويثيرون الفوضى في الأزقة والأحياء. ولا تمر ليلة رأس السنة من دون وقوع حوادث مختلفة، تتلخص في سرقات تكثر خصوصاً في الازدحام الذي تشهده الأماكن العامة، وحوادث السير التي تتسبب بها السرعة أو القيادة تحت تأثير الكحول، بالإضافة إلى ضبط الثملين ممّن يحدثون الفوضى في الشوارع.