لهذه الأسباب خسرت فرنسا الجزائر والمغرب معا

7
لهذه الأسباب خسرت فرنسا الجزائر والمغرب معا
لهذه الأسباب خسرت فرنسا الجزائر والمغرب معا

أفريقيا برس – المغرب. جرت العادة في فرنسا أن يقال إن الحكومات اليسارية تكون أكثر ميلا نحو الجزائر، بينما اليمينية تكون أكثر قربا من المغرب. وعلى ذلك يبدو أن فترة حكم الرئيس اليميني الحالي إيمانويل ماكرون (منذ 2017)، قد كسرت هذه “القاعدة”. فمن الواضح أن سياسة باريس تتأرجح تائهة بين الرباط والجزائر العاصمة، وعاجزة – لأول مرة منذ استقلال البلدين عنها – عن “تطبيع” علاقاتها المعقدة مع أي من العاصمتين المغاربيتين.

وبالنتيجة، تخسر فرنسا التي ما زالت تنظر إلى المنطقة بمنظار المستعمِر القديم، كل يوم أكثر فأكثر “نفوذها التاريخي” ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة المغاربية بعدما استنفدت جميع أوراق ضغطها القديمة، لصالح قوى دولية وإقليمية أهمها روسيا والصين وتركيا.. عرفت كيف توازن بين مصالحها مع المغرب والجزائر، على أساس المصلحة المتبادلة لا الهيمنة.

وفي هذا الإطار، يأتي خطاب الرئيس الفرنسي، قبل أسبوع، أمام سفراء بلاده – تحت ضغط الدولة العميقة الفرنسية – متعهدا بـ “إعادة التفكير بعمق في شراكات فرنسا مع دول المغرب العربي”. غير أن توقيت استعادة الوعي الفرنسي بحجم خسارتها يبدو متأخرا جدا، وبالتالي فإن مهمة استرجاع نفوذها المفقود بالمغرب العربي أضحت شبه مستحيل..

مصطفى واعراب

يمر الوجود الفرنسي في دول أفريقيا جنوب الصحراء، منذ قرابة ثلاث سنوات، بأزمة صعبة وغير مسبوقة، فاجأت حتى أكثر المنظرين الفرنسيين نباهة وحصافة. ولعل أسطع مؤشر على ذلك، هو سلسلة الانقلابات العسكرية التي هزت ست دول في غرب أفريقيا، وترافقت بموجة عداء غير مسبوقة للوجود الفرنسي. يحدث ذلك في وقت توجد دول أخرى بالمنطقة نفسها (تشاد والسنغال وموريتانيا وساحل العاج، على الخصوص) ضمن دائرة الخطر بحدوث انقلابات أخرى مناهضة لباريس.

وفي ضوء هذا المشهد الفرنسي المتراجع بسرعة، ليست علاقات باريس بأقوى دولتين في المنطقة المغاربية، الجزائر والمغرب، بأفضل حال. ففرنسا الماكرونية قد فشلت فشلا ذريعا كذلك في تدبير ملفات تعاونها مع الرباط والجزائر، بالأساس لأنها لا ترى من علاقة بين العاصمتين المغاربيتين إلا في إطار الخصومة المزمنة بينهما.

مصالحة فاشلة مع الجزائر

وضمن هذا المنطق الاستعماري، راهنت فرنسا ماكرون على تطبيع علاقاتها المتوترة مع الجزائر، بمجرد تأزم علاقاتها مع المغرب. لكن سرعان ما تفاقمت الشكوك حول التقارب المعلن بين باريس والجزائر، كما شهدت عليه الزيارة “الرسمية والودية” التي قام بها الرئيس الفرنسي وجزء كبير من حكومته إلى الجزائر من 25 إلى 27 أغسطس/آب 2022.

وبينما طرح الإعلام العربي والدولي أسئلة كثيرة حول إمكانية أن يشمل برنامج الزيارة وساطة بين الجزائر والمغرب، ظهر واضحا بأن هذا الاحتمال ليس واردا بتاتا في تفكير الرئيس الفرنسي. وبدا واضحا بأن همه الأكبر هو البحث عن ضمان واردات كافية لبلاده من الغاز الطبيعي بسعر تفضيلي من الجزائر.

وأعلن ماكرون بأنه عازم على “إعادة بناء وتطوير علاقة بين فرنسا والجزائر، تتجه بعزم نحو المستقبل ولصالح المواطنين”، كما ورد في البيان الصحفي الصادر عن قصر الإليزيه، بمناسبة الزيارة. وفي سياق ذلك، تطرقت المحادثات خلال الزيارة بالجزائر إلى رفع حجم صادرات الغاز الطبيعي والغاز المسال إلى فرنسا، وأيضا إلى قضايا “الذاكرة المشتركة” الأثيرة لدى الجانب الجزائري. وقد ختم رئيسا الدولتين المصالحة بينهما بالتوقيع على “إعلان” يعلن عن الاتفاق على اعتماد “ديناميكية جديدة لا رجوع فيها”.

بيد أن أكثر ما أقلق المغرب في هذه الزيارة كان هو اجتماع زيرالدة، حيث التقى إيمانويل ماكرون بعبد المجيد تبون ضمن برنامج الزيارة في 26 أغسطس/آب 2020، بالضاحية الغربية للجزائر العاصمة، وكان كلاهما مصحوبين برئيسي أركان جيشيهما والاستخبارات. وشكل هذا اللقاء سابقة منذ استقلال الجزائر عن فرنسا. وبحسب ما تسرب عن اللقاء، فقد تركزت المباحثات حول برنامج دفاعي وأمني مشترك بين فرنسا والجزائر، وأيضا على “أعمال مشتركة لصالح البيئة الجيوسياسية” أي المحيط الجيوسياسي للبلدين، الذي يشمل بالضرورة المغرب. بالإضافة إلى ذلك، قرر الرئيسان الفرنسي والجزائري إنشاء “مجلس أعلى للتعاون” على مستوى رئاستي الجمهوريتين. وهو ما يعتبره المغرب بمثابة ميثاق أمني يمهد للقيام بأعمال (عسكرية) مشتركة على المستوى الإقليمي، ولا سيما في منطقة الساحل.

ولم تدم “المصالحة” سوى بضع أسابيع حتى تعكرت العلاقات بين باريس والجزائر العاصمة من جديد، بسبب قضايا “الذاكرة” مرة أخرى. وسحبت الجزائر سفيرها ثم أعادته بعد أسابيع، وسط صدمة فرنسية استغرقت طويلا. زادت زيارة الجنرال السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري إلى باريس، يومي 23 و24 يناير/كانون الثاني 2023، من شكوك المغرب. إذ لم تكتف فرنسا بتفادي السير على خطى الولايات المتحدة في الاعتراف بمغربية الصحراء فقط، بل واختارت أن تزود الجزائر بحاجتها إلى السلاح المتطور [بحسب ما أُعلِن حينها] لتعويض السلاح الروسي.

لكن توجه الرئيس الجزائري نحو موسكو وتوقيعه معها اتفاق شراكة استراتيجية، وعدم قيامه بالزيارة التي كانت منتظرة إلى باريس، قد قلب أوراق كل من الجزائر وفرنسا وباعد مرة أخرى كثيرا بينهما.

فرنسا خسرت المغرب!

منذ سنتين، شرعت فرنسا في سياسة الرفض المنهجي للتأشيرة للمواطنين المغاربة، حيث رُفضت لأول مرة طلبات تأشيرات الدخول لرجال الأعمال، والمهندسين، وسائقي النقل الدولي (حافلات النقل الدولي شاحنات الوزن الثقيل) الذين يرتبط بعضهم بعلاقات قديمة مع شركاء داخل دول الاتحاد الأوروبي، والفنانين، والصحفيين، فضلا عن الآباء الراغبين في مرافقة أبنائهم المسجلين لأول مرة بالمعاهد والجامعات الفرنسية، وغيرهم ممن تفرض عليهم أعمالهم ومصالحهم الانتقال مؤقتا إلى فرنسا. وبدا واضحا أن الأمر يتعلق بـ “عقاب جماعي”، إذ اشتكى على سبيل المثال بعض سائقي النقل الدولي من عدم تجديد باريس لتأشيرات العبور المؤقت، التي تسمح لهم باجتياز التراب الفرنسي نحو دول أوروبية تربطهم بها مصالح!

نتيجة لكل ذلك ولغيره من الإجراءات الفرنسية المعادية، عزز المغرب علاقاته بقوة مع إسبانيا التي أصبحت أول شريك عالمي، ومع الولايات المتحدة التي أصبحت أول مستثمر مباشر في المغرب. وعزز شراكاته العسكرية مع إسرائيل وتركيا والصين وروسيا بدل فرنسا. واجتاحت المجتمع المغربي موجة عداء واسعة، ترجمتها النقاشات التي شهدتها الشبكات الاجتماعية حول الفائدة من استمرار تعليم المغاربة اللغة الفرنسية التي تعتبر لغة ميتة. وشرع المغرب منذ العام الماضي، بالفعل، في استبدال اللغة الفرنسية بالانجليزية تدريجيا في مختلف الأسلاك التعليمية، وفي الديبلوماسية، وغيرها من القطاعات، أسوة ببعض الدول الأفريقية مثل رواندا والغابون.

وتعزز توجه الطلاب المغاربة نحو الجامعات والمعاهد الصينية، والكورية الجنوبية، والكندية، واليابانية، لمتابعة دراسة تخصصاتهم العليا. بل حتى “اللوبي الفرنكوفوني”، المكون من نخبة الأطباء ورجال الأعمال والمهندسين وغيرهم من الأطر العليا الذين درسوا في معاهد وجامعات فرنسية، وكانوا يرعون [قبل الأزمة] المصالح الفرنسية بالمغرب، شرعوا في التخلي عنها.

والواقع أن ثمة عاملا حاسما ساعد المغرب على التحرر من قبضة الابتزاز الفرنسي، هو الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في أواخر 2020. فقد كانت باريس قبل ذلك، تمارس ابتزازها على المغرب بشكل سافر لعلمها أنه يحتاج إليها في قضية الصحراء باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن. وكمثال بسيط على ذلك، نشير إلى صفقة “قطار البراق فائق السرعة” الذي فازت بصفقة إنجازه شركة “ألستوم” الفرنسية دون منافسة، بمبلغ فاق 2,5 مليار دولار، في وقت كانت تلك الشركة تعاني بشدة من ضائقة. ورغم احتجاج المجتمع المدني والخبراء المغاربة على كون الصفقة باهظة، وليس المغرب في حاجة إليها أصلا بسبب ظروفه حينها، إلا أنها تمت رغم ذلك.

وهو الأمر الذي لم يتكرر مع صفقات السكك الحديدية اللاحقة، حيث عرضت الصين (الرائد العالمي حاليا في القطارات فائقة السرعة) ودول أخرى على المغرب، إنجاز الخطين الثاني والثالث من القطار الفائق السرعة “البراق” بأسعار تقل كثيرا عما تطلبه الشركات الفرنسية، وتقبل نقل التكنولوجيا للمغرب، عكس الفرنسيين. وتشير الكثير من التقارير الدولية بأن منافسة شرسة تجري في الظل، بالأساس بين شركات إسبانية، وصينية، وكورية جنوبية، وألمانية، حول المشاريع المثيرة للعاب التي يعتزم المغرب إطلاقها قريبا. فقد تم وضع مخطط عملاق يشمل إنشاء 1000كلم من سكك القطار فائق السرعة، بغلاف يناهز 10 مليار دولار، وتعميم شبكات القطار السريع إلى مناطق من المغرب لم يسبق أن شملها، بغلاف مالي ضخم يناهز 25 مليار دولار أخرى، حتى العام 2040. وبحسب مصادر إعلامية إسبانية مطلعة، فإن المنافسة ستكون هذه المرة نزيهة، بحيث لن تبدو حظوظ الشركات الفرنسية، التي اعتادت الحصول على صفقات بدون منافسة، ضعيفة أمام منافسين أكثر خبرة وبشروط أفضل لصالح المغرب.

مهمة ماكرون “شبه المستحيلة”!

خلال مروره في برنامج تلفزيوني على قناة “i24 News” الإسرائيلية، في مايو/أيار الماضي، كشف الكاتب المغربي الأصل الفرنسي الجنسية الطاهر بن جلون، بأنه “خلال الولاية الرئاسية لكل من الرؤساء الفرنسيين السابقين فرنسوا ميتران، وجاك شيراك، ونيكولا ساركوزي، كانت هناك قنوات للحوار، ومحاورون بين باريس والرباط يناقشون القضايا الخلافية بين البلدين، غير أن ماكرون ألغى هذه الآلية حتى قبل ظهور قضية بيغاسوس”. ولا حاجة لنا بعد ذلك إلى طرح سؤال “لماذا؟”، لأن كثيرا من قرارات الرئيس الفرنسي الحالي بقيت أسئلة بلا جواب يفسرها.

والواقع أن خطاب ماكرون في سفراء بلاده ليس موجها للخارج، للمغرب والجزائر، بل هو خطاب للاستهلاك الداخلي. فكأنما يقطع عهدا للدولة العميقة التي تضغط عليه، بأن سوف “يتحرك” لوقف انفلات نفوذ بلاده في المنطقة المغاربية، قبل فوات الأوان. والحال أن الأوان قد فات فعلا.

وللتوضيح، فإن الدولة العميقة الفرنسية تتشكل بشكل رئيس من جزء من الطبقة السياسية، وأجهزة المخابرات، وبعض الأذرع الإعلامية النافذة. وبشأن علاقات فرنسا المتوترة مع المغرب والجزائر، فإن الدولة العميقة الفرنسية التي جعلت ماكرون يتحول، من خلال رئاسية 2017، من مجرد خبير مالي إلى رجل دولة قادر على التحكم في المؤسسات التنفيذية الفرنسية، بدأت تفقد صبرها وتخرج عن صمتها بخصوص استراتيجيته، التي نجحت بشكل غير مسبوق في تبديد نفوذ فرنسا.

والمتابع لافتتاحيات جريدة “لوموند” الفرنسية الشهيرة، التي تعتبر من الواجهات الإعلامية المعروفة لتصريف مواقف وقرارات الدولة العميقة الفرنسية، بما يمثله هذا المنبر الإعلامي العريق داخل دوائر القرار في باريس، يلمس بأن أركان الدولة العميقة باتت متضايقة بقوة من التحولات الجارية ضد مصالحها في غرب أفريقيا والمنطقة المغاربية، في وقت تعزز قوى دولية وإقليمية مكانها نظير الصين وروسيا وتركيا وإسرائيل. لكنها عاجزة أيضا عن فعل أي شيء آخر لوقف التدهور المتسارع، بإيقاع لا يسمح لها باستيعاب ما يجري، سوى الضغط على الرئيس الذي صنعته لقطع الطريق على الأقصى اليمين، الذي كان يهدد —في حال فوزه بانتخابات 2021—بإخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي.

فتطبيع باريس لعلاقاتها مع الجزائر يمر بالضرورة بتجاوز “جرح الذاكرة” العصي على الاندمال. وفي هذا الباب لا يملك الرئيس ماكرون ولا غيره أن يعيد عقارب التاريخ إلى الوراء، ليمحو التركة السوداء لـ 132 عاما من الاستعمار. ولذلك فإن علاقات بلاده ببلاد الشهداء سوف تظل متوترة، طالما استمر النظام الحالي في الجزائر، الذي يسعى إلى بناء شرعيته على ريع الذاكرة.

وتطبيع باريس علاقاتها مع المغرب، له باب وحيد ينبغي أن يمر بالضرورة عبره: أن تعترف الدولة الفرنسية بمغربية الصحراء، كما فعلت الولايات المتحدة، وإسبانيا، والبرتغال، وألمانيا، ودول أوروبية أخرى. وبعدها يمكن التباحث حول قضية التأشيرات والاستثمارات. لكن الاعتراف هو الشرط الأصعب، الذي سيجعل فرنسا تلحق بإسبانيا على لائحة أعداء الجزائر. ودون ذلك، فإن المغرب لم يعد في حاجة إلى فرنسا في أي مجال كان، وتحت أي ظرف.

يوميات الأزمة المغربية-الفرنسية في عهد ماكرون
14 يونيو/حزيران 2017:

على عكس ما فعل قبله الرئيسان الفرنسيان السابقان هولاند وساركوزي، اختار الرئيس إيمانويل ماكرون المغرب وليس الجزائر كأول وجهة مغاربية بعيد فوزه في الانتخابات الرئاسية لـ 7 مايو/أيار 2017. لكنه حرص قبل زيارة الرباط، على الاتصال هاتفيا بالرئيس الجزائري (الأسبق) عبد العزيز بوتفليقة. وأعلن الإيليزيه بأن ماكرون سيزور الجزائر خلال الأسابيع الموالية.

وعرفت العلاقة بين إيمانويل ماكرون ومحمد السادس بداية جيدة، خلال هذه الزيارة التي صادفت منتصف شهر رمضان، حيث وُجّهت دعوة ماكرون وزجته لتناول الإفطار مع ملك المغرب. وهي استضافة تجمع في العرف الملكي العائلة والأصدقاء المقربين من الأسرة الملكية.

18 يوليو/تموز 2021:

تكتل من الصحفيين الاستقصائيين حول العالم في منظمة Forbidden Stories ومنظمة العفو الدولية، يكشفون عن “فضيحة” تجسس جماعي ببرنامج بيغاسوس Pegasus الإسرائيلي استهدفت من خلالها المخابرات المغربية نحو 10 آلاف هاتف خلوي من جميع أنحاء العالم، معظمهم جزائريون (حوالي 6000 هاتف). كما كان من بينهم الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس وزرائه إدوارد فيليب و14 وزيرا في حكومته، ورئيس الحكومة الإسبانية ووزيرة الدفاع السابقة، إلى جانب ما يقرب من 1000 صحفي فرنسي ومغربي في المنفى.

25 أغسطس/آب 2022:

تم تداول شريط فيديو، تم التقاطه خلال خروج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت من مهرجان مدينة “توكيه” للموسيقى، أي غداة عودته من الجزائر، يعلن من خلاله بأنه سيزور المغرب نهاية أكتوبر (2022). الإعلام المغربي المقرب من السلطات كشف بأن ماكرون “يدعو نفسه بنفسه لزيارة المغرب”، بشكل غير رسمي وبدون تشاور مع الجانب المغربي، ولذلك لم يعلق الطرف المغربي. وطبعا لم تتم الزيارة.

16 ديسمبر/كانون الأول 2022:

تعيين سفير جديد لفرنسا بالمغرب بعد أن ظل ذلك المنصب شاغرا لمدة تزيد عن شهرين ونصف، في حين لا تزال المملكة بدون سفير لها في باريس. وجاء هذا الإعلان في خضم زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية إلى المغرب، التي تعد أول زيارة لمسؤول في الحكومة الفرنسية منذ اندلاع الأزمة.. الوزيرة الفرنسية قالت في مؤتمر صحفي مشترك مع بوريطة بالرباط: “نحن مصممون على المضي قدما وكتابة صفحة جديدة، يعتمد فيها المغرب وفرنسا على بعضهما البعض، لأنهما بحاجة إلى بعضهما”. لكن الأزمة راوحت مكانها مع ذلك..

19 يناير/كانون الثاني 2023:

صادق البرلمان الأوروبي بأغلبية كبيرة،على نص غير ملزم يستهدف المغرب، داعيا إياه إلى احترام حرية التعبير وحقوق الصحفيين المسجونين. كما أدان النص الأساليب التي تستعملها الرباط ولا سيما “الاستخدام المفرط للاعتداء الجنسي لثني الصحفيين عن أداء عملهم”. كما أشار القرار كذلك إلى “تورط المغرب في فضيحة إفساد أعضاء البرلمان الأوروبي (المغرب غيت)”، والتي تهز البرلمان الأوروبي منذ ديسمبر/كانون الأول 2022.

فبراير/ شباط 2023:

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يعلن بأنه سيواصل “المضي قدما لتعزيز علاقة فرنسا بكل من الجزائر والمغرب، بعيدا عن الجدل” الراهن”.

فبراير/ شباط 2023:

صدر في الجريدة الرسمية للمملكة المغربية، بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية يؤكد إنهاء مهام محمد بنشعبون – بشكل رسمي – كسفير للمغرب بفرنسا، ومنذ ذلك الحين لم يعين المغرب سفيرا جديدا، ويسود الجمود العلاقات الثنائية. وكان بنشعبون قد عاد للمغرب شهورا قبل ذلك، حيث تكلف بإدارة “صندوق محمد السادس للإستثمار”.

03 مارس/أذار 2023:

لم تمض سوى أيام قليلة على تصريح للرئيس الفرنسي أكد فيه عزم بلاده العمل على توطيد العلاقات مع الجزائر والمغرب، وحديثه عن “علاقة صداقة” تجمعه بالملك المغربي محمد السادس، حتى خرج مسؤول مغربي مجهول في تصريح لصحيفة “جون أفريك” الفرنسية، واصفا فيه العلاقات المغربية الفرنسية بأنها “ليست لا ودية ولا جيدة”.

مايو/أيار 2023:

كشف الكاتب المغربي الأصل الفرنسي الجنسية الطاهر بنجلون سبب تدهور العلاقات بين المغرب وفرنسا، بالقول إنه “علم من مصادر موثوقة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “قلل من احترامه لملك المغرب محمد السادس، بعدم تصديقه إياه عندما أعطاه كلمة شرف”

وأضاف بنجلون، بأن العلاقات بين البلدين توترت إثر “مزاعم التجسس المغربي على ماكرون باستخدام برنامج بيغاسوس الإسرائيلي”، حيث “أكد الملك محمد السادس لماكرون – خلال اتصال هاتفي بينهما – أن المغرب لم يتجسس عليه، وأن ذلك ليس من أساليب الرباط. غير أن ماكرون لم يصدقه، رغم أنه أعطاه كلمة شرف بهذا الصدد، وهو ما لم يعجب الملك محمد السادس لتنقطع العلاقات بين البلدين منذ ذلك الحين”. والطاهر بنجلون معروف بصلاته بمحيط الملك، بحسب العديد من المصادر.

أغسطس/آب 2023:

وجه 94 نائبا فرنسيا في الجمعية الوطنية (البرلمان) رسالة مفتوحة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، يدعونه فيها إلى”إبداء موقف صريح من مغربية الصحراء”، والقطع مع المماطلة التي ينتهجها الرئيس ماكرون في هذا الملف، في ظل اعتراف دولي واسع بالموقف المغربي، على غرار ألمانيا وإسبانيا. وهو ما “يدفع الرباط إلى البحث عن شركاء جدد في المجالين الاقتصادي والعسكري حاليا بشكل واسع”.

25 أغسطس/آب 2023:

بعث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برقية تهنئة لملك المغرب محمد السادس بمناسبة “عيد الشباب “، اعتبر فيها بأن “الصداقة العميقة والراسخة بين بلدينا هي أفضل إرث لماضينا”. وأن “الاحتفال بعيد الشباب يعد مناسبة قيمة للإشادة بالعمل الحاسم، الذي يقوم به الملك لمواصلة تحديث المغرب”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس