ماذا وراء التحركات العسكرية في “المنطقة العازلة” بالصحراء؟

17
ماذا وراء التحركات العسكرية في
ماذا وراء التحركات العسكرية في "المنطقة العازلة" بالصحراء؟

مصطفى واعراب

أفريقيا برس – المغرب. تروج منذ أسابيع أنباء عن تحركات عسكرية مغربية شرق وجنوب شرق الجدار الدفاعي الذي يحيط بالصحراء. وبينما تتكتم السلطات المغربية عن الموضوع، تعج المنصات والشبكات الاجتماعية المغربية ومعها المواقع الإخبارية المغربية وبعض الإعلام الإسباني، بصور وأخبار وتحليلات تحاول قراءة تلك التحركات، في سياق التطورات المتلاحقة التي تشهدها قضية الصحراء منذ الخريف الماضي… وتُظهر الصور ومقاطع فيديو لهواة آليات عسكرية ثقيلة محمولة على شاحنات الجيش المغربي، تتحرك على ما يبدو أنها طرق في الصحراء المغربية. بينما يقول بعض الإعلام الإسباني إن ما يجري هو مقدمات لتكرار ما فعله المغرب في خريف 2020، عندما قام جيشه بتحرير معبر الكَركَرات الاستراتيجي من عناصر البوليساريو.

لكن الهدف هذه المرة قد يكون ضم المنطقة العازلة بين صحراء المغرب وشمال شرق موريتانيا –من جهة– وجنوب غرب الجزائر، حيث وضعت جبهة البوليساريو قواعدها ومخيماتها.. وذلك من أجل منع مقاتلي الجبهة مستقبلا، من التحرك في المنطقة العازلة لاستهداف مواقع مدنية وعسكرية مغربية…

في تقريره الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام الاجتماع الدوري لمجلس الأمن حول قضية الصحراء المغربية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي (2023)، نفی أي وجود للحرب المزعومة من طرف جبهة البوليساريو في الصحراء. ففي هذا التقرير، المنشور في موقع الأمم المتحدة على الأنترنت، وصف غوتيريس الوضع في الصحراء بأنه يتسم بوجود “توترات وأعمال عدائية منخفضة الحدة”، مما ینفی موقف الجزائر وجبهة البوليساريو حول وجود حرب بين الجبهة والجيش المغربي، أصدرت وتُصدر في شأنها الجبهة مئات البلاغات اليومية منذ 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

حرب منخفضة الشدة

وتتحدث تلك البلاغات عن استهداف مفترض لمواقع عسكرية داخل الصحراء، لكنها لا تتحدث عن خسائر الجبهة في عملياتهم. وكانت آخرها الثلاثاء الماضي (19 مارس/أذار 2024)، حيث تم تشييع جثامين ثلاثة مقاتلين صحراويين في مخيمات تندوف، كانوا قد سقطوا بنيران مُسيرة عسكرية مغربية فجر اليوم نفسه «بينما كانوا في مهمة عسكرية، المسيرة استهدفت القافلة العسكرية الصحراوية التي كانت مكونة من 5 سيارات رباعية الدفع، في وقت مبكر، عندما حاول المقاتلون الصحراويون الدخول إلى الأراضي المحرمة، لمنع عمليات تحريك الجدار العازل الرملي الذي يحاول الجيش المغربي الدفع به ليكون محاذيا للحدود الموريتانية، و بالتالي ابتلاع جميع المناطق المحررة»، بحسب ما كشف موقع “ويكيليكس صحراوي”.

ويضيف الموقع نفسه بأن «المسيّرة استهدفت الرتل العسكري الصحراوي المكون من خمس سيارات رباعية الدفع، و تمكنت سيارة واحدة من النجاة بعد دخولها التراب الموريتاني، كان على متنها عدد من الجرحى الصحراويين الذين يجهل مصيرهم إلى حدود كتابة هذا المقال».

وقد نشرت عدة حسابات مقربة من جبهة البوليساريو صورا شخصية للقتلى الثلاثة، الذين كانوا ينتمون جميعهم لـ “الناحية العسكرية السادسة” (الجبهة تتبنى تقسيما للمنطقة العازلة إلى عدة “نواحي عسكرية”، يشبه التقسيم العسكري الجزائري).

بينما كشفت صفحة القوات المسلحة المغربية على الفيسبوك، من جانبها، بأنه خلال محاولة «مرتزقة البوليساريو استغلال شهر رمضان الفضيل، ظنا منهم بأنهم سيباغتون أبطالنا (الجنود المغاربة) على الحدود، تم قصفهم بطائرة درون (بدون طيار) مخلفة فيهم خسائر فادحة في الأرواح»، بينها مقتل «ما يسمى قائد الناحية العسكرية السادسة عند مرتزقة البوليزاريو الجزائرية. و للمعلومة، (هذا الشخص) هو حديث العهد في منصبه بعدما كانت القوات المسلحة الملكية قد قضت (من قبل) على قائدها السابق في عملية (عسكرية) سابقة».

وبحسب موقع “ويكيليكس صحراوي”، فإن هذا «الحادث خلف غضبا شعبيا قويا بين صفوف الشعب الصحراوي، الذين عابوا على القيادة الصحراوية (جبهة البوليساريو) عدم إعلان هدنة مؤقتة خلال شهر رمضان لحقن دماء الصحراويين، على اعتبار أنه منذ سنة 2020 والجيش الشعبي الصحراوي يتحمل وزر هذه الحرب، التي أعلنها مقر قيادة البوليساريو بمخيمات تندوف من جانب واحد. ومنذ ذلك التاريخ والخسائر المادية والبشرية تسجل فقط في صفوف الجيش الشعبي الصحراوي، بينما جيش المحتل المغربي [كذا]- حتى الآن- خسر مواطنا مدنيا واحدا فقط في هذه الحرب، بعد استهداف مدينة السمارة في عملية تسرُّب ناجحة للمقاتلين (الصحراويين)…».

المنطقة العازلة

لنتخيل أن المنطقة العازلة في الصحراء، التي يفترض أنها أرض منزوعة السلاح، تشكل أزيد من 1,5 مرة مساحة دول الكويت ولبنان وقطر مجتمعة؛ حيث تبلغ مساحتها حوالي 53 ألف و200 كلم مربع، ما يمثل 20 % من إجمالي مساحة الصحراء المغربية البالغة 266 ألف كلم مربع. وعلى سبيل المقارنة دائما، تشكل المنطقة العازلة 5 مرات تقريبا مساحة لبنان، و4,5 مرة مساحة قطر، و3 مرات مساحة الكويت، و1,7 مرة مساحة بلجيكا، و1,5 مرة مساحة هولندا!

وتحدها شرقا وجنوبا الحدود مع الجزائر وموريتانيا، وغربا وجنوبا الجدار الدفاعي المغربي. لكن مقاتلي البوليساريو يتسللون من داخل الجزائر داخل هذه “المنطقة العازلة”، التي تفرض قرارات الأمم المتحدة عدم وجود نشاط مسلح فوقها، في محاولاتهم مهاجمة الأراضي الصحراوية المغربية.

وبحسب التعريف القانوني للمنطقة العازلة، فإنها عبارة عن مساحة من الأرض تحددها الأمم المتحدة في بلد ما، من أجل توفير الحماية للسكان المدنيين. ويكون ذلك في حالات الحروب، كما تقام مثل هذه المناطق على حدود دولتين متجاورتين يوجد بينهما نزاع وخلاف (وهو الحال بين الجزائر والمغرب). وتسمى في بعض عمليات الأمم المتحدة بمنطقة الفصل، وتعتبر من وسائل الأمم المتحدة لدعم عمليات السلام وتخفيف التوتر بين المجموعات المتحاربة أو المتنازعة.

ومنذ التوقيع على وقف إطلاق النار في سبتمبر/أيلول 1991 بإشراف الأمم المتحدة بين المغرب وجبهة البوليساريو، انسحبت القوات المغربية غربا خلف الجدار الأمني، من أجل تمكين الأمم المتحدة من إقامة منظومتها الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار. فتم جعل المساحة الممتدة شرق الجدار الدفاعيي إلى غاية الحدود الدولية مع الجزائر وموريتانيا، تحت المسؤولية الحصرية لقوات الأمم المتحدة (مينورسو)، التي تم تأسيسها بقرار أممي رقم 690، بتاريخ 24 أبريل/نيسان 1991، ويوجد مكتبها المركزي في مدينة العيون بالصحراء المغربية. وتتولى قواتها الأممية مهمة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، على أساس أن تخلو المنطقة العازلة من كل تواجد مسلح من الطرفين. ولذلك يعتبر دخول البوليساريو إلى منطقة المحبس، وكذا قيامها ببناء منشآت عسكرية وإدارية في كل من بئر لحلو وتيفاريتي، خرقا للاتفاق العسكري رقم 1 الملحق باتفاق وقف إطلاق النار لسنة 1991.

وقانونيا، تعتبر المنطقة العازلة الممتدة بين الجدار الدفاعي المغربي والحدود الجزائرية شرقا، والحدود الموريتانية جنوبا وجنوب شرق، خاضعة للسيادة المغربية بخلاف ما تزعمه الجزائر والبوليساريو من أنها “أراض محررة”. لأن الجدار لم يكن أبدا حدودا للمغرب (أنظر الخريطة)، وإنما تم اعتبار المنطقة الموجودة شرق الجدار “منطقة عازلة” بهدف تيسير تطبيق مقتضيات وقف إطلاق النار من طرف بعثة المينورسو.

وكانت تقارير صادرة عن مراكز أبحاث دولية تحدثت عن وجود ما بين 100 و150 ألف جندي مغربي، منتشرين في الأقاليم الصحراوية (مساحة الصحراء المغربية 266 ألف كلم مربع)، خصوصا لتأمين الجدار الدفاعي الذي يناهز طوله 3000 كلم. ويتوفرون على جزء هام من مخزون السلاح المتطور الذي اقتناه المغرب خلال السنوات الأخيرة، كما أن المنطقة مراقبة على مدار الساعة. ويردع هذا التواجد المغربي الثقيل حصول أي عدوان جدي من طرف مقاتلي البوليساريو، أو من طرف الجزائر نفسها، على اعتبار أنه سيقابل برد مدمر حسب القادة المغاربة.

ماذا يعني ضم المنطقة العازلة؟

وبحسب وسائل إعلام إسبانية معروفة بارتباطها بأجهزة مخابرات بلادها (صحيفة “لاراثون” مثلا)، فإنه بعدما قام الجيش المغربي بتوسيع الجدار الدفاعي في الصحراء في اتجاه الشرق، في 2021، من أجل تأمين منطقة “تويزكَي” بعمالة أسا الزاكَ، راجت أخبار مؤخرا حول نشره للمدفعية الثقيلة في المنطقة نفسها، التي لا تتوقف جبهة البوليساريو في بلاغاتها العسكرية اليومية بأنها تستهدفها بالقصف يوميا تقريبا.

وتتمثل هذه المدفعية الثقيلة، وفقا للمصدر نفسه، في مدفع هاوتزر M110 عيار 203 ملم (8 بوصات)، وهو نظام مدفعي ذاتي الدفع أمريكي الصنع مثبت على هيكل مصمم خصيصا له. وكان يعتبر أكبر مدفع هاوتزر ذاتي الدفع في جيش الولايات المتحدة قبل انسحابه من الخدمة الأمريكية. تواصل القوات المسلحة للدول الأخرى استخدامه ويتعلق الأمر “مدفع هاوتزر M110 عيار 203 ملم (8 بوصات)، وهو نظام مدفعي ذاتي الدفع أمريكي الصنع مثبت على هيكل مصمم خصيصًا”، كما تحدد الصحيفة المقربة من الدوائر الأمنية الإسبانية. كان هذا المدفع ذاتي الدفع أكبر مدفع هاوتزر ذاتي الدفع في جيش الولايات المتحدة قبل سحبه من الخدمة مؤخرا، بينما تواصل القوات المسلحة لعديد من الدول الأخرى استخدامه. ويتراوح مداه بين 16 و30 كلم، ومن مهامه الرئيسية: الدعم العام، وإطلاق النار المضاد للبطاريات، وضرب أنظمة الدفاع الجوي للعدو.

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد توعد في أكتوبر الماضي بأن المغرب سيرد على اعتداء البوليساريو الإرهابي على مدينة السمارة، وسيختار التوقيت والمكان المناسبين لذلك. بينما دعت شخصيات سياسية مغربية صحراوية (كانوا من مسؤولي البوليساريو في السابق) بأن الوقت قد حان لضم المنطقة العازلة نهائيا، لمنع تسلل مقاتلي الجبهة مستقبلا لمهاجمة الأقاليم الصحراوية. ومن بين هذه الشخصيات الدكتور الطبيب محمد الشيخ بيد الله المسؤول الوزاري ورئيس مجلس النواب الأسبق، الذي له أخ وزير في حكومة البوليساريو.

لكن المغرب الذي لا يريد تصعيدا عسكريا مع الجزائر، في الوقت الحاضر على الأقل، يدرك بأن إعادة ضم المنطقة العازلة إلى ترابه في الظرف الحالي البالغ التوتر مع الجزائر، قد ينتهي إلى مواجهة عسكرية معها. فهذا الضم الذي يفترض تمديد الجدار الدفاعي إلى غاية الحدود مع الجزائر، يعني ضمن ما يعنيه أن مقاتلي البوليساريو لن يستطيعوا بعدها مهاجمة المغرب سوى انطلاقا من التراب الجزائري. وهو ما يعني الحرب، لأن المغرب سيكون له حينها حق الرد على العدوان وفقا للقانون الدولي.

بعيدا عن كل تأويل عسكري، تناقلت منابر إخبارية مغربية أواخر الشهر الماضي، أنباء تفيد بأن القوات المسلحة الملكية شرعت في تعزيز تواجدها بالمنطقة العازلة بالصحراء المغربية، تحديدا بمنطقة أَوْسَرْد، على بعد حوالي 260 كيلومترا من مدينة الداخلة الساحلية.

ونُقِل عن مسؤولين محليين بأن الجيش المغربي يباشر أشغال الصرف الصحي والربط بشبكات الماء العذب والكهرباء على طول الحدود الجنوبية الشرقية مع موريتانيا، بهدف تأمين عملية إنشاء مقطع جديد من الطريق الذي يربط البلدين، موضحة أن هذه الأشغال شملت مدن أَوْسَرْد وكَلتة زمور وأَكَوينيت.

وتندرج مبادرة الجيش المغربي هذه، بحسب ذات المصادر، في إطار تنفيذ المبادرة الملكية الرامية إلى ربط بلدان الساحل (النيجر وبوركينا فاسو ومالي وتشاد) بالمحيط الأطلسي. وقد انطلقت هذه الأشغال غداة زيارة المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية المتمركزة بمدينة أكَادير، ضمن وفد كبير برئاسة ألكسندر إيفانكو الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة القوات الأممية بالصحراء الـ “مينورسو”.

خبير مغربي: قد يكون الهدف من التحركات العسكرية في الصحراء هو الضغط سياسيا

يَجمع الخبير الاستراتيجي باهي العربي النص، بين تجربته العسكرية كضابط سامي سابق في جيش البوليساريو، وثقافته السياسية الواسعة، ما يجعله من خيرة المحليين السياسيين والخبراء الاستراتيجيين المغاربة، خصوصا وأنه ابن الصحراء التي يعيش ويشتغل في عاصمتها العيون.

في اللقاء القصير التالي، يقدم العربي النص لقراء “أفريقيا برس” قراءة سريعة للتحركات العسكرية الجارية في الصحراء المغربية منذ أسابيع:

تروج أخبار وتقارير منذ أسابيع عن تحشيد الجيش المغربي لقوات وآليات عسكرية ثقيلة، على تخوم الجدار الدفاعي في الصحراء.. برأيك، ما الهدف من هذه العملية؟

يبدو لي أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك. فإلى حدود الساعة، لا وجود بعد لتمديد جديد للجدار الدفاعي في الصحراء، ولا تحركات عسكرية فعلية حيث لم يتوغل الجيش المغربي إلى ما وراء الجدار.. وبالتالي لا يمكن حاليا الحديث عن الأهداف من العملية.

ما ألاحظه حتى الآن هو مجرد مناورات وحشود عسكرية مغربية. هل هي تحضير للقيام بتحرك عسكري أم لا؟ ما زال من السابق لأوانه الجواب عن هذا السؤال. ورأيي أننا أمام احتمالين: إما أن الهدف من الحشود هو فقط بغرض ممارسة ضغط سياسي، أو أن الجيش سوف يقوم بعملية عسكرية فعلا في ما وراء الجدار الدفاعي ويقوم بتوسيعه. وفي هذه الحالة، سنستطيع حينها القول بأنه سيكون ذلك ردا على القصف التي استهدفت به البوليساريو مدينة السمارة في الخريف الماضي. لكن أعود لأؤكد بأنه ما زال الوقت مبكرا لمعرفة الهدف من التحركات العسكرية الجارية.

ما هو المجال الذي تجري فيه هذه التحركات العسكرية المغربية؟

منذ مدة طويلة نسبيا والحديث يجري عن تحركات وحشود عسكرية مغربية في الصحراء، ولكن إلى حد الساعة تجري هذا التحشد والتحركات في المناطق المتواجدة غرب الجدار الدفاعي (داخل حدود الصحراء المغربية). وما نراه أن مجالها في محورين: شرقا في منطقة المحبس (القريبة من تندوف)، وجنوبا في منطقة أوسرد على ما أعتقد. هناك حشود عسكرية وتحركات لكنها لم تتوغل إلى ما وراء الجدار الدفاعي. واعتقادي أن الهدف منها هو ممارسة ضغط للتأثير ومواكبة تحركات سياسية. كأني بالمملكة توجه رسالة مفادها إما أن يتدخل المجتمع الدولي لإنهاء النزاع، أو سنضطر إلى التدخل لإنهائه بأنفسنا. وهذا يشكل ضغطا على قوات الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) ومن خلالها على الأمم المتحدة. وبرأيي أن الضغط يعطي ثماره، حيث كان رئيس قوات المينورسو قد سافر إلى العاصمة الرباط قبل أسابيع، والتقى بها عددا من السفراء المعتمدين لدى المملكة. كما قام دي ميستورا (مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء) بزيارة أحد أهم الأعضاء البارزين الدائمين في مجلس الأمن روسيا، لمناقشة أزمة الصحراء…

هناك إذن حشود عسكرية كبيرة، يرافقها تهديد بالتوغل عسكريا واستعمال القوة في مناطق شرق الجدار الدفاعي في المنطقة العازلة. لكن عمليا، لم يحدث ذلك إلى حد الساعة في ظل حالة التوتر الكبيرة مع الجزائر، خصوصا بعد قيام هذه الأخيرة بفتح ممثلية لحركة انفصالية مغربية في الجزائر العاصمة.

على الجانب الآخر، كيف تنظر جبهة البوليساريو إلى التحركات العسكرية الجارية؟

طبعا يراقبون الوضع، لكنهم يتحدثون – في المواقع والمنتديات على وسائل التواصل الاجتماعي – عن تحركات عسكرية مغربية غرب الجدار الدفاعي وليس شرقه في المنطقة العازلة. وقد أكد لي بعض أتباع البوليساريو الذين ما زلت على تواصل معهم، بأنه لا معلومات أخرى لديهم حول طبيعة وأهداف هذه التحركات. وبالتالي فإن المعلومات التي تروج حول الموضوع هي تلك التي تنقلها وسائل الإعلام. أما ما كان من المعطيات من مصادر مغربية رسمية، فلا وجود لها حتى الساعة، وبالتالي فإن القضية يلفها غموض شديد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس