أفريقيا برس – المغرب. قال المحلل السياسي محمد بودن ان ” قرار عدم مشاركة المغرب في جلسة التصويت بخصوص الوضع بين روسيا و أوكرانيا يكرس مبدئية الموقف المغربي بخصوص الوحدة الترابية و الوطنية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة وتفضيل الحلول السلمية
واكد بودن على ان المغرب “يبصم على أداء دور ايجابي و بناء في المجتمع الدولي بالمرونة الدبلوماسية المطلوبة” قبل ان يفسر ذلك انطلاقا من المحددات التالية :
أولا : الموقف المغربي يمنح مساحة كافية للتحرك و حماية المصالح السيادية الوطنية و تكريس استقلالية القرار الوطني فضلا عن ضمان التفاوض و النوافق و الحوار مع مختلف الاطراف في ظل بيئة دولية تتزايد فيها حدة الاستقطاب.
ثانيا : الموقف المغربي لا يعني الضغط على زر معين فقظ في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بل يمثل مضمونا واضحا ومكثفا بالدلالات خاصة تلك المتعلقة بملف الصحراء المغربية.
ثالثا : خطوة دبلوماسية تنتصر لميثاق الأمم المتحدة و قواعد القانون الدولي و تتجنب اضفاء الشرعية أو نزعها عن أي طرف رغم رفضها لتداعيات الأزمة بين البلدين خاصة على المستوىين الأمني و الانساني والتأثيرات الذي لحقت مجموع المنطقة المتاخمة للبحر الأسود و بحر البلطيق.
رابعا : خيار عدم المشاركة في التصويت يعبر عن بعد نظر و هو ليس خيار نادر الحدوث أمميا بل أن احصائيات أممية تؤكد ان من أصل 100 تصويت في المنظومة الأمنية يمكن انتظار 11 حالة لعدم المشاركة في عملية التصويت و جلسة النظر في الأزمة الروسية الأوكرانية شهدت عدم مشاركة 14 بلدا بما فيها المغرب وكل بلد له قصده من القرار.
خامسا : المغرب تاريخيا كان يميل الى عدم الانحياز لما يشتد الصراع بين القوى الكبرى متبعا معايير جيو استراتيجية و اقتصادية في اتخاذه لقراراته ولذلك فقرار المملكة المغربية جاء كمسألة مبدأ في وفاء كامل لقناعاتها و احترام لشركائها من القوى الكبرى و احتكام للشرعية الدولية.
محمد بودن اكاديمي ومحلل سياسي ،رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتية
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس