محمد حمداوي: نحن نساند كل من يواجه الكيان الصهيوني المحتل

472
محمد حمداوي: نحن نساند كل من يواجه الكيان الصهيوني المحتل
محمد حمداوي: نحن نساند كل من يواجه الكيان الصهيوني المحتل

آمنة جبران

أفريقيا برس – المغرب. أكد محمد حمداوي، القيادي بجماعة العدل والإحسان بالمغرب، في حواره مع “أفريقيا برس” مساندة الجماعة لكل من يواجه الكيان الصهيوني المحتل، ودعمها للمقاومة والقضايا العدالة، وتنديدها بالعدوان على غزة وعلى إيران، لافتا إلى أن “تأييد إيران في مواجهة الكيان يصب في صالح القضية الفلسطينية ويعزز محور المقاومة.”

وتوقع أن “يكون للعدوان الأخير على إيران آثار على دول المغرب العربي، خاصة إن لم تقرأ هذه الدول اللحظة السياسية بشكل جيد، حيث ستجد نفسها في مواجهة المزيد من الضغوط الخارجية في سياق الخضوع أكثر للإملاءات الصهيونية والأمريكية، وربما تجد نفسها أمام سياسات اصطفاف جديدة قد تعمق الشرخ بينها وبين شعوبها أكثر”، وفق تقديره.

وأشار إلى أن “الموقف المغربي من العدوان على إيران كان مرتبكا”، مستبعدا في ذات السياق “مراجعة المغرب إلى موقفه من التطبيع، حيث لا تلوح في الأفق مؤشرات جدية رسمية على وجود مراجعة لهذا المسار، رغم تزايد الكلفة السياسية والأخلاقية والاجتماعية للتطبيع، في الوقت الذي يدرك فيه الشعب المغربي أكثر من أي وقت مضى أن التطبيع لا يخدم لا قضية فلسطين ولا مصالح المغرب.”

ومحمد حمداوي هو رئيس مكتب العلاقات الخارجية لجماعة العدل والإحسان بالمغرب.

كقيادي بجماعة العدل والإحسان، ما هو موقفكم من الصراع الذي دار مؤخرا بين إيران والكيان الصهيوني؟

نعتبر أن ما حدث حلقة من حلقات الصراع المستمر بين قوى الهيمنة والاحتلال من جهة، وقوى التحرر والممانعة من جهة أخرى؛ الهجوم الصهيوني على إيران كان عدوانا سافرا، والرد الإيراني كشف عن قدرة على الردع والمواجهة؛ موقفنا واضح: نحن نساند كل من يواجه الكيان الصهيوني المحتل، انسجاما مع موقف الأمة الراسخ ضد الاحتلال والعدوان.

أي آثار سياسية وأمنية لهذا الصراع على دول المنطقة العربية وخاصة دول المغرب العربي؟

الصراع أبرز هشاشة البنية الأمنية الإقليمية، وأعاد للواجهة مخاطر الاستقطابات الدولية. وبطبيعة الحال دول المغرب العربي ليست بمنأى عن التأثير، فهي إن لم تقرأ اللحظة السياسية جيدا وتعلم حجم الأعطاب، التي أصابت كبرياء الصهاينة، فإنها قد تواجه مزيدا من الضغوط الخارجية في سياق الخضوع أكثر للإملاءات الصهيونية والأمريكية، وربما تجد نفسها أمام سياسات اصطفاف جديدة تعمق الشرخ بينها وبين شعوبها. في المقابل، هناك وعي شعبي متزايد بضرورة التموقع في صف قضايا الأمة العادلة، لا في محاور التبعية العمياء لمصالح أجنبية معادية لهويتنا ولحضارتنا ولتطلعاتنا في التنمية والتقدم.

كيف تقرأ بيان وزارة الخارجية المغربية الذي دان فيه الهجوم على قاعدة أميركية في قطر، ولم يدين الهجوم على إيران؟

هذا الموقف يعكس إرتباكا واضحًا في السياسة الخارجية، التي تفتقد إلى استقلالية القرار؛ في ظرف دقيق كهذا، كان ينتظر من المغرب أن يصدر موقفا متوازنا يعكس انحيازا إلى الحق والعدالة ورفضا للعدوان، أيا كان مصدره؛ فالصمت عن قصف إيران، مع الإدانة الفورية لرد فعل على قاعدة أمريكية، يظهر بجلاء ارتهان السلطة المغربية لمخططات الصهاينة وداعميهم، كما يرسل إشارات خاطئة في زمن تحتاج فيه الأمة وضوحا وانحيازا صريحا ضد العدوان الصهيوني.

هل سيدفع الصراع الأخير إلى مراجعة السلطة في المغرب لموقفها من التطبيع؟

لا تلوح في الأفق مؤشرات جدية رسمية على وجود مراجعة لهذا المسار، رغم تزايد الكلفة السياسية والأخلاقية والاجتماعية للتطبيع؛ و مع تصاعد فشل الكيان الصهيوني في غزة وعلى جبهات أخرى، كما أن الشعب المغربي يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن التطبيع لا يخدم لا قضية فلسطين ولا مصالح المغرب، بل يجر البلاد إلى خانة الاصطفاف مع مشاريع تفتقد إلى الشرعية الأخلاقية والسياسية. الأمر الذي سيعمق الاستقطاب الحاد بين سلوك السلطة المغربية الموغل في إدارة الظهر لمصالح الأمة ومصالح الوطن، وبين شعب وفي لمبادئه ومقدساته، وتواق للحرية والاستقلال والكرامة وللمحافظة على خيرات بلاده وتوظيفها فيما ينفعه، لا أن يطالها الفساد والتبذير والبيع للأجنبي بأثمان زهيدة وضد المصالح الإستراتيجية للوطن ولأجياله الحالية والقادمة.

هل الموقف من الحرب ضد إيران هو محل انقسامات داخل التيار الإسلامي بالمغرب؟

قد تكون هناك تباينات في المقاربات، خصوصا على المستوى الفردي عند البعض، وهذا أمر طبيعي، لكن الموقف العام داخل التيار الإسلامي المنظم بالمغرب، ومن ضمنه جماعة العدل والإحسان، يجمع على الوقوف المبدئي ضد الكيان الصهيوني، وتأييد كل من يواجهه، بغض النظر، في هذه الحالة، عن الخلافات المذهبية أو السياسية العامة.

هل تؤيد الوقوف مع إيران ضد الكيان الصهيوني باعتباره انسجاما مع الموقف العربي والإسلامي؟

نؤيد كل من يتصدى للعدو الصهيوني، ما دام هذا التصدي يخدم قضية فلسطين ويعزز محور المقاومة ويفتل في وحدة الأمة. هذا لا يعني تبني كل سياسات إيران (التي سجلنا في وقتها مواقفنا عن عدد من اختياراتها السلبية..) بل يعني وضوح البوصلة: مع المقاومة والقضايا العادلة، وضد العدوان والاحتلال.

كيف سيكون شكل العلاقة بين إيران والدول العربية بعد هذه الحرب؟ هل سيكون هناك تقارب؟

هناك مؤشرات لتقارب تحكمه المصالح في بعض الملفات، خاصة مع دول الخليج، غير أن التصعيد الأخير قد يدفع البعض إلى إعادة حساباتهم، أي تقارب حقيقي يجب أن يقوم على احترام سيادة الدول، وعلى موقف موحد من الاحتلال الصهيوني، لا على تسويات ظرفية تدار من الخارج ؛ و أكيد أن الحذر سيظل حاضرا بفعل التوجسات التاريخية، والتحريض الصهيوني والغربي المستمر الذي يرى في أي تقارب وتعاون إقليمي تهديدا لمصالحه.

ما هو تأثير الحرب على مجريات العدوان المستمر على غزة؟

الصراع مع إيران استنزف الكيان الصهيوني وأضعف جبهته الداخلية والعسكرية، وهو ما قد يسرّع في وقف العدوان على غزة؛ لكن بقاء نتنياهو، والدعم الأمريكي، قد يطيل من أمد العدوان؛ غير أن صمود المقاومة وثبات الشعب الفلسطيني، سيجعلان الاحتلال في مأزق استراتيجي متصاعد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس