وادي البقر.. توثيق نقوش غير مسبوقة في تزنيت

1
وادي البقر.. توثيق نقوش غير مسبوقة في تزنيت
وادي البقر.. توثيق نقوش غير مسبوقة في تزنيت

أفريقيا برس – المغرب. تُعَدُّ عملية توثيق ونقل تفاصيل النقوش الصخرية التي تُصوِّر الماشية المستأنسة في الجماعة القروية تافراوت المولود، التابعة لإقليم تزنيت بالمغرب، خطوة مهمة نحو رسم خريطة شاملة للتراث الفني الصخري في البلاد.

بحسب المركز الوطني للتراث الصخري في أكادير، الذي يقوم بتوثيق ودراسة وحماية الفن الصخري في المغرب منذ عام 1994، فقد كشفت بعثة حديثة عن موقع جديد لم يُدرس من قبل، يُعرف محليًا باسم “تيوينْغْتْ”. وقد اقترح الباحثون تسميته “أسيف نيزغارن” أو “وادي الأبقار”، تيمناً بالنمط السائد في النقوش. نقوش صخرية تمثل الماشية المستأنسة في تافراوت المولود، في إقليم تزنيت بالمغرب. / تصوير: المركز الوطني للتراث الصخري – فيسبوك

أوضح المركز الوطني للتراث الصخري في بيان نُشر على صفحته في فيسبوك يوم الخميس: “تتميز النقوش التي تؤثث فضاء الموقع بدقتها وحسن تصوريها لمشاهد الأبقار المدجنة بأحجام مختلفة وكذلك توالي بعض الرسوم وتراكب بعضها فوق بعض، مما يدل على وجود بشري متواصل في الزمن”، وأضاف أن هذا الأمر يدعو إلى “قراءة استراتيغرافية تتضح معها معالم تاريخ المناخ وتجويد الإنسان لمهاراته ليس فقط في الرسم والصقل، ولكن في فن العيش واستلهام البيئة”.

“افتتان دائم بأسطح الحجر”

أشار المركز إلى أن البعثة، التي ضمت مدير المركز الوطني للتراث الصخري منتصر لوكيلي والباحثين المتعاونين عبد الهادي فك وجمال البوقعة، وبرفقة السيدين لحسن وابراهيم من أبناء المنطقة يوم 30 يوليوز 2025. وقد أُعجب الفريق بغنى وتنوع وتعقيد النقوش الفنية، التي لم تُذكر أو تُدرس أو تُفهرس في أي بحث سابق.

نقوش صخرية تمثل سيارة في تافراوت المولود، في إقليم تزنيت بالمغرب. / تصوير: المركز الوطني للتراث الصخري – فيسبوك بالإضافة إلى النقوش القديمة، لاحظ الفريق أيضًا وجود منحوتات أحدث تمثل رموزًا حديثة مثل السيارات من الثمانينيات ووجوه بشرية. ووفقًا للمركز الوطني للتراث الصخري، فإن هذه الإضافات الحديثة تشير إلى “استمرارية الاهتمام بالصفائح الحجرية وحضورها في المخيال الجمعي منذ قرون خلت وحتى يومنا هذا.

من خلال تسجيل وتوثيق “وادي الأبقار”، أضاف المركز الوطني للتراث الصخري حجر زاوية جديد إلى تراث الفن الصخري المغربي. وأعرب المركز عن أمله في أن يحظى هذا الموقع، مثل غيره من المواقع السابقة، بالاعتراف الذي يستحقه، وأن يتم الحفاظ عليه بشكل صحيح ليظل متاحًا للأجيال القادمة التي تتطلع لاستكشاف الكنوز الثقافية والأثرية للبلاد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس