ألمانيا والمغرب يفتحان صفحة جديدة من التعاون في مجالات الأمن والطاقة والمناخ

18
ألمانيا والمغرب يفتحان صفحة جديدة من التعاون في مجالات الأمن والطاقة والمناخ
ألمانيا والمغرب يفتحان صفحة جديدة من التعاون في مجالات الأمن والطاقة والمناخ

أفريقيا برس – المغرب. فتحت برلين والرباط، الخميس، صفحة جديدة، من خلال الزيارة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، حيث تبحث مع المسؤولين المغاربة التعاون في مجالات الطاقة والمناخ والأمن، بالإضافة إلى التعاون في قضايا الاقتصاد والتنمية والسياسة الثقافية والتعليمية.

وتأتي هذه الزيارة التي تستغرق يومين، بعد استئناف العلاقات بين البلدين منذ عدة شهور، وما أعقب ذلك من اعتراف ألمانيا بالاقتراح المغربي القاضي بمنح إقليم الصحراء حكما ذاتيا.

وتحدث العاهل المغربي محمد السادس، في خطابه بمناسبة “ذكرى ثورة الملك والشعب” السبت الماضي، عن ألمانيا باعتبارها من بين الدول الوازنة التي تفاعلت إيجابا مع بلاده في المبادرة التي تقترحها حلا للنزاع مع جبهة البوليساريو.

وأجرى وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الخميس في الرباط مباحثات مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، انتهت بإعلان مشترك ذكر أن الطرفين جددا التأكيد على دعمهما للسلام والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة الأورومتوسطية.

وأضاف أن الطرفين أكدا، كذلك، التزامهما الخاص بمكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة العابرة للحدود، بما يصون أمن واستقرار المنطقة الأورومتوسطية، مبرزا أن ألمانيا والمغرب سيعملان سويا داخل المحافل المتوسطية من أجل تعزيز التنمية المستدامة والسلام والأمن والاستقرار في هذه المنطقة، ولا سيما من خلال الاتحاد من أجل المتوسط ومؤسسة “آنا ليند”.

وأشادت ألمانيا أيضا بمساهمة المغرب في الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، لا سيما من خلال مشاركته في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وكذا في رئاسة مجموعة العمل الإفريقية للتحالف العالمي ضد تنظيم “داعش”.

ومن جانبه، أشاد المغرب بالمشاركة الفعالة لألمانيا في أعمال المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، من خلال مشاركتها في رئاسة مجموعة العمل المعنية بتعزيز القدرات في غرب إفريقيا، وكذا في الاجتماع الوزاري للتحالف العالمي ضد ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية”، المنعقد بمراكش في 11 أيار/ مايو المنصرم، والذي خصص حيزا هاما لتدارس الوضع في إفريقيا. وفي هذا الصدد، يضيف الإعلان المشترك، جدد الوزيران رغبتهما في مواصلة تعاونهما في هذه المحافل المختلفة.

واعتبرت الخارجية الألمانية أن المغرب يعد شريكا مهما لبلدها وللاتحاد الأوروبي، وأيضا جسرا مهما إلى شمال إفريقيا وجنوبها. كما قالت الوزيرة أنالينا بيربوك، في تصريح صحفي، إن المملكة في وضع مثالي لتصبح ركيزة استراتيجية مهمة في التحول الأوروبي في مجال الطاقة. وأكدت أن زيارتها للمغرب ستجعل من الممكن “إعادة تحديد علاقاتنا من أجل استكشاف هذه الفرص والاستفادة منها بشكل كامل”. وأضافت أنه “خلال الأشهر القليلة الماضية، عملنا بجد لبناء أرضية مشتركة لشراكة مستقبلية”، مشيرة إلى أن البلدين طوّرا العديد من خطط التعاون الجديدة، وأعادا إطلاق العديد من المشاريع الناجحة في الماضي.

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عقد خلال شباط/ فبراير المنصرم، اجتماعا عبر تقنية الفيديو مع نظيرته الألمانية بمناسبة انتهاء الأزمة بين البلدين التي استمرت لأشهر، حيث أشاد المسؤولان بالإمكانيات الكبيرة بين المغرب وألمانيا، مؤكدين الاهتمام المشترك بمنحها زخمًا إضافيًا من حيث تحديات ومتطلبات التعافي بعد كوفيد.

وبعد خمسة أشهر من ذلك الاجتماع عن بعد، تسافر الوزيرة بيربوك إلى العاصمة الرباط لأول مرة للعمل مع وزير الخارجية المغربي على إطلاق برنامج شامل لزيادة التعاون، وقد اتفقت ألمانيا والمغرب على تكثيف التعاون على قدم المساواة والاحترام المتبادل في جميع المجالات المهمة للعلاقات الثنائية.

وكتبت الخارجية الألمانية، في آخر تحديث لموقعها أمس، أن المملكة المغربية تعتبر حلقة وصل مهمة بين الشمال والجنوب، سياسياً وثقافياً واقتصادياً، فهي شريك رئيسي للاتحاد الأوروبي وألمانيا في شمال إفريقيا. ويقيم البلدان علاقات دبلوماسية منذ عام 1956، أي بعد حصول المغرب على استقلاله.

وأضاف التقرير أن المغرب أطلق إصلاحات شاملة على مدى العقد الماضي، كما تلعب الدولة دورًا مهمًا في الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة، وينعكس هذا بشكل خاص في انخراطها الدبلوماسي في عملية السلام الليبية.

وأوضحت خارجية برلين أنه توجد علاقات اقتصادية وتجارية مهمة بين المغرب وألمانيا، حيث احتلت هذه الأخيرة المرتبة السادسة في الميزان التجاري المغربي في عام 2021. واستوردت ألمانيا بضائع بقيمة 1.6 مليار يورو من المغرب، في حين تم تصدير سلع بقيمة 2.2 مليار يورو. وتوجد في مدينتي الدار البيضاء وطنجة ممثلية لما يقرب من 300 شركة برأس مال ألماني. ويعد المغرب أيضا وجهة سفر مفضلة عند السياح الألمان.

وتدعم ألمانيا المغرب في مسار التحديث فهي واحدة من أكبر المانحين الثنائيين مع التزام إجمالي يقارب 1.2 مليار يورو في عام 2020. ويركز التعاون الإنمائي الألماني المغربي على مجالات التنمية الاقتصادية المستدامة والتوظيف والطاقات المتجددة وإدارة المياه. بالإضافة إلى أن المغرب جزء من مبادرة مجموعة العشرين “الميثاق مع إفريقيا” لتحسين الظروف الإطارية للاستثمارات الخاصة. وتحقيقا لهذه الغاية، اتفق البلدان في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 على تعزيز الشراكة بينهما في هذا المجال، كما دعمت ألمانيا المغرب ببرنامج مساعدات طارئة مكثف للتخفيف من تداعيات “كورونا”.

وتتوفر العديد من المؤسسات التنموية والثقافية والعلمية الألمانية على مكاتب لها في المغرب، علاوة على وجود شراكات في قطاع التعليم العالي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس