الرواية الأخرى مع المحجوب السالك: مؤسس البوليساريو كان الوحيد الذي يستطيع إيقاظ القذافي في منتصف الليل #2

21
الرواية الأخرى مع المحجوب السالك: مؤسس البوليساريو كان الوحيد الذي يستطيع إيقاظ القذافي في منتصف الليل #2
الرواية الأخرى مع المحجوب السالك: مؤسس البوليساريو كان الوحيد الذي يستطيع إيقاظ القذافي في منتصف الليل #2

افريقيا برسالمغرب. أكد المحجوب السالك في روايته لتاريخ النزاع في الصحراء الغربية لموقع يابلادي أن مؤسسي جبهة البوليساريو لم تكن لديهم في البداية نزعة انفصالية، مضيفا “كل ما كنا نريد هو تحرير الصحراء، وكنا نطلب من المغرب مساعدتنا، والشعارات التي رفعناها في تظاهرات طانطان كانت واضحة، وهي: بالكفاح والسلاح نفدي الصحراء بالأرواح، الصحراء تصبح حرة وإسبانيا برة”. وزاد قائلا:

وواصل قائلا “في تلك الفترة لما ووجه الشباب بالعنف خلقت عندهم عقلية العنف الثوري مقابل العنف الاستبدادي. المغرب لن يساعدنا لذا يجب علينا أن نعتمد على وسائلنا الذاتية، لمواجهة المستعمر الاسباني، وآنذاك بدأت اتصالات الوالي بالليبيين والجزائريين”.

وعن تفاصل المؤتمر التأسيسي لجبهة البوليساريو قال السالك “المؤتمر التأسيسي كان مؤتمرا متنقلا، الاجتماع الأول نظمه مجموعة من الشباب الصحراوي في طانطان، بقيادة الوالي مصطفى رحمة الله عليه، ووقع فيه نقاش معمق بين الطلبة الصحراويين، مجموعة كانت تقول لم يحن الوقت بعد لإعلان الثورة في الساقية الحمراء ووادي الذهب ولابد لنا من سنوات للتنظيم من أجل قيادة الجماهير نحو ثورة مسلحة، بينما الوالي ومجموعة قليلة معه، قالوا الثورة الآن أو أبدا”.

وتابع أن الوالي خاطب “أصحاب الرأي الآخر قائلا، من أراد الثورة الآن مرحبا، ومن أراد أن يدرس كي يحصل على شهادات يركب بها على الجماهير فليذهب، ولهذا الكثير من الشباب الصحراوي الجامعي خرجوا من الاجتماع وبقي الوالي ومجموعة قيليلة معه، والاجتماع الثاني كان في الزاك وتم خلاله نقاش كيفية جمع الأسلحة، وكيفية مهاجمة إسبانيا”.

أما الاجتماع الثالث بحسب الوالي فتم عقده في تندوف “وتم تحضير المتطوعين الذين يريدون حمل السلاح وحدد معهم الوالي موعدا قرب الحدود مع إسبانيا والمغرب، لكي يكونوا هم نواة العملية الأولى”.

أما الاجتماع الأخير فهو اجتماع “يوم 31 أبريل 1973 بمدينة الزويرات في موريتانيا والتي تم فيها الإعلان عن اسم الجبهة وعن بيانها السياسي، وعن التحضير للكفاح المسلح، وتوضيح أن هناك جناحين سياسي يعتني بتنظيم الجماهير، وجناح عسكري يهتم بالكفاح المسلح ضد المستعمر الاسباني”. وأكد السالك أن مؤسسي جبهة البوليساريو:

وأوضح أنه تولى عضوية المكتب السياسي لجبهة البوليساريو “بعد المؤتمر الثاني وكنت مسؤولا عن تنظيم طلبة البوليساريو في المغرب وتوليت تسييره إلى أن انطلقت سنة 1974 لحمل السلاح”.

وبحسبه فإن “الصحراويون شعب لم يعرف التنظيم السياسي تاريخيا، لهذا بدأت الناس تستجيب لهذا التنظيم الجديد بدرجة أكبر لما انطلقت الرصاصة الأولى، لأنهم يعرفون السلاح أكثر من التنظيم السياسي، وتهافتت الناس نحو البوليساريو لأنها حركة جهاد وكفاح”.

وكشف السالك أن الأسلحة الأولى التي كانت بحوزة مقاتلي البوليساريو كانت “تعود إلى الحرب العالمية الأولى، كانت العزيمة والإرادة فقط، والوالي كان يبحث عن السلاح في أي مكان، ذهب إلى الجزائر، ورفض الجزائريون تسليحه، ونصحوه بتأسيس تنظيم سياسي في الصحراء ومطالبة إسبانيا بتقرير المصير وهم سيساعدونه في المحافل الدولية”.

وتابع أن “الجزائر سمحت لنا بحرية الحركة فوق التراب الجزائري، على شرط أن لا نعبئ الصحراويين الجزائريين الموجودين في تندوف وبشار وغيرهما”. بعد ذلك قرر الوالي

وزاد قائلا “هذه الكلمة أثرت كثيرا في القذافي لذلك استقبل الوالي، وأبهر الزعيم الليبي بفكر هذا الشاب الصحراوي وطلاقة لسانه وخطابه السياسي المقنع والممتاز، وكان الرجل الوحيد الذي يستطيع مهاتفة القذافي في منتصف الليل وهو في سريره، لذلك كان القذافي رحمة الله عليه، هو أول من نعى استشهاد الوالي في خطاب رسمي يوم 9 يونيو 1976 ألقاه في طرابلس”.