شركة أوبن إيه آي تعادي الكتّاب بـ”ذكائها”

4
شركة أوبن إيه آي تعادي الكتّاب بـ
شركة أوبن إيه آي تعادي الكتّاب بـ"ذكائها"

أفريقيا برس – المغرب. يبدو أن شركة أوبن إيه آي مصرّة على خلق العداوات مع العاملين في المجال الإبداعي، فبعد المصممين المهددين بفقدان وظائفهم بسبب توليد المحتوى البصري، ها هي تكشف عن تطويرها نموذج ذكاء اصطناعي “يتقن الكتابة الإبداعية”. عبر “إكس”، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي سام ألتمان الأسبوع الماضي: “درّبنا نموذجاً جديداً يتقن الكتابة الإبداعية، لست متأكداً بعد من كيفية/موعد إصداره. هذه هي المرة الأولى التي أُعجب فيها حقاً بنص كتبه الذكاء الاصطناعي”. “إعجاب” وحماسة ألتمان انقلبت غماً عند الكتّاب.

كتابة القصص الخيالية لم تكن ضمن “المهارات” اللافتة للذكاء الاصطناعي الذي تطوره “أوبن إيه آي”. ففي الغالب، ركزت الشركة أكثر على مجالات الرياضيات والبرمجة. تزداد مخاوف المؤلفين حول حقوق الملكية الفكرية لإبداعاتهم. غالباً ما تُدرَّب نماذج الذكاء الاصطناعي على أعمال أدبية موجودة، وفي كثير من الأحيان، من دون علم الكُتّاب أو موافقتهم.

ولاحظ بعض النقاد أن بعض العبارات الواردة في مقال “أوبن إيه آي” تبدو مُقتبسة من أعمال الروائي الياباني هاروكي موراكامي. وقالت جمعية الناشرين في المملكة المتحدة إن منشور ألتمان “دليل إضافي” على أن نماذج الذكاء الاصطناعي دُرِّبت على مواد محمية بحقوق الطبع والنشر. ونقلت صحيفة ذا غارديان عن الرئيس التنفيذي للجمعية دان كونواي أن “هذا المثال الجديد من أوبن إيه آي دليل إضافي على أن هذه النماذج تُدرّب على محتوى أدبي محمي بحقوق الطبع والنشر. فلتكن منصفاً يا سام”.

وشكّل الذكاء الاصطناعي هاجساً لدى كتّاب السيناريو في هوليوود. شهدت الأخيرة إضرابين كبيرين استمرّا أشهراً عدة عام 2023، أحدهما للممثلين والآخر لنقابة كتّاب السيناريو الأميركيين التي تمثل 11 ألفاً و500 من مؤلفي النصوص السينمائية والتلفزيونية. في نهاية المطاف، اتفق المنتجون والاستديوهات، الذين يحرص العديد منهم على خفض التكاليف ويتطلعون إلى الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحقيق هذا الهدف، مع المضربين على وضع قواعد صارمة للحماية من الذكاء الاصطناعي. لكن ماذا عن المؤلفين والكتّاب في القطاعات الأخرى غير السينما والمسلسلات؟ وماذا عن الآخرين؟

سيشكّل الذكاء الاصطناعي خطراً على المؤلفين عندما ينافسهم في مستوى الكتابة. يصرّ موقع تك رادار على أن القصة النموذجية التي قدّمها ألتمان مثالاً على قدرات نموذجه المقبل “رائعة”، لكن موقع غيزمودو المتخصص يقول إن المستوى “لا يزال سيئاً”. يشير “تك رادار” إلى أنه بالنظر إلى السرعة التي تُطور بها “أوبن إيه آي” هذه النماذج الجديدة القوية، فإن “المستقبل ليس مشرقاً للمؤلفين”، إذ قريباً ستُنشئ دور النشر “محفزات أدبية أكثر تفصيلاً تُصمّم قصصاً ملحمية ضخمة تمتد لألف صفحة”. وستكون هذه القصص، بحسبه، “مؤثرة، آسرة، ولا يُمكن تمييزها عن تلك التي كتبها جورج آر. آر. مارتن”. من جانبه، يرى موقع “غيزمودو” أنه عندما يُروّج ألتمان للمواهب الأدبية للذكاء الاصطناعي، فإنه يُحاول فقط خلق سوق جديدة لاشتراكات “تشات جي بي تي”، من خلال وعد غير المبدعين بأخذ زمام المبادرة من النخبة الأدبية.

وتقول الكاتبة ليندا ماي آدامز، عبر مدونتها، إن الذكاء الاصطناعي لا يستوعب جوهر العمق، بل “يجمع الكلمات بناءً على ما يتصفحه عبر الإنترنت. وهذا يشمل عبارات تسويقية لبيع منتجات، والتي غالباً ما تُدرس حتى لا تُسيء لأحد، ما ينتج عنه رتابة”. وسبق أن نقلت “فرانس برس” عن كاتب سيناريو فيلم “بيرد بوكس”، الذي حقق نجاحاً كبيراً على “نتفليكس”، إريك هيسرير، أن “الفن لا يمكن أن يُصنع بواسطة آلة”. فالقصة تفقد بنظره “قلبها وروحها”، مذكّراً بأن الكلمة الثانية من عبارة “الذكاء الاصطناعي” هي “اصطناعي”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس