كبير مستشاري ترامب: يمكن لترامب أن يحل مشكل الصحراء نهائيا في حال أعيد انتخابه

21
كبير مستشاري ترامب: في حال أعيد انتخابه، يمكن لترامب أن يحل مشكل الصحراء نهائيا
كبير مستشاري ترامب: في حال أعيد انتخابه، يمكن لترامب أن يحل مشكل الصحراء نهائيا

ترجمة: مصطفى واعراب

أفريقيا برس – المغرب. المعروف تاريخيا، أن السلطات المغربية كانت دائما ترتاح للإدارة الأمريكية عندما يُسَيِّرُها الجمهوريون، وتتوجس بالمقابل من حُكم الديمقراطيين. فتجربة هؤلاء نتجت عنها غير ما مرة أزمات صامتة أو معلنة مع الرباط، على نحو ما حصل عندما طرحت إدارة الرئيس الديمقراطي أوباما في 2013، توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو)، حتى تشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء والتقرير عنها.. ما نتج عنه أزمة قصيرة الأمد بين الرباط وواشنطن، بلغت أوجها بتأجيل الرباط مناورات “الأسد الأفريقي” التي تنظم سنويا “إلى أجل غير مسمى”. وانتهت الأزمة بتراجع الإدارة الأمريكية عن طرحها الذي أغضب المغاربة لأنه تبنى في الواقع مطلبا طرحته جبهة البوليساريو والجزائر.

وعلى بعد أسابيع من الاقتراع الأمريكي الحاسم، تحتدم المنافسة على رئاسة الولايات المتحدة، بين الرئيس السابق المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي اعترف في أواخر 2020 بمغربية الصحراء، ونائبة الرئيس الحالي المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وفي وقت تتخوف دول ومنظمات كثيرة عبر العالم من عودة ترامب إلى رئاسة أقوى دولة في العالم، يسود المغرب قلق صامت من احتمال فوز المرشحة الديمقراطية هاريس، التي يعتبرها البعض نسخة نسوية من “أوباما”.. فهي، وفقا لمصادر مغربية، وجهت إشارات غير مُطَمئنة من خلال إعلان تقاربها مع “الخط الجزائري” المعادي للمصالح المغربية.

ويعيد ذلك طرح السؤال حول رؤية الرئيس القادم المحتمل دونالد ترامب، الذي يُنظر إليه باعتباره أميَل إلى “الخط المغربي”، لمجمل القضايا والاشكاليات الخِلافية التي تُمزق منطقتَيْ المغارب والساحل والصحراء منذ زمن غير قريب. في هذا الإطار، أجرت منصة “أتاليار” الإخبارية الإسبانية الشهيرة حوارا هاما، مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق والمرشح لاقتراع نوفمبر القادم دونالد ترامب وصديقه المقرب، حول قضايا أساسية تهم المغرب ومحيطه الجغرافي والجيوسياسي.. مثل المبادرة الأطلسية لربط دول الساحل الأفريقي بالمحيط الأطلسي التي يروج لها المغرب، واستقرار منطقة الساحل، والصراع حول الصحراء الغربية.

للإشارة، فإن جورج جيدو لومباردي، الذي يجر وراءه أكثر من 30 عاما من الخبرة في الأعمال والسياسة والتدريس، كان مديرا تنفيذيا سابقا لـ “المجلس الاقتصادي الدولي للتنمية”، وهو كبير مستشاري الحملات السياسية لدونالد ترامب في الولايات المتحدة وأوروبا، وأيضا مستشار كبير لعدد من المنظمات الاقتصادية والسياسية الدولية. كما ألَّف لومباردي كتبا عن عوالم الأعمال والسياسة والاقتصاد في الولايات المتحدة وإيطاليا (بلده الأصلي).

في ما يلي ترجمة للحوار بتصرف تعميما للفائدة، مع التنويه إلى أننا لا نتبنى بالضرورة ما ورد فيه من آراء ومواقف:

بالنسبة إلى السياسة الخارجية الأميركية، يشكل الاستقرار أحد التحديات الكبرى التي تواجه رئاسة ترامب الجديدة المحتملة ــ فكيف سيتصرف للحد من نفوذ روسيا وإيران؟ ما هي استراتيجية ترامب في ما يتعلق باستقرار منطقة الساحل الأفريقي؟

هناك سابقة شهدتها السنوات الأربع لفترة رئاسة ترامب الأولى، من 2017 إلى 2020، حيث لم تكن هناك حرب، صفر حرب. حتى أنه كان لديه الشجاعة للتدخل في كوريا الشمالية. ولذلك كان قادرا على تطوير علاقات شخصية مع العديد من القادة عبر العالم، وخصوصا وقبل كل شيء، كان هو الذي جمع العديد من اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط – باستثناء إيران.
وبناء على هذا النجاح السابق، يمكننا أن نكون واثقين من أن إدارته سوف تستمر في هذا الاتجاه. إن ترامب رجل “مسالم للغاية”. فهو يريد أن يرى السلام في كل مكان في العالم، ولكن أكثر من أي مكان آخر في الشرق الأوسط، وبالطبع في منطقة الساحل. لأن منطقة الساحل هي أيضا امتداد، على سبيل المثال، لرفاهية الأمة الإيرانية والقادة الإيرانيون يؤثرون كثيرًا على هذه الحركات المتمردة والثورية، ليس فقط في لبنان، ولكن أيضًا في غزة والصومال وفي جميع أنحاء منطقة الساحل، وخاصة في الجزائر.
يعلم الجميع، وكذلك ترامب، أن إيران هي الفاعل الرئيسي، وخاصة الممول، لهذه الحركات المُسماة ثورية. لقد كان صارما للغاية مع إيران، وقال: “لا تعبثوا مع الولايات المتحدة”. فكانت إدارة ترامب مختلفة تماما عن إدارة أوباما، التي كانت خائفة تماما من إيران وحاولت بذل كل ما في وسعها لإرضاء إيران.
إن هذا النوع من السياسات لا ينجح مع هذه الأنواع من الجهات الفاعلة العنيفة والعدوانية للغاية. وبالنتيجة، عندما تولى ترامب السلطة في يناير 2017، أوقفت إيران جميع أشكال الأعمال العدوانية ضد إسرائيل، وأيضا ضد الدول الأخرى. في الواقع، نحن نعلم أن ترامب سوف يستمر في هذه السياسات في حال أعيد انتخابه مرة أخرى.
إن الصراعات المحتدمة في منطقة الصحراء الغربية وجنوب الصحراء الكبرى، بما في ذلك بالطبع، الذين أرسلهم وكلاء إيرانيون والذين يحاولون زعزعة استقرار أجزاء من المغرب، ستختفي فور وصول ترامب إلى السلطة، من دون حتى استخدام القوة العسكرية. وذلك بسبب تصميمه وسياساته وتفانيه، ولكن أيضا بسبب قوة الاقتصاد الأمريكي.
وإذا كنت ذكرت الاقتصاد الأمريكي، فلأن الحقيقة هي أن إيران كانت على حافة الانهيار الاقتصادي منذ فترة طويلة. وحتى في الوقت الحالي حتى أبسط شيء مثل الخبز والحليب هي مواد غالية الثمن للغاية في إيران.. حتى أنه بات من الصعب العثور عليها في جميع أنحاء البلاد. ولذلك فإن القيادة الإيرانية تواجه تذمرا داخليا من توجهات القيادة والسياسات الاقتصادية.
إن إيران توجد اليوم على حافة الانهيار الاقتصادي، ولولا أنها تلقت مساعدات من الصين والمنظمات الدولية، وللأسف حصلت على بعضها حتى من الولايات المتحدة، لانهارت بالفعل.

فيما يتعلق بالعلاقات بين المغرب والولايات المتحدة، هل يستطيع ترامب ─ في حالة فوزه مجددا بالانتخابات ─ أن يجمع الجزائر وجبهة بوليساريو في طاولة المفاوضات لإنهاء نزاع الصحراء بشكل نهائي؟

لقد كان ترامب صديقا مقربا لملك المغرب، أقرب بكثير مما كان الرئيس باراك أوباما أو حتى الرئيس الحالي جو بايدن. وذلك لأن المغرب كان صديقا تاريخيا للولايات المتحدة وللدول الواقعة في أقصى غرب أوروبا لفترة طويلة. ولهذا فإن هذه الصداقة التاريخية سوف تستمر. أنا متأكد من أن هناك صداقة شخصية قوية، بغض النظر عن كل شيء آخر، بين ترامب والملك محمد السادس، لأن كليهما قلقان على بلديهما وعلى شعبيهما. وكلاهما يحاولان السعي إلى تحقيق السلام والتقدم الاقتصادي لبلديهما.

نعم، يمكن لترامب [في حال عودته إلى البيت الأبيض] أن يجلب جبهة بوليساريو والجزائر إلى طاولة المفاوضات. فالولايات المتحدة كدولة وكمؤسسة على المستويين الاقتصادي والعسكري كانت دائما قريبة جدا من المغرب، وبشكل أقل بطبيعة الحال من الجزائر أو تونس، اللتين كانتا أكثر اعتمادا اقتصاديا بخاصة على فرنسا.

بشكل أعم، أعتقد أنه إذا فاز ترامب بالانتخابات، سوف يجلب تغييرا جوهريا للعالم.

كيف تنظرون وتقيمون مبادرة الساحل الأطلسي [المقصود: المبادرة الملكية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي] التي أطلقها الملك محمد السادس؟

قرأت بعض المقالات حول هذه المبادرة، التي قدمها يوسف العمراني سفير المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية. لقد قدم عرضا جيدا للغاية. وأعتقد أن معظم الأميركيين، وخاصة قادة الدول الغربية، سوف يتأثرون بشكل إيجابي للغاية بهذه المبادرة. وقد كان هناك بالفعل القليل من التعزيز من جانب البعض منهم. ولكن بالنسبة إلى أمريكا الجنوبية من المؤسف أن كولومبيا والبرازيل ليستا في وضع يسمح لهما في الوقت الحالي بتعزيز التجارة الدولية والمشاريع الحرة. لذلك لا أعلم ما إذا كانت مبادرة الساحل الأطلسي سوف تنجح في أمريكا الجنوبية، بانتظار أن يتغير زعماء البرازيل وكولومبيا. ولكن بحضور ترامب رئيسا للولايات المتحدة، سوف يتم استقبال المبادرة بشكل جيد للغاية. وأعتقد أن هناك أيضا مؤيدين آخرين لهذه المبادرة في إسبانيا وإيطاليا.

وفي هذا الصدد، يمكن لإيطاليا أن تكون شريكا جيدا ومثيرا للاهتمام، على الرغم من أنها بطبيعة الحال مقربة جدا من إسرائيل والولايات المتحدة. لكن اليوم لديها حكومة محافظة للغاية، ولديها علاقات جيدة جدا مع المغرب من حيث الصداقة والسياحة. وأعتقد بأنه في ما يتعلق بالمخططات التجارية والاقتصادية، قد يكون هناك شيء ما في المستقبل في ما يخص هذه المبادرة من جانب إيطاليا، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات في الولايات المتحدة.

أنا أرى مستقبلا إيجابيا للغاية لمبادرة الساحل الأطلسي. لقد صرح عمر زنيبر، الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، بأن المبادرة تكتسب أهمية خاصة لأنها تجمع أشخاصا يتقاسمون نفس القيم والأهداف، وهذا ما يحدث بالفعل حاليا في العالم. إن دولا مثل المجر، وإيطاليا، والولايات المتحدة في عهد ترامب، أو اليابان لديها نفس القيم ونفس الأهداف، مثل المبادرة الحرة، وحرية التعبير، والديمقراطية الحقيقية وليس الدكتاتورية الشمولية. ولذلك فإن القيم التي نتشاركها هذه الدول هي أكثر أهمية من الصداقة، لأن الصداقة يمكن أن تتغير في مرحلة ما، بسبب مواقف شخصية أو وفاة شخص ما، أو غير ذلك. وبالتالي يمكن أن تكون الصداقة مؤقتة، ولكن تقاسم القيم هو الذي يبقي. فالناس معا لعدة قرون. وأعتقد أن أحد أهم الأمور هو تبادل القيم الثقافية، والقيم الديمقراطية، وقيم الدستور الأمريكي: الحياة والحرية والسعي وراء السعادة. هذا هو ما يوحد الناس حقا.

إلى أي مدى يمكن لفرنسا وإسبانيا وكذلك الولايات المتحدة، أن تلعب دورا حاسما في إنهاء قضية الصحراء الغربية بشكل نهائي في الأمم المتحدة؟

سوف يكون الأمر صعبا للغاية. لسوء الحظ، بهذا المعنى، ليس لدى الكثير من التعليقات الإيجابية لأقدمها لك. وأخشى أن ما يحدث هو أن بعض الأصدقاء على وجه الخصوص، قد ذهبوا بعيدا في اتجاه اليسار. ولكن بشكل خاص بعيدا جدا بحيث وقعوا في أيدي الأصولية التي لا علاقة لها بالإسلام.

ولسوء الحظ، صوت الفرنسيون بشكل جماعي لصالح الحركة المحافظة التي يتزايد نفوذها اليوم. وسوف تجد فرنسا صعوبة كبيرة في السيطرة على هذا التأثير الذي سيطر على الحكومة.

في إسبانيا، حصل الأمر نفسه تقريبا، بحيث لديهم الآن حكومة شيوعية [يقصد يسارية]، لكن الشيوعيين لديهم أغلبية صغيرة جدا. ولذلك فمن الممكن أن تتغير الحكومة الإسبانية لصالح حكومة أكثر محافظة، ومؤهلة لأن تربط صلات بالأصوليين الإيرانيين. ولذلك فإنه في ما يخص إسبانيا، لدينا بعض الأمل، لكن ربما لم يعد بإمكاننا الاعتماد عليها، لأن لديها مشاكلها الخاصة، ولا نعرف ما إذا كانت سوف تتمكن من حلها.

وبالنتيجة، فإن الشريك الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه للمساعدة في حل حالة عدم الاستقرار في هذه البلدان، وخاصة بالنسبة إلى نزاع الصحراء، هو الولايات المتحدة. أما بالنسبة لإيطاليا، وغيرها من البلدان الجيدة، مثل بولندا والمجر والنمسا وحتى ألمانيا إلى حد ما، فيمكن لها أن تفعل الكثير، سواء داخل الأمم المتحدة أو مع الوكالات الدولية، لحل مشكلة الصحراء وتمهيد الطريق أمام إيجاد حل لها. وذلك من أجل فتح الطريق لمستقبل أكثر ازدهارا للمنطقة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس