كوخافي مع نظيره المغربي في “تطور تاريخي”.. من عداء إلى “قصة غرام”

16

بقلم: أرئيل كهانا

أفريقيا برس – المغرب. رئيس الأركان أفيف كوخافي أجرى زيارة رسمية وعلنية إلى المغرب. الفريق كوخافي، مثل وزير الحرب بيني غانتس ووفود الجيش الإسرائيلي قبله، استقبلته الدولة العربية الرائدة بعناق حار، مجازياً وجسدياً. بالإجمال، مرت سنة ونصف السنة منذ انضم المغرب إلى زخم اتفاقات إبراهيم واستأنف علاقاته العلنية مع إسرائيل بصوت عال.

لكن العلاقات الاقتصادية والمدنية ليست وحدها مدار الحديث، بل تلك الشهية الكبيرة لتعزيز العلاقات الأمنية. مناورات مشتركة بين الجيش الإسرائيلي والجيش المغربي، وشراء أسلحة، وحتى فتح خطوط إنتاج محلية لأسلحة إسرائيلية في المغرب؛ أي أن ما لم يكن قبل سنتين سوى خيال، فهو اليوم على جدول الأعمال.

في تطور تاريخي، لا يمكن التقليل من شأنه، أصبح الجيش الإسرائيلي أداة مركزية في بناء السلام. من جيش غايته الأصلية قتال الجيوش العربية عند الحاجة، بات اليوم أداة مركزية في تعزيز العلاقات معها. هذا التحول يستدعي تغييراً عميقاً في أنماط تفكير الجيش الإسرائيلي، كما يقول مصدر سياسي ذو دور مركزي في تطوير هذه العلاقات.

الجيش الإسرائيلي طرف معطٍ في هذه العلاقات، لكنه آخذ أيضاً. في المغرب مثلاً، تتعلم قواتنا كيف تتعاون مع جيوش أخرى. القيمة المركزية للجيش الإسرائيلي هي “الدفاع عن أنفسنا بقوانا الذاتية”، لكن المغرب الذي يملك جيشاً قوياً ومتطوراً، طور علاقات وثيقة مع الناتو وجيش الولايات المتحدة وقوات أخرى على مدى السنين. والجيش الإسرائيلي يعتزم التعلم من المغاربة كيف يمكن التعلم جيداً من الآخرين.

كوخافي مع نظيره المغربي في “تطور تاريخي”.. من عداء إلى “قصة غرام”
كوخافي مع نظيره المغربي في “تطور تاريخي”.. من عداء إلى “قصة غرام”

وثمة مجال عملياتي عاجل سيتعلمها مرؤوسو كوخافي من نظيره المغربي بلخير الفاروق وضباطه. يتصدى المغرب لمسيرات هجومية، ومنظمات إرهاب جهادية وأسلحة روسية وصينية من الأكثر تطوراً في العالم. مصدر هذه التهديدات، بشكل عام، هو الجزائر التي تصطدم بالمغرب في السنوات الأخيرة على مدى الحدود التي بينهما، ضمن أمور أخرى بسبب معارضة الجزائر لعلاقات الرباط مع القدس.

وفي الوقت الذي يتوجه فيه المغرب إلى الغرب، فإن جارته، خصمه، ترتبط بالشرق، بما في ذلك في المشتريات العسكرية. فقد اشترت الجزائر – ومن كان يصدق – دبابات من طراز T90، صواريخ ما فوق صوتية صينية وروسية على حد سواء؛ وكذا منظومات ضد الطائرات من طراز SM– أذكى من S400 التي تستخدمها روسيا في سوريا، والتي تغطي عملياً كل أراضي إسرائيل.

ستخرج وفود من الجيش الإسرائيلي في المستقبل القريب إلى حدود المغرب – الجزائر كي تتعلم ما هو معروف للمغاربة عن أسلحة حديثة من أرجاء العالم – وتطبق الدروس في إطار أعمال الدفاع عن إسرائيل. هذه هي إحدى المنافع الفورية التي تستخلص من قصة الغرام بين الجيش الإسرائيلي والجيش العربي المتطور. كلمات كان مجرد كتابتها متعذرة حتى وقت أخير مضى.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس