أفريقيا برس – المغرب. عرف المغرب على مدى الأيام الأربعة الماضية، خروج شباب “جيل زد” للتظاهر ضد الحكومة، رافعين مطالب اجتماعية أهمها تجويد خدمات قطاعي الصحة والتعليم. فكيف تناول الإعلام الغربي تغطية الأحداث؟ وحول ماذا كان تركيزه؟
تابعت وسائل الإعلام العالمية أحداث خروج شباب محتجين باسم “جيل زد 212” في المغرب، بالتركيز على الاعتقالات التي شهدتها المظاهرات خلال اليومين الأولين.
الصحة والتعليم قبل الكرة
وطالبت مظاهرات شباب “جيل زد 212″، “بتحسين جودة الرعاية الصحية والتعليم وسوق العمل”، مستحضرة “إنفاق ملايين الدولارات على فعالية كأس العالم لكرة القدم 2030، التي يستضيفها المغرب بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. حيث من المقرر بناء ثلاثة ملاعب جديدة، وتحديث ستة ملاعب أخرى”.
وتعد المظاهرات “الأكبر من حيث الجحم، من بين المظاهرات التي خرجت ضد الحكومة في السنوات الأخيرة” حسب وصف صحيفة “فيلت” الألمانية، التي تحدثت أيضا عما أسمته “سوء توجيه أولويات الحكومة، وتدهور نظام الرعاية الصحية المتدهور في البلاد، في ظل الاستثمارات الخاصة بكأس العالم لكرة القدم، وكأس الأمم نهاية هذا العام”.
وأشارت فيلت إلى “تصاعدت الاضطرابات في البلاد بعد وفاة ثماني نساء أثناء الولادة في مستشفى حكومي بمدينة أكادير، بسبب سوء الرعاية الطبية”.
بين الواقع ورد الحكومة
واستحضرت بعض هذه الصحف، ومنها صحيفة تسايت الألمانية، أن الحكومة المغربية ترفض الانتقادات الموجهة إلى استثمارات كأس العالم لكرة القدم 2030، والتي تصورها على أنها تأتي على حساب البنية التحتية. وتؤكد الحكومة حسب ما نقلته الصحيفة، “أن مشاكل نظام الرعاية الصحية موروث من الحكومات السابقة”.
صحيفة فيلت ذكرت ضمن تقريرها، أن بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2023، يوضح أن المغرب لديه 7.7 أخصائي صحي فقط لكل 10 آلاف نسمة، وفي بعض المناطق، مثل أكادير، ينخفض هذا الرقم إلى 4.4 لكل 10 آلاف نسمة. وتوصي منظمة الصحة العالمية بـ 25 لكل 10 آلاف نسمة.
انتقادات حقوقية
واختارت صحيفة برلينر تسايتونغ، أن تركز على ما وصفته بـ “عنف الشرطة”، وما تلاه من انتقادات المنظمات الحقوقية، إذا أشارت إلى اعتقال عشرات الشباب في مختلف المدن المغربية، والتحقيقات مع شباب “جيل زد 212” الذين تسببوا في إغلاق طريق سريع. كما تحدثت تقارير الصحيفة عن مقاطع الفيديو التي تظهر سيارة الشرطة التي أصابت متظاهرا واحدا على الأقل بجروح خطيرة.
موقع قناة France 24، ركز على السياق الذي خرجت فيه المظاهرات، موضحا أن “هذا الاستياء الشبابي يأتي في وقت تقترب فيه الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2026، حيث تواجه الحكومة صعوبة في إقناع المواطنين بوفائها بوعودها. فثقد “وعد رئيس الوزراء عزيز أخنوش بتوفير مليون وظيفة على مدى خمس سنوات، أي ما يعادل 200 ألف وظيفة سنويا، لكن برامج دعم التوظيف لم تُلب هذا الوعد”.
بطالة وغضب
كما استشهد تقرير فرانس 24، بإحصائيات للمندوبية السامية للتخطيط، الذي يبرز أن معدل البطالة مرتفع: فقد بلغ 13.3٪ عام 2024، و36.7٪ بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، و19.6٪ بين الحاصلين على دبلومات، و19.4٪ بين النساء.
موقع CNN الأمريكي، عاد ضمن أحد تقاريره للتذكير بأنه “منذ ما لا يقل عن عقد من الزمان، ركزت الاحتجاجات في المغرب على التفاوتات الجهوية وأولويات الحكومة”، كما أشار إلى أن “هذه المسيرات التي شهدتها البلاد عبرت عن الغضب الشعبي خلال حوادث متفرقة في جميع أنحاء المغرب، بما في ذلك مناطق لا تزال تعاني من آثار زلزال عام 2023 المدمر”.
مقارنة بـ”حركة 20 فبراير”
بينما ذهبت صحيفة لوموند الفرنسية، للمقارنة بين هذه الحركة وحركة “20 فبراير”، التي “أدت عام 2011، إلى إصلاح الدستور المغربي”. لكنها اعتبرت على لسان خبير “أن الحركتين، لا يكاد يجمع بينهما شيء”.
وورد في تقرير لوموند، أنه “في حين انضمت الأحزاب السياسية والنقابات العمالية إلى حركة “20 فبراير”، يؤكد الشباب المحتجون اليوم عدم انتماء أي منهم لأي جهة”.
واستحضر التقرير ما تعرضت له البرلمانية نبيلة منيب، زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد اليساري، عندما ألقت كلمة في تجمع للشباب المحتجين يوم 28 سبتمبر/أيلول، لتواجه انتقادات حول ما رآه البعض محاولتها استغلال الحركة لتحقيق مكاسب سياسية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس