معلومة(1).. لماذا سميت مراكش بهاته التسمية أول مرة؟

40
معلومة(1).. لماذا سميت مراكش بهاته التسمية أول مرة؟
معلومة(1).. لماذا سميت مراكش بهاته التسمية أول مرة؟

افريقيا برسالمغرب. كثيرة هي المدن المغربية التي يجهل سكانها سبب تسميتها، خاصة في ظل شح المصادر التوثيقية التاريخية مما يفتح باب التأويلات على مصراعيه لتتعدد الروايات و تختلف التفسيرات، و من بين هاته المدن نذكر مراكش.

مراكش، مدينة التاريخ، مدينة سبعة رجال كما يلقبها البعض أو عاصمة البهجة و المدينة الحمراء و عاصمة النخيل و العاصمة السياحية للمغرب و هلم جرا من الألقاب التي تزخر بها هاته المدينة الرائعة بجغرافيتها و بنيتها و قبل ذلك بتاريخها و سكانها الذين تعلو الابتسامة محياهم حتى في لحظات الغضب.

حسب عدد من المراجع المتوفرة إلكترونيا، فمنذ العصر الحجري الحديث استوطن منطقة مراكش مزارعين أصلهم أمازيغ، لكن المدينة تأسست فعلياً عام 1062 على يد أبو بكر بن عمر ابن عم سلطان المرابطين يوسف بن تاشفين الذي أمره ببناء مراكش و تحديثها خاصة أن الأخير كانت تربطه علاقة تاريخية مميزة بهاته المدينة، و هو ما دفعه لجعلها عاصمة للدولة المرابطية.

في القرن 12، بنى المرابطون العديد من المدارس و الكتاتيب والمساجد في مراكش والتي كانت تتزركش بالطراز الأندلسي، أسوار المدينة الحمراء والتي بناها علي بن يوسف عام 1122-1123، والمباني المختلفة المبنية من الطوب الرملي الأحمر في تلك الفترة، أعطت المدينة إسم “المدينة الحمراء”.

لا يوجد نص مؤكد و موثوق حول أصل تسمية مراكش بهذا الإسم، بل هناك فقط بعض الروايات الشعبية المتضاربة، و الغالب منها ينسب التسمية إلى (مر+كش) يعني مر وانصرف بسرعة، و يقول البعض أن مراكش كانت معروفة بكونها ممرا للقوافل التجارية و كان القراصنة يتربصون بمداخلها و الطرق المؤدية لها، فكان يشاع بين التجار عبارة “مر” و “كش” أي حاول المرور بسرعة من المكان لتفادي قطاع الطرق، فأصبحت معروفة بهاته التسمية.

ويرى آخرون أن “أكش” إسم إله قديم، غير أن لا شيء يوحي و يؤكد ذلك بشكل مادي ملموس، وهناك من يرى أن إسم “مراكش” يرجع إلى الكلمة الأمازيغية “أمور ن اكوش”، وتنطق بالأمازيغية أموراكش، وتعني بلاد الله أو أرض الله، وهي دلالة لها بُعد عالمي، والانتماء إلى الإنسانية جمعاء.

وكان إسم مراكش يطلق على كل المغرب قديما، منذ أن تأسست كعاصمة للمرابطين إلى عهد الاحتلال الفرنسي في العصر الحديث، ولا زالت هذه التسمية متداولة في كل اللغات، كالفارسية (مراكش)، والإسبانية (مارويكوس) والإنجليزية (موروكو).

أما لقب “مدينة سبعة رجال” الذي يطلق على مراكش، فيرجع الباحثون أصل ذلك إلى مجموعة من كبار العلماء والصوفية الذين عاشوا بالمدينة واضطلعوا بدور كبير في نشر الوعي السياسي والفكري والتربوي وسط سكانها، وهم يوسف بن علي الصنهاجي، وعياض بن موسى اليحصبي، وأبو العباس السبتي، ومحمد بن سليمان الجزولي، وعبد العزيز التباع، ومحمد بن عجال الغزواني، وعبد الرحمن الضرير.

وصفت مراكش بأنها المدينة الحمراء، الفسيحة الأرجاء، الجامعة بين حر وظل ظليل وثلج ونخيل، عاصمة دولة المرابطين والموحدين والسعديين، قال فيها صاحب وفيات الأعيان: “مراكش مدينة عظيمة بناها الإمام يوسف وهي قاعدة بلاد المغرب وقطرها ومركزها وقطبها، فسيحة الأرجاء، صحيحة الهواء، بسيطة الساحة ومستطيلة المساحة، كثيرة المساجد، عظيمة المشاهد، جمعت بين عذوبة الماء، واعتدال الهواء، وطيب التربة، وحسن الثمرة، وسعة الحرث، وعظيم بركته”.