مفهوم العلمانية ومعنى المواطنة من خلال ندوة وطنية

10

احتضنت قاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاس مكناس ندوة وطنية في موضوع “العلمانية والمواطنة”، نظمها نادي الثقافة المواطنة 3C والهيئة الاستشارية لحركة قادمون وقادرون لجهة فاس مكناس بشراكة مع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان.

المصطفى المريزق، الناطق الرسمي لحركة قادمون وقادرون-مغرب المستقبل، ومؤسس نادي الثقافة المواطنة، قال في كلمته إن الندوة الوطنية تأتي في سياق تخليد اليوم العالمي لحقوق الإنسان، “كما أنها مناسبة للتفكير الهادئ والرصين في مجموعة من المواضيع ذات الطابع الراهني وبالتالي محاولة المرافعة لدى السلطات المسؤولة قصد توفير فضاءات ثقافية واجتماعية يستطيع فيها المواطنون التعبير عن أفكراهم بكل حرية وبشكل هادئ بعيدا عن ضجيج الشارع”.

وبهذه المناسبة، ألقى المحامي الوزاني الشاهدي كلمة باسم المكتب التنفيذي للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ذكر فيها بضرورة حياد الدولة الذي يعتبر شرطا من شروط العلمانية واحترام تنوع الخيارات العقائدية والمذهبية، وضمان حرية المعتقد والتوفيق بين العقيدة الدينية والقوانين التي تحكم المجتمع ضمانا للعيش الممكن.

وخلص محمد فاضل، أستاذ باحث في علم الاجتماع، إلى أن العلمانية لها القدرة على التفاوض مثل الحداثة، ليؤكد أن المدافعين عن العلمانية أو منتقديها يجهلون مع الأسف التطورات التي حصلت على مفهوم العلمانية، حيث إن إشكالية علمنة المجتمع ما زالت إلى الوقت الحالي مطروحة على كل المجتمعات وبحدة كبيرة. مشيرا الى أنه مع بداية التسعينيات من القرن الماضي بدأت تظهر البوادر الأولى لقراءة جديدة في العلمانية، و”قد تجلى ذلك في عدد من الكتابات المختلفة من هنا وهناك، ليشدد التأكيد في الأخير إلى أن العلمانية شرط أساسي للمواطنة لكنها ليست ضامنة لها”.

وفي ختام الندوة قدّم الأستاذ الباحث الحكيم بناني، الباحث في الفلسفة بجامعة فاس وصاحب كتاب “ثقافة الاحتجاج بين القانون والفلسفة” بتقرير تركيبي لخص فيه تعدد المقاربات والتجارب المتعلقة بالمسار التاريخي الذي قطعته العلمانية انطلاقا من المدارس والمذاهب والقوانين والتشريعات، التي جعلت منه موضوعا خصبا للاجتهاد والإبداع ضد التكوين الفكري والسياسي الذي ينتج التطرف، بعد أن ساد الاعتقاد بظهور الدولة الحديثة في صور علمانية متباينة.