ما معنى أن يخرج وزير في حكومة ليقول لرئيسها: «إنك لم تفعل شيئا في إصلاح معيّن، بل إن وزارتي هي التي قامت بكل شيء»؟ هذا بالضبط ما خرج رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وزير الفلاحة، عزيز أخنوش، ليقوله لسعد الدين العثماني في تجمع لقافلة الحمامة بمدينة كلميم.
السيد أخنوش، الذي أنزلته المظلة على رأس حزب كان قد انسحب منه واختار العودة إلى اللاانتماء في 2011 لكي يبقى وزيرا للفلاحة حين انتقل التجمع إلى المعارضة، يقول إن وزارة الفلاحة اشتغلت على ملف أراضي الجموع والأراضي السلالية إلى جانب وزارة الداخلية، ويتهم العثماني، في المقابل، بالسطو على الإنجاز المتمثل في الشروع في تمليك بعض هذه الأراضي للفلاحين.
ماذا يعني ذلك؟ معناه أن وزارتي الفلاحة والداخلية تشكلان حكومة منفصلة عن الحكومة التي يعلم المغاربة بوجودها القانوني والدستوري، وتستمد شرعيتها من الأغلبية البرلمانية. بل إن السيد أخنوش يصرّ على أن مناصب الشغل التي خلقتها الصناعة المغربية هي من إنجاز وزيره مولاي حفيظ العلمي وحده، وهلمّ مجادلة.
هل يعلم السيد أخنوش أن وزراء الحكومة لا يمارسون أية مهام دون تفويض من رئيس الحكومة، وأن هذه الأخيرة لا شرعية لها دون انتخابات وإرادة شعبية وتعيين ملكي؟ وهل يعلم أن ملك البلاد، بما لديه من شرعية تاريخية ودينية ودستورية، يحترم الإرادة الشعبية والاختيار الديمقراطي في تعيينه للحكومة وممارسة صلاحياته؟