محمد الموساوي: النموذج التنموي الجديد أعطى دفعة للأقاليم الجنوبية المغربية

163
محمد الموساوي: النموذج التنموي الجديد أعطى دفعة للأقاليم الجنوبية المغربية
محمد الموساوي: النموذج التنموي الجديد أعطى دفعة للأقاليم الجنوبية المغربية

حوار آمنة جبران

أفريقيا برس – المغرب. أشار محمد الموساوي النائب بالبرلمان المغربي للشباب في حواره مع “أفريقيا برس”إلى أن مبادرة الحكم الذاتي تبقى أعلى سقف للتفاوض في قضية الصحراء، لافتا أن النموذج التنموي الجديد أعطى دفعة للأقاليم الجنوبية، الأمر الذي عزز الطرح المغربي أكثر وانعكست نتائجه في افتتاح مزيد من الدول تمثيليات دبلوماسية لها بالعيون والداخلة.

وبين الموساوي أن مبادرات البرلمانيين الشباب تؤخذ بعين الاعتبار على شكل توصيات ومقترحات لمشاريع مستقبلية تعمل على معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، ومن بين القضايا التي يعمل عليها البرلمانيون الشباب هي معضلة البطالة التي ترتفع بشكل ملحوظ في الأقاليم الجنوبية، وللتخفيف من وطأتها يرى أن الحل يكمن في تطبيق برنامج وطني للتشغيل بشكل موسومي وهو ما باشرت الحكومة المغربية على العمل عليه بالفعل، وفق ما ذكره.

ومحمد الموساوي نائب بالبرلمان المغربي للشباب عن جهة العيون الساقية الحمراء والأمين العام للهيئة الوطنية للشباب الدبلوماسي للترافع عن القضايا الوطنية.

كنائب مغربي ببرلمان الشباب هل برأيك مبادرات البرلمانيين الشباب تؤخذ بعين الاعتبار وباتت قوة اقتراح أم مازال دورها شكليا؟

البرلمان المغربي للشباب هو مؤسسة شبابية بامتياز تضم نخبة الشباب المغاربة في جميع المجالات المتعددة بطاقات ملهمة وعقول نيرة من مناطق متعددة، هدفها الأساسي الترافع عن القضايا الشبابية خلال دورات تشريعية يحضر فيها ممثلين عن كل جهة من المملكة المغربية استحضارا لبعد التوزيع المجالي والشمولية، وتختتم كل دورة بإصدار كتاب توصية حول مشاريع قوانين تقدم بها وزراء شباب تم انتخابهم تخص المشاكل الحالية وتطورات الساحة. تقدم هذه التوصيات لعديد المؤسسات العمومية كمجلس المستشارين ووزارات كالتعليم،الصحة،الاقتصاد والمالية بهدف أخذ هذه التوصيات ضمن اعتبارات المشاريع المستقبلية للحكومة باعتبار التوصيات من متطلبات الشباب المغربي الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من الشعب المغربي والقلب النابض للتنمية.

طالب برلمان الشباب في أحد ندواته الأخيرة بضرورة تحقيق المصالحة مع العمل السياسي في المغرب، هل بالإمكان تحقيق مصالحة في الوقت الذي لم تنجح الأحزاب والنخب السياسية في إيفاء بوعودها مع الشارع بمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية؟

لاشك أن الشباب المغربي يعيش حالة من العزوف عن العمل السياسي وعدم الانخراط الفعلي في الأحزاب السياسية أو التنظيمات الموازية لها رغم إتاحة المجال أمامهم وذلك راجع لعدم وفاء الساسة بوعودهم الانتخابية خاصة منها المتعلقة بالتشغيل وفك مشكلة البطالة ، إضافة إلى عدم التحسين من الوضعية الحالية بحلول جذرية بدل البدائل المؤقتة، فكثرة الوعود وتعاقب الفترات أفقد الشباب حسن تطلعهم للأمام، وجعلهم في دوامة من الفراغ السياسي.

المصالحة السياسية بين الشباب والنخبة السياسية قد تعود وذلك بالوفاء بالمطالب أهمها التشغيل والعيش الكريم ، فعدم انخراط الشباب في العمل السياسي راجع لإنشغالهم بالبحث عن فرص عمل تخفف من ثقل كاهل أهاليهم، فالسبيل الوحيد لعودتهم والتدرج بالعمل الحزبي والوفاء للقبعات والألوان مرتبط بالوفاء بالوعود المعلنة، وكلما فقدت الأحزاب شبابا فقدت حضورها وتواجدها فالشباب هم الفئة الأكثر تواجدا بالمغرب وهم المستقبل والطلقة الإنتاجية لخلق مغرب أفضل.

ماهي مقترحاتكم في البرلمان المغربي للخروج من أزمات البطالة والفقر وتوزيع التنمية بشكل عادل ؟

خلال مشاركتي الأخيرة في إطار الدورة التشريعية كان ترافعي عن ملف التشغيل خصوصا بالأقاليم الجنوبية ، إذ تسجل الأقاليم الجنوبية أكبر معدل للبطالة داخل المملكة وأعتقد أن أهم حل لمعالجة هذا المشكل بشكل مبدئي هو إتاحة برنامج وطني للتشغيل بشكل موسمي وهو ما تعمل عليه الحكومة الحالية عبر برنامج أوراش الذي بدأ يعطي ثماره بالتخفيف من معدل البطالة .

هل تعتقد أن خطوات الحكومة المغربية لمعالجة المشاكل الاجتماعية صائبة مثل المصادقة على البرنامج الاجتماعي المباشر مؤخرا هل ستلتزم بهذه المبادرة بالفعل؟

الحكومة الحالية في طريقها نحو معالجة عديد المشاكل الاجتماعية واقتراح عديد البرامج التي ستخفف من الأزمة الحالية كالتغطية الصحية الشاملة وهو أهم برنامج يخص قطاع الصحة ، إلى جانب دعم اجتماعي للفئات الهشة ، لكن الطريق لا يزال طويل أمام الحكومة، فتراكم مشاكل الحكومات السابقة والمشاكل الحالية قد يضعف عمل الحكومة.

كيف تقيم الموقف السياسي المغربي في التعاطي مع الأحداث في غزة؟

المغرب ظل ولا يزال داعما رسميا وعلنيا لدولة فلسطين الشقيقة فالملك محمد السادس خصص دعما كبيرا كرئيس لجنة القدس لقطاع غزة، عبر مبادرات ملكية سامية متعلقة ببناء مستشفيات و مدارس كما قدم دعم للطلبة المتمدرسين بتوفير منح طلابية ورحلات صيفية لزيارة المغرب، إلى جانب استنكار وزارة الخارجية المغربية وهي الممثل للسياسيات الخارجية للعدوان الإسرائيلي الدموي والمدمر على قطاع غزة .

لماذا غير المغرب موقفه من النزاع في ملف الصحراء من الاستفتاء على تقرير المصير إلى مبادرة الحكم الذاتي حسب تقديرك؟

في خطابات الملك محمد السادس، المغرب لا يترافع في الأمم المتحدة عن مصير الصحراء لأن الصحراء مغربية بحجة التاريخ وعمق إمتداد المملكة المغربية في إفريقيا ولسنوات ماضية ظلت الإمبراطورية القائمة بشمال إفريقيا في إطار مسلسل البيعة للسلاطين المغاربة، فمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تظل السقف الأعلى للتفاوض ولعل الضامن الأكبر هو مباشرة تنزيل ورش ملكي المتعلق بالنموذج التنموي الجديد والذي أعطى دفعة للأقاليم الجنوبية عبر استثمارات كبيرة عززت الطرح المغربي، فالبنية التحتية المتكاملة والاهتمام بساكنة الأقاليم الجنوبية جعل عديد الدول تدعم الطرح المغربي بافتتاح تمثيليات دبلوماسية لها بالعيون والداخلة.

تطورت العلاقات الإسرائيلية- المغربية بشكل كبير في غضون عامين وشملت أبعاد أمنية وعسكرية وهذا التطور في سرعته لم نشاهده في العلاقات المصرية- الإسرائيلية رغم أنها كانت باكورة الدول العربية المطبعة مع إسرائيل. ألا يوجد مخاطر على الأمن القومي المغربي في فتح الباب على مصراعيه مع إسرائيل خاصة وأن هذا الكيان لم يدخل بلدا وإلا وزاد من أزماته الداخلية ومع محيطه الإقليمي؟

المغرب له تاريخ كبير من قيم التسامح والتعايش مع الآخر وذلك الذي جعله آمنا ويتمتع بالسلام الدائم ، فاليهود كانوا متواجدين بمدن مغربية عدة ويمارسون أنشطتهم كمواطنين مغاربة ، لذلك فالتقارب المغربي -الإسرائيلي هو مرتبط بتقوية العلاقات الثنائية في مجالات عدة أهمها القطاع العسكري ، فالتهديدات الأمنية بمحيط المغرب أهمها الإرهاب تدفعه للتعاون والاستفادة من إسرائيل بحكم تقدمها ، لكن المغرب ذو سيادة على ترابه الوطني ولن يسمح بأي تدخل أجنبي ضمن سياساته الداخلية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس