أفريقيا برس – المغرب. بعد جهد جماعي طويل مع فرقة الجاز اللندنية Waaju، يمكن لمجيد بقاس أن يفخر بعودته الكبيرة إلى الوطن مع الألبوم الجماعي «Alouane»، محاطا برفاقه الموسيقيين.
خلال النسخة الثامنة عشرة من مهرجان جازابلانكا (من 3 إلى 12 يوليوز 2025)، قدم رائد البلوز الإفريقي-الكناوي هذا العمل الموسيقي لأول مرة في المغرب، وهو مشروع مشترك مع الفرقة البريطانية التي تمزج بين الإيقاعات اللاتينية المتعددة، والبلوز المالي النفسي، والترتيبات الأوروبية. على مسرح 21، استُقبل الفنانون بحفاوة كبيرة في ما بدا كعودة إلى الديار، حيث هتف لهم جمهور اعتاد اكتشاف التجارب الصوتية الفريدة لهذا الفنان الذي يُعيد إحياء الأنغام التقليدية والكلاسيكية والمحلية والدولية في قالب معاصر.
في الواقع، كل عرض يقدمه مجيد بقاس برفقة فنانين آخرين يبدو وكأنه مغامرة موسيقية فريدة تستحق الاكتشاف. وبالإضافة إلى موهبته في العزف على عدة آلات، عرف هذا الفنان البارع في فن كناوة كيف يخلد أصدقاءه الموسيقيين من خلال مشاريع خالدة. على مر السنوات، ساهم في نسج روابط متينة بين الموسيقيين المغاربة ونظرائهم من مختلف أنحاء العالم. وفي هذا الإطار، يحظى حفل جازابلانكا رفقة فرقة Waaju بمكانة خاصة في قلب مجيد بقاس، الذي تحدث إلى موقع “يابلادي” قبل اعتلائه خشبة المسرح.
وقال بقاس “مع Waaju، التقينا خلال مهرجان في بولندا. من خلال التبادل مع أعضاء الفرقة في هذا السياق، اكتشفت أنهم كانوا يعرفون بالفعل مجموعة أعمالي وكانوا يمتلكون ألبوماتي. لقد عملوا حتى على بعض المقاطع!” وأضاف أن اسم الفرقة Waaju يعني “التحفيز، الإلهام أو التأثير على العمل” بلغة البامبارا المنتشرة في غرب أفريقيا، وأنهم اقترحوا عليه التعاون.”في النهاية، دعاني الأعضاء إلى لندن. عزفنا معا خلال مهرجان حيث سجلنا ألبومًا حيًا، ثم قدمنا عرضًا في هذا المكان الرائع الذي هو Jazz Cafe. لدينا قصة عمل فنية جميلة جدا ونحن سعداء جدًا بتقديمها في المغرب، لأول مرة”
بن براون في حفل مع Waaju وماجد بقاس / تصوير إلهام فواد – يابلادي من جهته، تحدث المؤلف وعازف الدرامز في فرقة Waaju، بن براون، لـ”يابلادي” عن مصدر إلهامه الفني المرتبط بماجد بقاس، قائلا “لطالما أحببت موسيقى الكناوة بشكل عام. هذا المزيج من الروحانية العميقة والفرح الذي يمنحه يثير إعجابي كفنان. أقدر بشكل خاص النهج الفريد لمجيد، الأكثر رقة وحيوية. لذلك أعتز بتعاوناته المذهلة التي فتحت العديد من الآفاق لهذا النوع”.
Waaju تحت سحر الجاز الكناوي
منذ سبعينيات القرن الماضي، وبعد أن تلقى تعليما تقليديا في فن كناوة وتعليما موسيقيا أكاديميًا في المعهد الموسيقي، انطلق مجيد بقاس إلى الساحة العالمية منذ أواخر التسعينيات. وخلال مسيرته، تعاون مع أسماء بارزة مثل راندي ويستون، عمر سوسا، ويسيل أندرسون، عازف الدرامز الأمريكي ستيفن مكرافن (والد ماكايا مكرافن)، رامون لوبيز، فضلًا عن فنانين أفارقة كبار مثل علي كيتا وباسي كوياتي وغيرهم. كما حرص على دعوة شركائه الموسيقيين من الخارج إلى المغرب للمشاركة في عروض تُجدد الروح العالمية لموسيقى الجاز الغناوي.
“طوال حياتي، استمتعت بالعزف مع موسيقيين مختلفين، والتعلم من الآخرين والانفتاح على ثقافات مختلفة. أحب هذه العملية التي تعرفني بشكل أفضل، لأنها بالضبط ما أنا عليه. سأستمر في القيام بذلك حتى نهاية حياتي. سأظل أتعاون مع فنانين من هنا وهناك، لأننا جميعا نتحدث نفس اللغة التي هي الموسيقى. أعتقد أن هذا هو الشيء الأفضل للقيام به وأجمل طريقة للفهم والوحدة في جميع أنحاء العالم”
مجيد بقاس من جانبه، أعرب بن براون عن اعتزازه العميق بهذا التعاون قائلا لـ”يابلادي “أعتقد أن جعل هذا التعاون مع مجيد بقاس ممكنا كان أحد أكبر المشاريع في حياتي. شعرت أن الأمور قد وُضعت في مكانها بشكل مثالي، بطريقة تتجاوز حتى ما كنت أتخيله. كان ذلك يتجاوز قدراتي التنظيمية والتفكير الفني”.
«لقد استلهمنا من النغمات المألوفة للكناوة، لإبراز ألوان مختلفة داخل نفس النغمة وإبراز الألوان الإيقاعية في تنوعها. باختصار، كان «Alouane» تجربة مذهلة للعيش معًا.» بن براون – Waaju
ورغم التحديات اللوجستية التي تفرضها المسافات بين قارات إقامة الفنانين، أكد براون أن كل لحظة من العمل على هذا المشروع كانت ثمينة “إنه لشرف حقيقي أن نعزف مع مجيد بقاس. أنا سعيد جدا بالصوت الذي وجدناه معا والذي هو أصيل جدا بالنسبة لنا.”
خلال هذا الحفل الموسيقي الرفيع المستوى، توحدت العوالم الفنية على خشبة المسرح في تناغم فني بديع. وتجاوب الجمهور بسخاء مع المايسترو، معبّرين عن فرحتهم الحماسية التي عمّت الأجواء. لقد اشتغلت الموسيقى الاحتفالية بسحرها المعتاد، ونجحت في خلق لحظة استثنائية من التفاعل والبهجة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس
