أفريقيا برس – المغرب. انضمت أربعة قبور جديدة لقائمة الاكتشافات داخل المقبرة الأثرية الرومانية القديمة، شمالي قطاع غزة، والمكتشَفة قبل نحو عام بالقرب من الساحل في المنطقة الغربية، ويبلغ عمرها نحو ألفي عام.
وترفع التوابيت الأربعة التي أعلنت وزارة الآثار والسياحة في قطاع غزة، الأربعاء، العثور عليها داخل المقبرة الرومانية أثناء التنقيب في المكان، عدد القبور المكتشَفة في الموقع الأثري إلى 134 قبراً، من بينها تابوتان من الرصاص.
وسارعت وزارة الآثار، منذ اللحظة الأولى لاكتشاف القبور الجديدة، إلى نقل التوابيت المصنوعة من الرصاص إلى مخازنها، ثم إلى متحف قصر الباشا الحكومي، شرقي مدينة غزة، وقد أرفقت اللوحات التعريفية باللغتين العربية والإنكليزية لتعريف الزوار المحليين والأجانب بتفاصيل تلك التوابيت، والتي ترجع صناعتها إلى ما يزيد عن ألفي عام، وهو الإجراء الذي تنفّذه الوزارة مع مختلف القطع الأثرية المكتشَفة، والمنقولة إلى القصر.
ويقول مدير عام الآثار في وزارة السياحة والآثار في قطاع غزة، جمال أبو ريدة، إن اكتشاف القبور الأربعة الجديدة خلال عمليات التنقيب داخل المقبرة الرومانية المكتشفة العام الماضي، أثناء عمليات بناء المدينة المصرية، يرفع عدد القبور المكتشفة إلى 134، من بينها اثنان مصنوعان من مادة الرصاص، ما يُدلِّل على وجود الاستقرار السكاني، والزراعي، والصناعي، والتجاري في غزة مُنذ قديم الزمن.
ولا تتوقف عمليات البحث الميدانية والمُستمرة داخل المقبرة الرومانية، بخبرات فلسطينية، وبمُشاركة خُبراء فرنسيين، وفق قول أبو ريدة، وذلك استكمالًا لمشوار الاكتشافات التاريخية، والأثرية، والتي تم العثور عليها في السنوات الأخيرة في مناطق مختلفة من القطاع.
ويلفت أبو ريدة إلى أن المقبرة المُكتشفة نهاية العام الماضي تمتد على مساحة 4 آلاف متر مربع، ويعود تاريخ إنشائها إلى ما قبل ألفي سنة، فيما لا تزال أعمال البحث والتنقيب متواصلة، بالتزامن مع عمليات الإصلاح والترميم في مواقع أخرى.
ويشير أبو ريدة إلى أن عمليات البحث الميدانية مستمرة في المقبرة الرومانية، لاستكمال الاكتشافات التاريخية التي عثر عليها في السنوات الأخيرة في مناطق مختلفة من القطاع، لافتاً إلى أن الاكتشافات الأثرية تؤكد على الجذور التاريخية والأصالة الفلسطينية، والتي تمتد إلى آلاف السنوات، وتدحض كافة روايات الاحتلال الإسرائيلي بأن فلسطين أرض بلا شعب، وشعب بلا أرض.
ولم يُخفِ مدير عام الآثار التأثيرات السلبية للاحتلال الإسرائيلي، والذي يُفاقِم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وانعدام الأدوات واللوجستيات، والتي تزيد من أعباء العمل في التنقيب والترميم، إلى جانب تواصل الحِصار، والذي يُساهِم في عزل غزة عن العالم الخارجي وحرمانها من زيارة السُياح والوفود الأجنبية، للاطلاع على تاريخها ومواقعها الأثرية، على اعتبار أنها مدينة تاريخية.
من ناحيته، يُبين مختص ترميم وصيانة الآثار في فريق “انتقال”، فضل العطل، أن المقبرة الرومانية تُعتبر الأولى في قِطاع غزة من حيث المساحة، وعدد القبور، والتي ترجِع إلى فترات مُختلفة، بفعل اختلاف أنواع الحِجارة المُستخدمة في بعض القبور، إلى جانب استخدام مادة الرصاص في صناعة بعض التوابيت، والتي تعود إلى ما يزيد عن ألفي عام.
ويلفت العطل إلى أن القبور الأربعة المُكتشفة حديثًا داخل المقبرة الرومانية والتي اكتُشِفت كغيرها من المواقع الأثرية عن طريق الصُدفة، تتميز عن غيرها بالشكل “الجَمَلوني”، أو الشكل الهرمي، والذي يُدفن بالاتجاه الشرقي الغربي، وهي العادة القديمة للدفن عند الوثنيين.
وخلال حفر الجرافات المصرية منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول، 2022، خلال بدايات العمل في بناء المدينة المصرية ضمن الإسهامات في خطة إعادة الإعمار، جرى الكشف عن بقايا مقبرة رومانية عمرها ألفي عام، إلى الشمال الغربي لقِطاع غزة. ووفق منظمة “الإغاثة الأولية الدولية”، وهي منظمة فرنسية غير حكومية، فقد تم التأكيد على أن المقبرة الرومانية مدفونة منذ قرون تحت أرض غزة، وتعود إلى العصر الروماني القديم بين القرنين الأول والثاني بعد الميلاد، وقد تزينت توابيت المقبرة باللوحات المُزخرفة، وأكاليل أوراق الغار.
وسبق اكتشاف المقبرة الرومانية بثلاثة أشهر اكتشاف أرضيات فسيفسائية أثرية داخل أرض زراعية، إلى الشرق من مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين، وسط قطاع غزة، تعود إلى العهد البيزنطي، أي قبل نحو 1800 عام. وقد بدت اللوحات الفسيفسائية متكاملة الأشكال والرسومات، وتُعتبر غزة من أقدم مدن العالم، وقد اكتسبت أهمية بالغة نتيجة لموقعها الجغرافي الحساس عند ملتقى قارتي آسيا وأفريقيا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس