قدم حسن أوريد، المفكر والأديب، مساء أمس الأربعاء، كتابه الجديد، المعنون بـ”من أجل ثورة ثقافية بالمغرب”، بمكتبة الألفية الثالثة بالرباط. وقال خلال هذه الجلسة أن “السياسة، التي تواترت على قطاع التربية والتكوين في المغرب كانت مذبذبة، واختزلت في مقاربة تقنية”.
أكد أوريد على أن “قضية التربية معقدة وليس بإمكان الجميع أن يدلو بدلوه فيها، ويخيل لنا أنه من السهل أن نقدم رؤى، والحال أن القضية معقدة جدا لأنها علم ثم فن”.
وانتقد الكاتب المقاربات، التي تعتمد خارج الإطار، مضيفا، “نعرف أن إصلاح المنظومة التربوية اعتمد أحيانا على بعض الخبراء الأجانب، هم الذين يملون الخيارات”. ومن أجل النهوض بهذا القطاع أكد على ضرورة استبعاد الأجانب. حتى انه اضاف بفصيح العبارة “البلد أنجب منذ الاستقلال أطرا مهمة، لكن وجودها غير كاف، لدينا قطع الغيار، لكننا لم نستطع أن نصنع المحرك، في ميدان التربية يجب أن يرتبط الموضوع بطموح ورؤية جماعية”.
وفي نفس السيلق اعتبر أوريد “أن قيمتي الحرية والاستقلالية هما الغائب الأكبر عن المنظومة التربوية”، ودعا إلى “التركيز عليهما في المدرسة، وخارجها أيضا”، وأضاف: “لن تتقدم منظومتنا التربوية بدون فكر حر، وتفتق للقدرات الكامنة في الآفاق”.
واعتبر المتحدث أن “التربية ليست قضية تقنية، ولكن هناك قضايا فلسفية، وهي أساسية، ولابد من طموح جماعي للنجاح، ولا نجاح، ونحن منقسمون، وتتخللنا تمايزات، ولا نلتقي حول هدف معين”.
وحمَّل أوريد النخب جزءا من المسؤولية في الفشل في إقرار منظومة جيدة للتربية، وقال: “سأتحدث عن شيء مؤلم، لكن يجب أن نتحدث عنه، هناك أشياء موثرة، وهي النخب، التي يجب أن تضطلع بدور النمودج، والنخبة”، ذلك أنه حسب رأيه “ليس هناك منظومة تربوية في العالم قامت بدون أشخاص يرمزون إلى قيم، ومن الضروري أن تكون هناك نخب ترمز إلى هذه القيم”.