تحت عنوان «الغطرسة!!! جمع بصيغة المفرد» هذا عنوان المعرض العاشر للفنان التشكيلي المغربي زكرياء السوسي، الذي يحتضنه فضاء العروض بالمسرح الملكي في مراكش، إلى غاية 25 مارس الحالي، أعمالاً تنقل لرؤية فنية بعمق فلسفي، تحاكم واقعاً يلامس سلوكات الأفراد والدُّول على حد سواء.
بالنسبة للسوسي، يبقى عنوان المعرض خيطاً ناظماً بين 34 لوحة بأحجام مختلفة، تناول من خلاله «الغطرسة»، متبوعة بـ3 علامات تعجب، بما هي «سلوك وحالة مرضية لنفسية بعض الأفراد، ومع الأسف، صارت الآن سلوكاً لبعض الدُّول التي تمارس غطرستها على دول أخرى».
وفي هذا السياق أبرز السوسي أنّ لوحات معرضه تتناول سلوكات الدُّول، بشكل أساسي، مشيراً إلى أنّه حاول أن يوظّف في أعماله مجموعة من التّقنيات الجديدة، مزجها مع تقنيات مكتسبة سابقة، مشدّداً على أنّ الموضوع أثّر في الاختيار الفني، بشكل أسهم في ارتباط اللوحات ببعضها عبر خيط «الغطرسة» النّاظم، رغبة في الإجابة عن سؤال عنوان فلسفي من خلال لوحات فنية.
كيف يمكن للفن أن يواجه غطرسة الدّول؟ هذا السؤال يثير نقاشاً بصدد جدلية مفروغ منها، بخصوص علاقة الغطرسة كسلوك بوظيفة الآداب والفنون بشكل عام، متحدثاً عن مواجهة غير مباشرة وصدامية منحازة إلى طرف ضد آخر، وذلك حسب موقع الفنان والمتلقي.
وفي هذا الصدد قدّم الباحث يونس بن عكي، لمعرض «الغطرسة» وتجربة صاحبه، بالقول إن السوسي يمتاز بـ«توظيف متناغم للألوان والأشكال وعناصر الضوء»، فيما «يترجم إحساساً مرهفاً وإبداعاً فنياً رائقاً، أصيلاً ومتجدداً في الآن ذاته».
كما اعتبر ابن عكي أن أعمال السوسي «نتاج توليفة ذكية بين جملة من المدارس والاتجاهات الفنية، تصب كلها، وفق مزج سلس وواعٍ، في خدمة مشروعه الفني وتسعفه للتعبير عن رؤيته للوجود»، ملاحظاً أنّ السوسي، تبعاً لهذا النهج، يوظف «ذخائر من الثّقافة المغربية الأصيلة، لا سيما في بعدها الملحمي، لكنّه يعانق مفاهيم كونية، تخاطب الإنسان حيثما وجد».