فنون المغرب تتجلى في مهرجان من فات قديمه تاه

6

امتلأت باحات وأروقة بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية بالمعارضين والعارضات القادمين بفنونهم من مختلف المدن المصرية والأحياء القاهرية والمتخصصين في مجالات الحرف التقليدية من مصنوعات ومشغولات شعبية يدوية، وذلك في إطار مشاركتهم في الدور السابعة لمهرجان “من فات قديمه تاه” الذي يختص بالحرف التقليدية والفنون الشعبية، ويستضيف هذا العام المملكة المغربية كضيف شرف، وذلك بالتعاون مع جمعية رابطة الجالية المغربية الاجتماعية بمصر.
في واجهة المهرجان وعند الدخول لبيت السناري كانت هناك مجموعة رمزية من أشهر ما تتمتع به المغرب من تراث وطني لا يزال حيا في الحياة المغربية تتوسطها صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود للملك محمد السادس، وفي الداخل عرضت الجالية المغربية مجموعة غنية من المعروضات التي تميزت بالجمال والفن، حيث قدم العارضون مجموعة من الأشكال والمواد المتنوعة من الخشب والجلد، إلى المعادن والنحاس، إلى النسيج والفخار. مواد يتم تحويلها لأشكال مثيرة تعتمد على تقنيات تعود لتقاليد ضاربة في التاريخ المغربي استطاعت أن تحافظ على استمراريتها.
كان هناك من الأزياء المغربية التراثية، ومستحضرات التجميل الشهيرة، والطواجن الفخارية، المصنوعات الجلدية والفخارية، والمطبخ المغربي المتميز بأكلاته الشهيرة، وغيرها. وينتظر بالإضافة إلى ذلك أن يقدم الجانب المغربي ندوات عن الحرف التراثية المغربية، وورشة عمل للمطبخ المغربي، وعروض أزياء مغربية.
جمهور الزوار افتتح المهرجان قبل أن يفتتحه رسميا د. مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية ورئيس غرفة صناعة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات المصرية ونخبة من كبار الشخصيات العامة، حيث كان الإقبال كبيرا وامتد لمختلف المعروضات التي تنوعت ما بين المنسوجات اليدوية والتطريز، المنتجات الزجاجية، حرف الأحجار، الفخار والخزف والسيراميك، المشغولات الخشبية، السجاد والكليم اليدوي، صناعة المجوهرات والحلي، صناعة الشمع، والصناعات المعدنية والعباءات والشيلان السيناوية والمنتجات الجلدية والكروشيه وغيرها.
فى كلمته بالافتتاح وعقب جولته التفقدية أكد دكتور مصطفى الفقى، أن مهرجان من فات قديمه تاه فى دورته السابعة يهتم بشكل كبير بالحرف اليدوية التراثية والتي لها قيمة كبيرة مؤكداً أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يهتم بالحرف اليدوية ومدرك لمدى أهميتها فى نهضة الأمم، وهذا ما ذكره بمؤتمر الشباب قبل أيام بمكتبة الأسكندرية.
تبع ذلك حفل شهد بعض الفقرات الفنية حيث شاركت الجالية المغربية بعرض أزياء لفساتين الزفاف التراثية بالمغرب، وأمسية لإلقاء الشعر المغربى، وقدم فريق “صحبه سمسمية” عرضا لفن السمسمية وهو فن مدن القناة وبورسعيد بالأخص.
المهرجان يسعى إلى تقديم العديد من تجارب المدن المصرية في الحفاظ على تراثها وحرفها التقليدية، وهو ما يعد حفاظًا على الشخصية الوطنية المصرية، فيعد حاليًا واحدًا من أهم مهرجانات الحرف التقليدية في الشرق الأوسط، ويحتل مكانة مرموقة في هذا المجال، حيث يقوم المهرجان على تشجيع الحرف التي قاربت على الاندثار من مصر كصناعة الحصير، وتشجيع الابتكار في مجال الحرف التقليدية من خلال استضافة فنانين من الشباب الذين يقدمون الجديد في مجال الحرف التقليدية.
ينظم المهرجان الذي يقام خلال الفترة من 18 إلى 24 أغسطس/آب الجاري عددا من الفعاليات الفنية والعملية، منها حفل مفتوح للجمهور لفرقة (دراويش القاهرة للتنورة المصرية) والتنورة كما هو معروف رقصة ذات أصول صوفية، تنبع من الحس الإسلامي الصوفي ذي أساس فلسفي ويرى مؤدوها أن الحركة في الكون تبدأ من نقطة وتنتهي عند النقطة ذاتها، ولذا يعكسون هذا المفهوم في رقصتهم فتأتي حركاتهم دائرية وكأنهم يرسمون بها هالات يرسخون بها اعتقادهم يدورون ويدورون كأنهم الكواكب السابحة في الفضاء.
أيضا هناك حفل غنائي مسرحي مفتوح للجمهور لفريق (هيستريا) عبارة عن مونولوج من عدة اسكتشات غنائية يتخللها حوار ويتناول علاقة الرجال والسيدات من فترة الطفولة وحتى الكبر من خلال مواقف يتبعها مونولوج يتناول الموضوع في إطار كوميدي مصاحب لها موسيقى في الخلفية. والعرض من إعداد د. محمد عبدالقادر سيد ود. هدى نصير، وإخراج د. هاني عبدالناصر. وفرقة هيستريا للغناء المسرحي تقدم أنواعا مختلفة من العروض الغنائية المسرحية باللغتين العربية والإنجليزية وتتنوع ما بين الدراما والضحك، ومن أهم أعمالهم مقتطفات من أغاني عالم ديزني، ورائعة فكتور هيوجو “البؤساء”، وأغاني سبيس توون.
يقدم المهرجان أيضا مجموعة متنوعة من ورش العمل للشباب من الجنسين والأطفال منها ورشة مبادئ فن الزخرفة الإسلامية، وكيف استطاع الحرفيون القدامي إنشاء تصاميم الزخارف الهندسية باستخدام القلم والبرجل فقط دون الحاجة إلى قياس خط أو حساب زاوية، وذلك من خلال التدريب على رسم بعض الأشكال الهندسية والفارق بين التصميم الرباعي والخماسي والسداسي، ويقوم على تلك الورشة المهندس مصطفى صدقي؛ مدرب زخارف هندسية بمدرسة الزخرفة الهندسية الإسلامية بلندن، كما تقام أيضًا في نفس الموعد ورشة للنشء للتشكيل بالورق (الأعواد الورقية في صناعة الحرف التراثية)، وفيها يتم التدريب على إعادة استخدام الأوراق وإعدادها في شكل أعواد بمواصفات تخدم التصميم النهائي لكل متدرب، وكيفية بناء الجسم الأساسي للتصميم باستخدام تلك الأعواد، وفي النهاية تنفيذ كامل التصميم، ويقوم على تلك الورشة ولاء حسني.
وورشة تعليم فن الخط العربي، وذلك من خلال تدريب المشتركين على مبادئ وأساسيات الخط العربي بأنواع خطوطه المختلفة، كما تعمل الورشة على تحسين الخطوط الخاصة بالمشتركين عن طريق تدريبهم على كيفية رسم الحرف والطريقة الصحيحة لكتاباته سواء مفردة أو متداخلة مع حروف أخرى، ويقوم على تلك الورشة فنان الخط العربي طه عبدالناصر.
وورشة للنشء للتشكيل بالسلك وفيها يتم تعليم المشتركين كيفية تحويل السلك إلى أشكال فنية من حيوانات أو طيور أو ديكور ووضعه كقطعة فنية في المنزل، ويقوم على الورشة الفنانة رضا صلاح. وورشة تعليم الديكوباج، وفيها سيتم تعليم المشتركين فن استخدام الورق القديم وتحويله للوحة فنية، ويقوم على تلك الورشة الفنانة جيهان أيوب.
كما سوف تقام ورشة تعليم فن الحلي النحاس وتهدف الورشة على تنمية قدرات المتدرب على تصميم وتنفيذ قطع حلي وتكرارها وتشكيلها بشكل مبتكر متأثر بالتراث المصري وأصالته، وتقوم على الورشة الفنانة تهاني الجندي الحائزة على عدة جوائز دولية في حرفة الحلي، بالإضافة إلى ورشة تعليم فن الموزاييك وتهدف الورشة إلى التعريف بالفن، معرفة الأدوات المستخدمة، كيفية اختيار التصميم وطباعته على الشاسيه، كيفية تقطيع بلاطات الموزاييك وتكسيرها لأشكال منتظمة وغير منتظمة، وفي نهاية الورشة يقوم كل متدرب بتنفيذ لوحة والإخراج الفني لها، وتقوم على الورشة الفنانة شيماء ممدوح.