أفريقيا برس – المغرب. مساء السبت في ساحة جازابلانكا كان مختلفا تماما عن اليومين السابقين من الدورة الثامنة عشرة للمهرجان. الحشود كانت أكبر، والأجواء أكثر حرارة، والحماس بلغ ذروته مع توافد عدد قياسي من الزوار، خاصة من فئة الشباب، الذين جاءوا للاستمتاع بليلة موسيقية صاخبة مع فرقتي “كارافان بالاس” و”بلاك آيد بيز”.
افتُتحت الأمسية على مسرح 21 بعرض مميز من العازفة البريطانية نوبيا نياشا غارسيا، المتخصصة في الجاز، والساكسوفونية، وقائدة الأوركسترا، حيث قدّمت عرضا استثنائيا على الساكسوفون أشعل الحماس بين الحاضرين، الذين لم يتوقفوا عن الرقص حتى وقت متأخر من الليل.
الجاز الإلكتروني ينبض في قلب كازا
وعلى مسرح “الدار البيضاء أنفا”، صعدت فرقة “كارافان بالاس” الفرنسية لتقدّم أول عروضها على الإطلاق في المغرب. الأداء كان مليئا بالطاقة، ولاقى ترحيبا كبيرا من جمهور شاب جاء بأعداد تفوق تلك المسجّلة خلال اليومين السابقين.
امتزجت آلات الساكسوفون والكلارينيت والترومبون بإيقاعات الإلكترو-سوينغ، وسط تفاعل لافت من الجمهور، وخاطبت المغنية الرئيسية زوي كولوتيس الحاضرين قائلة: «مساء الخير كازا! لا يمكنكم تخيّل مدى سعادتنا لوجودنا هنا لأول مرة». وتبعها أحد أعضاء الفرقة برسالة بالدارجة المغربية: «سلام كازا، لاباس؟ كلشي لاباس؟ معكم كارافان بالاس! إحنا فرحانين معاكم! ديما مغرب، عاش الملك!»
قدّمت الفرقة باقة من أشهر أغانيها، مثل Mirrors وWonderland وLone Digger، في عرض بلغ ذروته برقصة روبوتية إبداعية، قبل أن تعود الأجواء الصاخبة لتختم فقرتهم بإيقاع حيوي.
الدار البيضاء تهتز على أنغام “بلاك آيد بيز”
عقب عرض “كارافان بالاس”، جاء الموعد المنتظر مع الحدث الأبرز في الليلة، حين اعتلت فرقة “بلاك آيد بيز” المسرح وسط تصفيق وصيحات جماهيرية حماسية. المشاهد البصرية أضفت سحرا إضافيا على لحظة دخولهم، ومع أولى نغمات Let’s Get It Started، بدأ الجمهور يتحرك بحرارة.
المغنية “جاي ري سول” وثّقت اللحظة بكاميرا هاتفها وهي تتفاعل مع الحضور، فيما عبّر “ويل.آي.أم” عن سعادته قائلا “جئنا إلى المغرب لسبب واحد… المغرب رائع!”، ليرد الجمهور بهتافات”المغرب! المغرب!”
وقدّمت الفرقة سلسلة من أشهر أغانيها، بينها Boom Boom Pow وPump It وMamacita وThe Time (Dirty Bit)، معلنين لجمهورهم “لن تكون هذه آخر زيارة لنا للمغرب… سنزور مراكش، لكن الدار البيضاء الأفضل!”
عند أداء أغنية Where Is the Love?، لوّح الجمهور بأضواء هواتفهم وقلوبهم مرفوعة في الهواء، في لحظة مؤثرة عمّتها مشاعر الوحدة والفرح، واستمرت الحفلة حتى ساعة متأخرة، واختُتمت بأداء مباشر لـ I Gotta Feeling.
وفي ختام العرض، عاد “ويل.آي.أم” إلى المسرح وهو يحمل العلم المغربي، وسط تصفيق مدوٍّ، بينما انهمرت القصاصات الورقية احتفالا بلحظة ختامية جسّدت الروح الاحتفالية للمهرجان.
هكذا أسدل الستار على واحدة من أكثر ليالي جازابلانكا حيوية ووهجا، مؤكدة مرة أخرى أن الدار البيضاء، بمزاجها الموسيقي وتنوع جمهورها، تستحق بجدارة لقب “مدينة المهرجانات”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس
