محمد المليحي يلخص 60 سنة من الإبداع والابتكار في الرباط

157
الفنان المغربي محمد المليحي

تحت شعار «60 سنة من الإبداع… 60 سنة من الابتكار»، يتواصل حالياً في رواق الفن «فضاء التعبيرات»، التابع لصندوق الإيداع والتدبير، في الرباط، حتى 30 أفريل المقبل، معرض استرجاعي لأعمال الفنان التشكيلي المغربي محمد المليحي، الذي يجرّ وراءه تاريخاً حافلاً بالعطاء على مدى 60 سنة، إذ يعتبر من الرواد الأوائل الذين كان لهم شرف التأسيس للحركة التشكيلية المعاصرة في المغرب.
والاحتفاء بالمليحي، من خلال هذا «المعرض الاستثنائي»، كما وصفه صندوق الإيداع والتدبير، الذي يحتفل أيضاً بمرور 60 سنة على إنشائه، هو في رأي عدد من متابعي تجربته المتجذرة في التربة التشكيلية المغربية، احتفاء بذاكرة جمالية لا تتوقف عن التجدد والبحث، ويتجلّى ذلك في سائر أعماله، التي وصلت إلى أكبر المتاحف في العالم، وأغنت المشهد التشكيلي في المملكة منذ خمسينات القرن الماضي. وكما يقرّ بذلك النّقاد، فهذا الفنان صاحب بصمة معروفة، وأسلوب فني متميز، ولا يحتاج إلى توقيع لوحاته، لكونها معروفة بشكلها الفني وتموجاتها، في تناغم مع الألوان، التي تعطيها أبعاداً جمالية ذات سحر وجاذبية، فيقف أمامها المتلقي منبهراً ومحاولاً استقراءها بكل شغف.
وتجدر الاشارة الى أن هذا الفنان أسهم في عديد المحطات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر إسهامه في مجلة «أنفاس» قبل إطلاق مجلته الخاصة، وسعيه «لإقناع طلبة مدرسة الفنون الجميلة في الدار البيضاء بأهمية الموروث البصري المغربي». كما ساهم في تقريب التشكيل من المواطن العادي في فضاء مفتوح، بعيداً عن قاعات المعارض، بمعية بعض أصدقائه الرسامين؛ فريد بلكاهية، ومحمد شبعة، ومحمد حميدي، ومحمد أطاع الله، الذين أقاموا معرضاً تشكيلياً في ساحة جامع الفناء بمراكش صيف سنة 1969؛ لتحقيق التواصل المباشر بين الفنان والجمهور من دون حواجز، في أول سابقة من نوعها. وهي التجربة التي تكررت في إحدى ساحات مدينة الدار البيضاء، عاصمة المغرب الاقتصادية.
وفي سياق انشغاله بإشكالية البيئة، أضفى لمسات من الجمال على بعض الساحات العمومية والحدائق والفضاءات الخضراء، اذ زينها بمنحوتات مشرئبة نحو السماء، في شموخ وعنفوان.