أفريقيا برس – المغرب. لطالما كانت سيارة مرسيدس-بنز 240D رمزًا لا يُنسى في شوارع المغرب، حيث خدمت كوسيلة النقل الرئيسية لسيارات الأجرة لعقود طويلة، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من النظام الحضري منذ السبعينيات والثمانينيات. هذه المركبات الديزل الصفراء كانت تسيطر على المشهد في المدن الكبرى بالمغرب، وقد قطعت العديد منها أكثر من مليون كيلومتر خلال فترة خدمتها.
في هذا السياق، قامت منصة NOWNESS، المعروفة بإبرازها للأفلام القصيرة ذات الطابع الفني والتي تحتفي بالثقافة المعاصرة والتصميم والموضة والسرد القصصي من جميع أنحاء العالم، بتسليط الضوء على تراث سيارات الأجرة في المغرب المهدد بالانقراض من خلال الفيلم الوثائقي “ميرسي ديكس” من إخراج ماثيو ترينور. يوثق هذا الفيلم الفصل الأخير لهذه المركبات الكلاسيكية، حيث أدت جهود التحديث الحكومية إلى تقليص الأسطول التقليدي بشكل كبير، ولم يتبقَ سوى ست سيارات أجرة من نوع مرسيدس 240D تجوب شوارع مراكش.
إبراهيم أحيصو، الذي يعمل كسائق سيارة أجرة في مراكش منذ 30 عامًا، يقود واحدة من آخر المركبات الكلاسيكية من نوع مرسيدس. يقول أحيصو: “السيارات القديمة أفضل من الجديدة”، معبرًا عن شعور السائقين الذين يفضلون موثوقية المحركات الديزل الكلاسيكية على البدائل الحديثة.
الفيلم الوثائقي، الذي استلهم اسمه من التعبير الفرنسي المغربي “ميرسي ديكس” – وهي عبارة تُقال بسرعة لتشبه كلمة “مرسيدس” – يسلط الضوء على الأهمية الثقافية لهذه المركبات التي أحرقتها الشمس بينما تواجه استبدالًا منهجيًا. كما يكرم ما كان يومًا ما يحدد مشهد النقل في مراكش ويؤثر في الحياة الحضرية المغربية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس
