أفريقيا برس – المغرب. عندما يفتح باب الأسعار والغلاء، تتناسل التدوينات لدى مغاربة شبكات التواصل الاجتماعي، وتتنوع بتنوع المواد الاستهلاكية التي طالها ارتفاع الأثمان منذ مدة، وتبدأ التحليلات، كما ترمى التهم ذات اليمين وذات اليسار، وتنال حكومة عزيز أخنوش نصيبها من ذلك، لكن تجار الأزمات من سماسرة ووسطاء هم الذين ينالون النصيب الأوفر من سخط ذوي الجيوب المنهكة، من كثرة الجري خلف قطار سريع اسمه (القفة).
وهكذا، أعلنت زيت الزيتون التحاقها بركب المواد الاستهلاكية ذات الأسعار “الخيالية” بعد بلوغها ثمن 150 درهما (15 دولارا) للتر الواحد، وفق ما ورد في سؤال نائبة برلمانية عن حزب معارض، طرقت باب وزير الفلاحة واعتبرت السعر المذكور دليلا على فشل المخططات الحكومية الحالية والسابقة في تدارك أزمة الأمن الغذائي.
البرلمانية فاطمة التامني عن حزب “فدرالية اليسار الديمقراطي” المعارض، أشارت إلى أن سعر 150 درهما (15 دولارا) يسجل سبقا هذا الموسم، وأكدت في سؤالها الكتابي الموجه إلى وزير الفلاحة محمد الصديقي أن ثمن زيت الزيتون يواصل صعوده “الخيالي”، على غرار عدد من المواد الاستهلاكية الأساسية.
وتطرقت إلى جدوى مخطط “المغرب الأخضر”، وبعده مخطط “الجيل الأخضر” الذي صرفت فيه الملايين من الدراهم من المال العام، ولم تستطع أن تبلغ جدواها المتمثلة في ضمان الأمن الغذائي الغائب كليا عن المغاربة.
ونقلت البرلمانية المعارضة مطالب المزارعين، المتمثلة في إيجاد حلول فعلية لإنقاذهم من الإفلاس، وإنقاذ شجرة الزيتون التي تواجه الويلات أمام أزمة الماء، وعدم تفاعل وزارة الفلاحة بخصوص حفر آبار في عدد من المناطق.
وحسب التامني، فإنه “إذا كان المغرب يأمل في وقت سابق في قلعة السراغنة كمنطقة تنعش المملكة المغربية بزيت الزيتون، فإن هذه المنطقة تواجه أزمة كبيرة تهدد بذبول آلاف الهكتارات من شجر الزيتون، وعشرات المعاصر يواجه أصحابها الركود، وأمام كل هذه الأزمات وضعف تدبيرها من طرف الوزارة الوصية، فإن الاتجاه للاستيراد يبقى واردا من أجل قلة العرض وارتفاع الطلب، وهو ما ينذر باختلالات على غرار استيراد الأضاحي واللحوم الحمراء والذي لم يكن له وقع على المواطن البسيط”.
وختمت البرلمانية عن الحزب اليساري المعارض، سؤالها بالاستفسار عن التدابير المزمع اتخاذها من طرف وزارة الفلاحة لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار زيت الزيتون وحماية القدرة الشرائية للمواطنين.
بالنسبة للمواطن العادي، فقد عبّر في منصات التواصل الاجتماعي عن همومه اليومية، واندهاشه الكبير من قدرة التحليق عاليا جدا التي أبانت عن أسعار زيت الزيتون، وبلوغها سقفا لا يمكن أن يبلغه إلا الميسور وقد تهزمه الكمية الكثيرة.
بعض التدوينات سارت في طريق انتقاد “مخطط المغرب الأخضر” الذي كان قد أطلقه عزيز أخنوش حين تولى حقيبة وزارة الفلاحة في الحكومة السابقة، وكتب مدون أن “موائد الأسر المغربية ستودع زيت الزيتون هذه السنة”، ويوضح أن “الفضل كل الفضل للمخطط الأخضر الذي كان لونه قاتما على المغاربة فاتحا على أصحاب النفوذ”.
واسترسل المدون في الحديث عن كون “معظم أشجار الزيتون أصابها التلف بسبب الجفاف إلا من لهم حظ بلوغ المياه المخزّنة، وهم قلة من أباطرة الزراعة الممتدة أيديهم طولا وعرضا”، ووجه الدعاء إلى الله بإنزال الغيث.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس