الهند تعوّل على الاقتصاد لتطوير مستوى العلاقات الثنائية مع المغرب

16

قال سوبرامانيام جايشنكر، وزير الشؤون الخارجية في حكومة الهند، إن “العلاقات الثنائية بين الحكومة المغربية وجمهورية الهند قوية للغاية”، مبرزا أنه “يتم تعزيزها كل سنة من خلال الزيارات المتبادلة، وقد تعززت أكثر في السنوات الأخيرة”، مؤكدا أن “الاقتصاد يعد آلية جوهرية لتدعيم العلاقات السياسية بين الطرفين”.

وأضاف جايشنكر، خلال لقاء صحافي أجرته معه جريدة هسبريس الإلكترونية بالعاصمة الهندية، الاثنين، أنه “غير راض على مستوى التعاون الاقتصادي بين المغرب والهند”، ثم استدرك بالقول: “لكن يمكن القيام بالكثير في المستقبل، عبر تشجيع المستثمرين في كلا البلدين من أجل زيادة وتيرة الاستثمار في المستقبل القريب”.

وبشأن موقف الحكومة الهندية من قضية الصحراء، أوضح وزير الشؤون الخارجية الذي استلم مفاتيح الوزارة في ماي الماضي، عقب الانتخابات الأخيرة التي شهدتها الجمهورية، أن “الملف يوجد بين أيدي منظمة الأمم المتحدة، ونحن سنحترم جميع النتائج المترتبة عن الموضوع”، مبرزا أن “الرقمنة تعتبر أفضل مجال يمكن توظيفه بغية تعزيز التعاون الثنائي مع القارة الإفريقية”.

وشدد المسؤول الحكومي الهندي على أن بلاده “تطمح إلى تقديم الخبرة التي تتوفر عليها في المجال الرقمي لفائدة الدول الإفريقية، على أساس أن الهوية الرقمية التي نتوفر عليها في الهند تسهل كثيرا الخدمات العمومية”، لافتا إلى كونه لم يزر المغرب بعد، لكنه يسعى إلى عقد لقاء مع نظيره المغربي في المستقبل.

وتابع وزير الشؤون الخارجية الهندي حديثه لهسبريس قائلا: “لدينا تعاون وثيق مع مجموعة من بلدان العالم، خصوصا في مجال الطاقات البديلة، بحيث نعمل على تقديم خدماتنا الاستشارية في هذا الميدان، ويمكن أيضا أن نقوم بهذه الخدمة في المستقبل بالمملكة”.

وبخصوص الأوضاع الداخلية بالهند، قال المتحدث إن “الحكومة الجديدة جاءت عقب الانتخابات الأخيرة في ماي الماضي، ويعود سبب فوزنا إلى الإجراءات الاجتماعية والاقتصادية التي قمنا بها خلال السنوات الأخيرة، سواء تعلق الأمر بإنشاء المدارس أو الأبناك أو السكن، فعلى الرغم من التحديات المطروحة إلا أن الحكومة استجابت لها”.

وأضاف: “نوظف المنطق في تشييد العلاقات السياسية؛ إذ نمتلك علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا واليابان في آن واحد، والأمر نفسه ينطبق على جميع بلدان العالم”، مشيرا إلى “التغيير الملحوظ الذي طبع العلاقات الدبلوماسية بين الهند وبلدان الخليج، على غرار الإمارات العربية المتحدة والسعودية”.

وتابع جايشنكر قائلا: “نعمل خلال الفترة الحالية على نشر سفرائنا في جميع بلدان القارة الإفريقية، ونحرص على توفير المنح الدراسية للطلاب الأفارقة، فضلا عن تدعيم التعاون التكنولوجي والمعلوماتي مع بلدان القارة السمراء”.

وختم وزير الخارجية الهندي لقاءه بهسبريس بالثناء على اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، معترفا في الوقت نفسه بأن “الهند تركز بشكل كبير على القارة الآسيوية”.