أكد معتقلو حراك الريف الذين يمضون مدة محكوميتهم في سجن «عكاشة» في الدار البيضاء تشبثهم بمواصلة مقاطعة جلسات محاكمتهم في طورها الاستئنافي أمام محكمة الاستئناف بالمدينة نفسها، وبعد رسالة ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، التي أعلن فيها مقاطعة جلسات المحاكمة، خرجت من سجن عكاشة رسالة أخرى تسير في المنحى نفسه، وهذه المرة من المعتقل ربيع الأبلق عبر أخيه عبد اللطيف الأبلق، معلناً عن جملة من المواقف تجاه محاكمتهم وتجاه القضاء قائلاً: «لا توجد استقلالية قضاء»، وأنه لن يكون ممثلاً في ما وصفه بـ»مسرحية» المحاكمة، معتبراً أن مجموعة من المحاكمات لأسوأ محاكمة معتقلي الريف أو جرادة أو زاكورة أو محاكمة الصحافيين حميد المهداوي وتوفيق بوعشرين، هي محاكمات تعكس التراجع في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية بالمغرب، ويتم فيها استعمال القضاء عوض الاستجابة للمطالب المطروحة والحوار .
وفي هذا الصدد قال ربيع الأبلق في رسالته: «بسبب الإشارات الواضحة لغرفة الجنايات في محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء التي تسير على نفس النهج الذي رسم لمحاكمتنا ابتدائياً في ذات المحكمة، فإن رئيس الجلسة في المرحلة الاستئنافية سبق وأن عبر عن رأيه الشخصي في الملف، حيث نفى عنه الصبغة السياسية ولخصه في وقائع إجرامية كما تدخل في محاضر كتابة الضبط وتزوير ما حدث داخل المحكمة، وتعسفه على هيئة دفاعنا ..»، مضيفاً: «أمام كل هذه الأمارات والعلامات فقد قررت مقاطعة المحكمة التي تنظر في ملفنا استئنافياً».
وتجدر الإشارة الى أن ربيع الأبلق سبق الحكم عليه بخمس سنوات سجناً نافذاً في قضية حراك الريف، وقد تبنت المنظمة الدولية «مراسلون بلا حدود» التي تعنى بحرية التعبير والصحافة، حالته إلى جانب خمسة صحافيين-مواطنين آخرين حالتهم كمعتقلين بسبب تغطياتهم لحراك الريف، وطالبت بإطلاق سراحه وسراحهم إلى جانب الصحافي حميد المهداوي المتابع على الخلفية نفسها، وأكد ربيع في رسالته الصادرة مساء الثلاثاء عن دور مؤسسة القضاء المفترض في ضمان حقوق الإنسان والديمقراطية.