عندما فشلت محاولة الانقلاب العسكري في الجمهورية “الوراثية” في الغابون، أدلى العاهل المغربي محمد السادس بنصيحة إلى صديق طفولته، الرئيس علي بونغو.
وبحسب ما نشره إعلام مغربي، نصح الملك محمد السادس صديقه علي بونغو بأن “الأوضاع تستوجب إصلاحات عاجلة لأساليب تسيير الدولة، وسيكون أساسيا ضرورة الانفتاح على المعارضة، وتجديد الأجهزة الحكومية”، وهي النصيحة التي جعلت بونغو يغير عشرة وزراء من بين 37، ويدخل عشرة عناصر جديدة الحكومة الغابونية عسى أن يكون هذا كفيلا بإصلاح الأوضاع.
وحدثت فى الغابون محاولة انقلاب فاشلة نفذها عدد من الضباط، حيث اعتبره ضباط الانقلاب غير قادر على إدارة البلاد. وبعدها أعلن بونغو تشكيل حكومة جديدة، ومكتب جديد للرئاسة.
وتزامنت محاولة الانقلاب مع العطلة التي كان يقضيها الملك محمد السادس بالغابون بمناسبة أعياد الميلاد، وكان يستريح في إقامته بمنطقة “إكواتا” الساحلية غير بعيد عن العاصمة ليبرافيل، حينما دعا الملازم أول في الحرس الجمهوري، أوندو أوبيانغ كيلي في السابع من جانفي الى الإطاحة بالرئيس الغابوني علي بونغو على أثير الإذاعة.
ويعتبر الغابون، من أكثر البلدان الأفريقية قرباً من فرنسا، وما يجمع ليبرفيل بباريس يجعل من المستحيل تصوّر الغابون خارج الهيمنة الفرنسية في أي وقت من الأوقات.
وحريّ بالذكر أنه يشهد على هذا التعلق الفرنسي بهذا البلد، الذي عاش فترات استقرار طويلة خلافاً لكثير من البلدان الأفريقية الأخرى وخدم فيها مصالح فرنسا في إطار سياسة “فرنسا ـ أفريقيا”، دورُ فرنسا في دعم الرئيس الراحل عمر بونغو و”وريثه” نجله علي، في وجه معارضيه والاعتراف بانتخابه، على الرغم من الاعتراض المتزايد، من المعارضة ومن الشعب، على هذه الجمهورية “الوراثية”. علما أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي جرت في أوت 2016، تمّت في وضعية صعبة، دانت خلالها المعارضة لجوء النظام للتزوير من أجل فرض علي بونغو.