عادت موجة تبادل الاتهامات بين أكبر حزبين حليفين في الحكومة المغربية، العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، بشأن تدبير الشأن العام، إذ حصل تراشق بين رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، وبين الوزير وزعيم حزب “الأحرار” عزيز أخنوش.
وانطلق التراشق بتصريحات أطلقها بنكيران في مقطع فيديو اعتاد بثه على صفحة سائقه الخاص بموقع “فيسبوك”، حيث نسب إلى نفسه والحكومة التي كان يقودها من بداية 2012 إلى حدود 2017 إنجاز عدد من المشاريع الكبرى والمخططات الاجتماعية “ذات النفع على المواطنين”.
ورد أخنوش على بنكيران بقوله إن المشاريع الكبرى، ومنها البرامج ذات الطبيعة الاجتماعية التي تهم مصالح الناس، يعود الفضل في الموافقة عليها وإنجازها والإشراف عليها إلى الملك محمد السادس، وليس إلى عمل الحكومة.
ولم يفوت بنكيران الفرصة لينتقد بشدّة كلام أخنوش إذ قال في مقطع فيديو إن “أخنوش يزعم بأن الحكومة لا تفعل شيئاً، وأن الملك هو الذي يقوم بكل شيء، وهذا يعني أنه إذا صار رئيساً للحكومة فلن ينجز شيئاً”، مبرزاً أن “الملك يريد أن يكون محاطاً برئيس حكومة قوي، وليس إلى منسق بين الوزراء”.
وفي هذا السياق اغتنم أخنوش فرصة حواره مع مجلة “جون أفريك” الفرنسية لينتقد ما اعتبرته هجوماً من طرف صقور حزب العدالة والتنمية على حزب “الأحرار”، في إشارة إلى بنكيران ومن يؤيده من قيادات الحزب، مبرزاً أن انتقاداته للحكومة “نتيجة آثار سلبية لبعض القرارات الحكومية في بعض المجالات”.
كما لفت أخنوش الى أن حزب “الأحرار” يتسم بالتضامن داخل الحكومة إلى حين انتهاء ولايتها في سنة 2021، لكن ذلك “لا يمنعه من إبداء رأيه صراحة في الأمور التي يراها سلبية، أو حول القرارات التي يجدها تحتاج إلى مراجعة”، على حد تعبيره.
وحريّ بالذكر ان رئيس التجمع الوطني للأحرار لم يخف خشيته من تأثير هذه المشاكسات، التي اتهم حزب العدالة والتنمية بأنه هو الذي بدأها، على مسار الحكومة، مضيفاً أن “استمرار الحكومة يتوقف على إرادة الملك لكونه رئيس الدولة، وأيضاً على إرادة الفاعلين داخل الحكومة”.