يرتقب أن يبت البرلمان المغربي في قرار تخصيص مبلغ مالي ضخم بهدف ترميم مسرح سرفانتس الكبير، وهو معلم ثقافي وفني ومعماري إسباني وهبته مدريد أخيراً للرباط، خاصة أن هذا المسرح التاريخي بات يقاسي الإهمال وغياب العناية، ما دفع عدداً من النشطاء إلى دق ناقوس الخطر بشأن مصير هذه البناية.
وتجدر الاشارة الى أن إسبانيا وهبت ملكيّة أرض ومبنى “مسرح سرفانتس الكبير” في طنجة للمغرب في شكل هبة لا رجعة فيها بموجب بروتوكول تمّ توقيعه مؤخراً بمناسبة زيارة العاهل الإسباني فيليبي السادس وعقيلته للرباط، حيث ينص الاتفاق على ترميم البناية برمتها، مع احترام الهندسة المعمارية الأصلية، سواء هندسة الواجهة أو داخل البناية، والحفاظ على التصميم الأصلي للمسرح. حيث بات متاحا قانونيا أن تقوم الرباط بالترميمات اللازمة لعدد من فضاءات المسرح المهملة، وذلك باتفاق مع الجانب الإسباني، وأيضا شرط “المحافظة على طابع الثقافة والهوية الإسبانية للبناية”.
وفي هذا الاطار سيقدم المغرب إلى اللجنة المشتركة المنصوص عليها في المادة 5 من الاتفاق، مشروعا لإعادة تأهيل الصرح الثقافي، خلال فترة زمنية محددة. وستجري أعمال الترميم خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات، ما لم يتفق الطرفان على خلاف ذلك، كما يتعهد المغرب بتحمل جميع تكاليف ترميم وتجديد وإدارة المبنى مع الحفاظ على اسم المسرح وصون رمزيته وتاريخه.
وحريّ بالذكر أن المسرح المذكور تحوّل إلى “عبء ثقافي ومعماري” على كل من المغرب وإسبانيا، فمن ناحية الجانب الإسباني كان المسرح يتطلب ميزانية مالية كبيرة ليتحول إلى مصاف المسارح العالمية، وهو ما لم تتجرأ مدريد على القيام به بالنظر إلى ظروفها الاقتصادية، وأيضا غياب الاهتمام بجانب المعمار الثقافي لمعلم لا يوجد على أراضيها. ومن ناحية المغرب، فإنه لم يكن يستطيع القيام بأشياء كبيرة لإعادة الحياة إلى مسرح سرفانتس، لأن الترميم يتطلب ميزانية مالية كبيرة، طبعاً ولأن هذا المعلم المعماري التاريخي والفني تعود ملكيته إلى إسبانيا، ولا يمكن أن تتكبد المملكة مصاريف ترميم وإصلاح المسرح، وهو في عهدة الدولة الإسبانية.