رغم تفاؤل المزارعين في المغرب بانتعاش محاصيل الحبوب جراء تساقط الأمطار في الأيام الأخيرة، إلا أنهم لا يخفون قلقهم من ارتفاع سعر السولار، الأمر الذي يزيد من تزايد تكاليف الإنتاج. لا سيما أنه وكما أفاد خالد بنسليمان، رئيس الجمعية المغربية لمكثري البذور (منتجي البذور)، السولار يمثل الحصة الكبرى من تكاليف إنتاج القمح.
وتجاوز سعر السولار لأول مرة حاجز 10 دراهم (1.05 دولار)، ليصل إلى 10.40 دراهم (1.1 دولار) للتر الواحد، ما يدفع المزارعين إلى الخوف من تأثيره على تكاليف الإنتاج.
ويفترض في مزارعي الحبوب بالمغرب الشروع في عملية حرث الأراضي في الفترة الحالية، قبل البدء في عملية البذر اعتباراً من نوفمبر المقبل. دون ان ننسى أن أسعار السولار حاسمة في قرار الحرث بالنسبة للمزارعين، رغم ملاحظتهم ارتفاع أسعار البذور إلى نحو 35 دولاراً للقنطار، علما أن الدولة تدعمها ب 17.5 دولاراً. ويعد تساقط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة في الفترة الأخيرة حافزين للشروع في عملية الحرث.
وتأتي الشكوى من ارتفاع أسعار السولار من قبل المزارعين، في وقت لم تتضح الرؤية حول نوايا الحكومة، التي سبق لها أن أعلنت عن التوجه نحو تحديد سقف الأسعار. ويتزامن هذا مع تحقيق شركات توزيع المحروقات أرباحاً مرتفعة جداً، بعد صدور تقرير برلماني حول المنافسة في تلك السوق.
في هذا الاطار تعهد إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس فريق العدالة والتنمية الحاكم، في مجلس النواب، بخوض معركة مع الحكومة لوضع سقف لأسعار الوقود، بينما أكد وزير الطاقة والمعادن، عزيز الرباح، أن الحكومة تعمل على هذا الملف. حتى أن وزير الشؤون العامة والحكامة، لحسن الداودي، قد قال في تصريحات صحافية قبل أيام، إنه سلم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني نسخة من مشروع تسقيف سعر الوقود.
ويبدو أن موزعي الوقود يتحفظون على عودة الدولة لتحديد سقف لأرباحهم، فهم يعزون مستوى أسعار الوقود الحالية إلى السوق الدولية، إذ يحوم سعر البرميل حول 80 دولاراً.