أظهرت بيانات رسمية أن الاستثمارات الأجنبية في المغرب، قفزت بنسبة 41.5% على أساس سنوي في أكتوبر الماضي، الأمر الذي يعود إلى تنفيذ صفقة استحواذ كبيرة من شركة جنوب أفريقية على مجموعة مغربية عاملة في قطاع التأمين.
وذكر مكتب الصرف، التابع لوزارة الاقتصاد والمالية، في تقرير حول بيانات المعاملات الخارجية للمغرب، أن التدفقات الصافية للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وصلت إلى 3.18 مليارات دولار في نهاية الشهر الماضي، مشيراً إلى أن قيمة الزيادة بلغت نحو 930 مليون دولار عن أكتوبر من العام الماضي 2017.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد أن هذا الارتفاع الكبير الذي سجلته الاستثمارات الأجنبية يتزامن مع تحويل العملاق “سانلام” الجنوب الأفريقي نحو مليار دولار لمجموعة “ساهام فاينناس” المغربية، بعد استحواذه على حصة إضافية بلغت 53.4% من رأسمال المجموعة المغربية في مارس الماضي، بينما كانت قد حصلت في مناسبتين سابقتين على 46.6%، في عملية وصفت بـ”صفقة القرن” في المغرب.
وتنشط “ساهام فينانس” التي كانت ضمن مجموعة مملوكة لوزير الصناعة والتجارة مولاي حفيظ العلمي، في 26 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط.
ويقول تانديا أتيومان، الخبير الاقتصادي، في تصريح له، إن الاستثمارات الجنوب أفريقية مهمة بالمغرب، حيث تجلت أكثر في قطاع السياحة والخدمات والاستشارات، مشيرا إلى أنها يمكن أن تكون حافزاً لتسهيل إقامة منطقة التبادل الحر الأفريقية، التي أبرم بشأنها اتفاق بين الأفارقة في الربع الأول من العام الحالي.
وتشهد الاستثمارات من جنوب أفريقيا حضوراً ملحوظاً في المغرب خلال السنوات الأخيرة رغم موقفها الداعم لجبهة البوليساريو، التي تنازع المغرب سيادته على الصحراء، ما كان سبباً في سحب المغرب لسفيره من جنوب أفريقيا في 2004.
وسعى البلدان إلى تطوير علاقات التواصل بينهما منذ عامين، وهو ما توج بتعيين المغرب سفيرا في جنوب أفريقيا بعد عام من القطيعة. وكان هذا في أوت الماضي.
وأفادت وكالة الأنباء المغربية، يوم الجمعة الماضي، أن امثو كسولو، رئيس غرفة التجارة والصناعة في جنوب أفريقيا، أكّد أن وفداً من الغرفة، التي تمثل 20 ألف شركة، سيتوجه إلى المغرب في أوائل 2019 من أجل تعميق النقاش حول الشراكة الجديدة مع الاتحاد العام لشركات المغرب.