دقت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة ناقوس الخطر بشأن ما أسمته بـ” إجهاز” وزارة الصحة على معلمة تاريخية، مسجلة لدى وزارة الثقافة، كتراث ثقافي وطني. هذه المعلمة تتجسد في “المعهد العالي للمهن التمريضية والتقنيات الصحية” في الدار البيضاء، والذي يعتبر أول مدرسة للممرضات والممرضين المجازين في تاريخ المغرب، والتي دشنت سنة 1944.
عرفت هذه المعلمة بعراقتها في ميدان التمريض والتقنيات الصحية، اذ تخرجت منه عشرات الآلاف من الأطر التمريضية، في تخصصات مختلفة منذ بعثه. و تسهر اليوم على تكوين وتأهيل أزيد من 700 طالب وطالبة، متخصصين في علوم التمريض والتقنيات الصحية سلك الإجازة، إضافة إلى عدد كبير من أساتذة التعليم العالي وأساتذة علوم التمريض والتقنيات الصحية؛ فضلا عن طاقم إداري وتدبيري للمعهد العالي لمهن التمريض والتقنيات الصحية ISPiTS.
إلى ذلك، أكدت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة أن هذه المعلمة تسيل لعاب أباطرة العقار، كما أن هناك “مناورات لهدمها”، بحسب تعبيرها.
وبحسب المصدر ذاته فإن “هذه المعلمة تتواجد في أغلى منطقة بالدار البيضاء، لهذا فمساحتها تقدر بملايير الدراهم” علاوة عن تميزها بهندسة معمارية فريدة من نوعها.
وأفادت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة بأن “عملية ترحيل الطلبة بدأت، حيث تم ترحيلهم إلى مدرسة قديمة كانت أغلقتها وزارة التربية الوطنية؛ لعدم صلاحيتها للتدريس”، مضيفة أن “جدرانها أصبحت متلاشية وآيلة للسقوط بعد إغلاقها لمدة طويلة رغم بعض الإصلاحات، ولا تتوفر فيها أدنى شروط الدراسة في علوم التمريض والتقنيات الصحية”.
ودعا المصدر ذاته، كلا من وزير الصحة ووزير الثقافة، ورئيس جهة الدار البيضاء-سطات، ووالي الجهة، لتوقيف تدمير هذا “التراث الوطني وتحويله إلى إسمنت يرضي أباطرة العقار”.