تنطلق الدورة الـ 22 من “مهرجان كناوة موسيقى العالم” الذي يسعى لأن يكون عنواناً لإحياء الذاكرة والتقاليد والمزج بين ألوان موسيقية عالمية مختلفة، اليوم الخميس، في مدينة الصويرة المغربية، وتتواصل لثلاثة أيام، تحت شعار “دعوة للسفر وفسحة ساحرة للموسيقى”.
“الكناوة” هي موسيقى ورقصات وكلمات وحركات فلكلورية يشتهر بها المغرب، ويُجمع كثيرون على تسميتها “موسيقى العبيد” الذين جاؤوا من أفريقيا في عهود غابرة واستقروا في المملكة المغربية. ويجمع الباحثون على أنّ لفظة “الكناوة” أصلها أمازيغي، وهي قادمة من “أكناو” أو “كناوية”، وتعني أرض الرجل الأسود، وهي تسمية يطلقها خصوصاً أهل الجزائر ومناطق جنوب ليبيا على أراضي أفريقيا.
حريّ بالذكر أن المهرجان يسعى إلى تقديم طيف واسع من الأساليب والتعبيرات لجمهوره، من خلال خيرة المعلمين الكناويين في المغرب، وأفضل الموسيقيين على الساحة الدولية من أجل شراكة حول موسيقى الأجداد والموسيقى المعاصرة.
بهذه المناسبة أوضحت منتجة ومديرة “مهرجان كناوة موسيقى العالم”، نائلة التازي، أن “موسيقى كناوة تذكرة سفر مفتوحة على تجربة غير مسبوقة، قائمة على أساس دمج الموسيقى العالمية مع كناوة المغرب”.
وشددت التازي، بصفتها الرئيسة المنتدبة لجمعية “يرما كناوة للحفاظ والنهوض بفن كناوة”، على أنّ مهرجان “كناوة موسيقى العالم”، اختار منذ نسخته الأولى “أن يكون مختبراً موسيقياً، وفضاءً يجمع فنانين من مختلف البلدان والألوان الموسيقية التي تتفاعل مع الفن الكناوي من خلال الإيقاعات”.
هذا كما أضافت ذات المسؤولة أنه “سنة بعد أخرى، يبرهن المهرجان أن موسيقى كناوة هي لغة عالمية تسمح بالتواصل والتقارب بين الثقافات، أياً كانت عاداتهم أو اختلافاتهم، وهناك طبعاً عبر العالم أنماط موسيقية تشبه إلى حد بعيد موسيقى الكناوة بحكم أن جذورها منغمسة في أفريقيا جنوب الصحراء”.
وضربت مديرة المهرجان على ذلك أمثلة بموسيقى السانتيريا الكوبية، والكاندومبل البرازيلي، أو الفودو الهايتية، أو الجاز القادم من نيو أورليان، أو حتى موسيقى البلوز التي تعزف في المسيسيبي وغيرها.