كتاب وفنانون ينددون بأحكام معتقلي الريف في بيان تضامني

20

إنه لمن النادر جدا أن يجتمع هذا العدد الهائل من الروائيين والفنانين والإعلاميين المغاربة ليعلنوا عن موقف موحد وواضح من الوضع الخطير الذي أصبحت عليه الحريات في المغرب، وليدينوا، حسب ما جاء في العريضة التي سموها بيانا تضامنيا، «الأحكام القضائية الجائرة والقاسية في حق معتقلي حراك الريف وجرادة». عبرت العريضة كذلك عن قلق الروائيين والفنانين العميق من «عودة المحاكمات السياسية واستصدار الأحكام والعقوبات القاسية في وجه محتجين وإعلاميين ومواجهة الحركات الاحتجاجية السلمية بالعنف ورفض الحوار». كما يطالب الروائيون والفنانون بالإفراج عن معتقلي الحراك الاجتماعي «بالصيغ القانونية المتاحة، وبما يحفظ كرامة الجميع».
وتجدر الاشارة الى أنه في الجملة الأخيرة إشارة واضحة الى أنه لا يجب على الدولة أن تنتظر من معارضين سياسيين ومن نشطاء مدنيين واجتماعيين، معتقلين ظلما وجورا، أن يطلبوا عفوها. وفعلا فإن الصحافة المقربة من بعض مراكز القوة داخل النظام، قد أشارت مرات عديدة منذ صدور الأحكام الاستئنافية ضد قياديي الحراك الريفي، أن الحل هو طلب العفو الملكي، ومن ذلك تهجماتها على أحمد الزفزافي والد ناصر، زعيم حراك الريف، والناطق باسم عائلات المعتقلين لرفضه المهذب لطلب أي عفو، سيفسر حسب رأيه، وكأن المعتقلين قد قاموا بجريمة ما ويلتمسون الصفح عليهم. بالعكس أحمد الزفزافي لا يني يعيد على مسامع الصحافيين والرأي العام قناعته أن المعتقلين هم من خيرة شباب المغرب وأنهم إذا اعتقلوا فلأنهم مواطنون أحرار عبروا بشجاعة عن مواقفهم بالشارع بسلمية و«بطرق حضارية» كما يقول.
هذا وقد وقّع البيان التضامني أكثر من مئة وخمسين شخصية تشتغل في ميادين الإبداع والكتابة والفكر. ومن المتوقع أن تلقى هذه البادرة ترحيبا كبيرا من لدن الصحافة المستقلة.