يستضيف «متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر» بالرباط، إلى غاية 13 أوت المقبل، معرضاً تشكيلياً تحت عنوان «ملحُ أرضي»، تكريماً للفنان المغربي الراحل حسن الكلاوي، الذي يعتبر من الرواد المؤسسين للفن التشكيلي بالمغرب، إذ ساهم في النهوض بالحركة التشكيلية، مخلفاً إرثاً فنياً غنياً ومتميزاً اعتُرف به عالمياً، وظل يحظى بإعجاب وتقدير كبيرين في المغرب وفي الخارج.
وبخصوص هذا المعرض كتب مهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، أن «ملح أرضي» يقدم للزوار «رحلة جميلة عبر الفترات المختلفة التي عبرها والموضوعات التي عالجها هذا الفنان في أعماله: مشاهد ساحرة للفرسان المرسومة ببراعة في تراكيب أثيرية ومتوازنة إذ تخلق أسلوباً فريداً سيشكل نوعاً في التصوير بالمغرب».
ويجد الزائر نفسه أمام محاور كثيرة تنقل تجربة وحياة حسن الكلاوي الإنسان والفنان، تحمل عناوين، بينها «علبة الذكريات» و«صور ذاتية» و«صور عائلية» و«الطبيعيات الميتة» و«حياة خاصة – عمومية» و«الأعمال البواكر» و«خيول وخيالة» و«شغف الفروسية»، فضلاً عن جدول زمني.
وفي هذا الصدد يقول الكاتب والناقد محمد أديب السلاوي، تحت عنوان «التشكيل المغربي يمتطي ظهر الأحصنة الجمالية»: «استطاع حسن الكلاوي، منذ بداياته الأولى، مطلع خمسينيات القرن الماضي، أن يخط لنفسه بصمة واضحة في الحركة التشكيلية المغربية. لوحاته استقطبت كل العناصر الإبداعية المتصلة بالفرس، بالتبوريدة (الفروسية التقليدية)، والتزمت صياغاتها الزخرفية بالتراث العتيق وبالواقعية. إن أسلوب حسن الكلاوي، يمثل المدرسة التشخيصية. إنه رأى في الفرس منذ البداية كائناً تشريحياً ليس فقط من خلال ألعابه وسباقاته ومعاركه الحربية، ولكن أيضاً من خلال بروز تقاطيع جسده، وتناسقها ورشاقتها وجماليتها الفائقة، كما رأى في الفروسية ومواسمها واحتفالاتها وصراعاتها ميراثاً وطنياً يبرز الهوية الإبداعية، كما يبرز الهوية الثقافية…».
أما بالنسبة للكاتب الطاهر بنجلون، فـ«أعمال حسن الكلاوي تشير إلى الأضواء، موسيقى تجسد ألوان البلد، مقترحة علينا رحلة زرقاء، زرقاء كالتربة الحمراء لمراكش، زرقاء كالسماء التي تنحدر بين الأصفر والأحمر والأبيض في مشهد باذخ، حيث الخيول والرجال، ووجوه الطفولة وباقات من الورود، وأشياء فريدة تملأ خيال رجل يرصد اللحظة المنفلتة، ساعياً إلى القبض عليها، هنا، على لوحة حتى وإن كانت تفيض، كما لو أنها غير مكتملة».