أفريقيا برس – المغرب. ما فتئ عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يعيد الحديث عن دور حزبه في تجنيب البلاد المخاطر لعدم مشاركته في حركة 20 فبراير سنة 2011.
هذه الرواية أعادها ابن كيران في كلمة ألقاها في احتفال نقابته بفاتح ماي، وهو ما دفع عبد الصمد سكال، القيادي السابق في الحزب والرئيس السابق لجهة الرباط إلى نفي ذلك بقوله، “إن العكس هو الصحيح ومساهمة الحزب كانت أساسية وفاعلة”.
وأضاف بأن حزبه كانت له مساهمة وازنة في الحراك سواء تعلق الأمر بدعوة وتعبئة المواطنين للمشاركة، أو تعلق بضبط سقف المطالب وطبيعة الشعارات، أو تعلق الأمر بالتنظيم والتأطير.
وأرجع الفضل في ضبط سقف مطالب مسيرات 20 فبراير وشعاراتها إلى “هذه المشاركة الوازنة لمناضلي حزبه في المسيرات وفي تأطيرها لتبقى “في حدود مطالب الإصلاح في وقت كانت ترفع فيه شعارات إسقاط الأنظمة في بلدان أخرى”.
وأوضح بأن كلام ابن كيران يظل “نوعا من التوقع وليس له ما يعضده من التجارب الأخرى، فكل الدول ذات الأنظمة الملكية التي عرفت حراكا في تلك المرحلة لم تنهر، وهو ما كان عليه الحال في الأردن والبحرين، عكس ما عرفته بعض الأنظمة الجمهورية والعسكرية كتونس ومصر وليبيا”.
كما أشار إلى أن ما جَعل “الطنجرة في المغرب تم تسخينها دون الوصول إلى تفجيرها” هو بالأساس، بعد حفظ الله تعالى، ترسخ موقع المؤسسة الملكية والالتفاف الواسع والواعي والحقيقي حولها من قبل عموم المغاربة الذين خرجوا طلبا للإصلاح في إطار الملكية، وهو ما حقق تفاعلا ملكيا بشكل استباقي تجاوب مع المطالب في خطاب 9 مارس.
ويرى بأن مسيرات حراك 20 فبراير لم تعرف مشاركة شعبية كبيرة جدا، إذ المغرب لم يعرف ساعتها لا مسيرات مليونية ولا حضور مئات الآلاف، بل غالبا كان المشاركون بضعة آلاف، يزيدون قليلا عن ذلك في الدار البيضاء.
وربط “استثنائية الحراك” بشكل أساسي بالسياق الإقليمي الذي تفجر فيه أولا، وبالعدد الكبير للمدن التي انخرطت فيه ثانيا، وفي المشاركة الهامة لمواطنين غير منتمين للأحزاب والتنظيمات فيه ثالثا.
ويذكر أن مشاركة قيادات بارزة في حزب العدالة والتنمية ضمنهم سعد الدين العثماني، ومصطفى الرميد وعبد العلي حامي الدين، وجامع المعتصم وعبد العزيز عماري وعبد الصمد سكال والحبيب شوباني، أثارت جدلا ساعتها سيما بعدما أصدر عبد الإله ابن كيران بصفته أمينا عاما للحزب ليلة المسيرة الأولى، أي يوم 19 فبراير 2011 بلاغا أعلن فيه عدم مشاركة حزبه في تظاهرة 20 فبراير.
البلاغ قد أكد أن مشاركة أي عضو من الحزب مهما كان وضعه في الحزب لا يمكن أن تكون إلا مشاركة شخصية وعلى مسؤوليته، ولا يمكن أن تعتبر تمثيلا للحزب بأي شكل من الأشكال.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس