انتقاد رئيس الحكومة الأسبق لرسو سفن متجهة لإسرائيل

9
انتقاد رئيس الحكومة الأسبق لرسو سفن متجهة لإسرائيل
انتقاد رئيس الحكومة الأسبق لرسو سفن متجهة لإسرائيل

أفريقيا برس – المغرب. انتقد الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» ورئيس الحكومة المغربية الأسبق، عبد الإله بن كيران، توقف «سفن إسرائيلية أو من جنسيات أخرى مُحمّلة بالسلاح ومتوجهة نحو إسرائيل في الموانئ المغربية»، ووصف ما يقع بـ «غير الشرعي». وأبرز أن هناك حدوداً يجب الالتزام بها واحترامها وعدم تجاوزها، مشيراً إلى أن «الصمت غير مقبول أمام ما يجري».

وناشد ابن كيران متحدثاً خلال كلمة افتتاحية لأشغال الاجتماع العادي للأمانة العامة للحزب، العاهل المغربي محمد السادس: «باعتبار نسبه الشريف، وباعتبار أنه رئيس لجنة القدس، ولأنه أمير المؤمنين، أن يبادر مرة أخرى، وكما هي عادته، إلى فعل شيء يوقف ما يجري من تقتيل وإبادة»، وفق تعبيره.

وشهد المغرب خروج مئات المغاربة، الأحد، في مسيرات احتجاجية في كل من مدينتي طنجة والدار البيضاء، رفضاً لرُسو سفينة أجنبية بميناء طنجة، للاشتباه بـكونها تحمل أسلحة ومعدات عسكرية في طريقها نحو إسرائيل.

وردّد المشاركون في مسيرتي طنجة والدار البيضاء، شعارات تطالب بمنع رُسُو السفينة بالموانئ المغربية، في وقت نفت تقارير إعلامية مغربية، حمل السفينة التابعة لشركة نرويجية تستثمر بميناء «طنجة المتوسطي» لأي شحنة أسلحة متجهة إلى إسرائيل.

كما نفت شركة «ميرسك» الدولية، ضمن بلاغ لها، «الادعاءات المتداولة بشأن رسو سفينة إسرائيلية محملة بالأسلحة أو الذخيرة في ميناء طنجة، مؤكدة أن هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، ولا تعكس طبيعة الشحنات التي تنقلها سفنها»، وأكدت على أن «جميع عملياتها التجارية تخضع لأعلى معايير الامتثال للقوانين الدولية، وترتكز على مبادئ السلوك المسؤول في مجال الأعمال، بما في ذلك الميثاق العالمي للأمم المتحدة والمبادئ التوجيهية لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية».

إلى ذلك، أكد «الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان»، أن الخطوة «تُمثّل خرقاً خطيراً لالتزامات المغرب، بموجب اتفاقيات جنيف الأربع، وخصوصاً الاتفاقية الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، ويُعد مشاركة في جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية، التي تُرتكب في حق المدنيين، وخصوصاً الأطفال والنساء والشيوخ، وذوي الاحتياجات الخاصة»، وفق تعبير البلاغ.

ونبّه الائتلاف المكون من 20 جمعية وهيئة حقوقية إلى أن «السّماح بمُرور سفن الإبادة يعتبر خرقاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، وعليها أن تكُفّ عن التناقض المستمر بين خطابها وممارستها، وأن تتحمل مسؤوليتها في التجاوب مع مطالب الشعب المغربي الداعية إلى الإسقاط الكامل لمسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم». كما ندد الائتلاف بشدة بـ «مرور سُفن الإبادة عبر الموانئ المغربية»، ودعا الدولة المغربية إلى احترام الموقف الشعبي المناهض للتطبيع، والذي عبّرت عنه جماهير الشعب المغربي في مسيرات مليونية غير مسبوقة.

وبَعثت «الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع» رسالة إلى وزير النقل واللوجيستيك المغربي، ومدير السلطة المينائية طنجة المتوسط، معلنة رفضها القاطع تسهيل نقل أي عتاد عسكري يغذي آلة الإبادة الصهيونية عبر الموانئ المغربية، وعلى رأسها توريد طائرات F-35 أو أي عتاد عسكري آخر، بما في ذلك القطع ذات الاستخدام المزدوج.

وطالب بلاغ «جبهة دعم فلسطين» السلطات المختصة بالتحقيق الفوري في محتوى الحاوية على سفينة «ميرسك» بالاعتماد على الوثائق الجمركية والتصريحات الإلزامية التي تدلي بها السفن. كما دعا إلى الوقف الفوري لكل أشكال التعاون العسكري والأمني والوجستي والتجاري مع دولة الاحتلال، انسجاماً مع قرارات محكمة العدل الدولية، ومع موقف الشعب المغربي الرافض للتطبيع.

الاحتجاج الشعبي والمُشادات بين محتجين والسلطات الأمنية على الاشتباه في «فتح الموانئ المغربية أمام شُحنات عسكرية موجهة إلى جيش الاحتلال»، قسم الرأي العام المغربي بين من اعتبر أن المحتجين «مناضلون ومدافعون عن قضية إنسانية عادلة» وبين من نعتهم بـ «الخيانة» واتهمهم بـ «خدمة أجندات خارجية». ما وقع، دفع المُحلل السياسي المغربي، حفيظ الزاهري، إلى القول إن «العدل والإحسان» و»العدالة والتنمية» يستغلان ما يقع في غزة إلى جانب تعاطف الشعب المغربي «كقنطرة للعودة للمشهد السياسي وممارسة ضغوطاتها على الدولة للتفاوض، وأنها نتائج الفراغ الحزبي ميدانياً واستقالة الأحزاب من تأطير الشارع»، وفق تعبيره.

وتابع الزاهري ضمن تدوينة على صفحته الرسمية قائلاً: «بعد سيطرتهما على التنسيقيات يستغلون الآن غزة بهدف إضعاف الدولة لفائدة أولياء نعمتهم من الخارج. عن وعي أو غير وعي»، وقال: « إن محاولة فرملة الدولة المغربية وإضعاف قوتها إقليمياً انطلاقاً من تحريك الأتباع الداخليين هي أساليب كثيراً ما تستعملها بعض الدول كلما صعد نجم المغرب على المستوى الدولي». واعتبر المحلل السياسي أن المواطن المغربي يجب ألّا يكون ضحية لعبة سياسية تتحكم في خيوطها «جماعات ذات ولاءات خارجية وبأهداف وإملاءات شيطانية يراد بها خلق فوضى لزعزعة الاستقرار والأمن ببلاد تعتبر من البلدان الأكثر أمناً عالمياً».

و قال عمر الشرقاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني، إن المغاربة يتفهّمون، تاريخياً وسياسياً، تنظيم المسيرات والوقفات أمام البرلمان، أو في الساحات العمومية كتعبير عن موقف ما، لكن أن يتحول الاحتجاج إلى مسيرة ووقفة أمام ميناء طنجة المتوسط الذي يعد رابع ميناء في العالم وأحد موارد القوة الاقتصادية لبلدنا، بسبب فلسطين المفترى عليها، فهذا «تطور له أهداف ورسائل غير بريئة»، واعتبر أنه حتى إذا كان هذا السلوك الاحتجاجي يتغذّى من الإشاعة والأخبار الزائفة، وحتى لو كان الخبر الذي دفع للاحتجاج صحيحاً فالتجارة الدولية للمغرب والالتزامات والاتفاقيات الخارجية لبلدنا ليست لعبة أطفال وليست خاضعة للمزاج، بل هي احترام للتعهدات المرتبطة بالملاحة الدولية باعتبارها قواعد اتفاقية ملزمة.

وأفاد الشرقاوي أن الذين يفكرون في «جر مغاربة لمؤسسات استراتيجية مختبئين بفلسطين مع ما قد يترتب على ذلك من مشاكل أمنية نحن في غنى عنها، إنما يفعلون ذلك لأن كل تجارتهم السياسية والانتخابية بارت ولم تؤت أكلها، ويحاولون اليوم لعب ورقة التطاول على أحد عناصر قوتنا الاقتصادية كدولة».

و اعتبرت المحامية آمنة ماء العينين، عضو الأمانة العامة لحزب «العدالة والتنمية»، أن احتجاج المغاربة أمام ميناء سمعوا أنه سيحتضن سفينة تزود الكيان الإسرائيلي بالعتاد الحربي في عز الإبادة الهمجية الممارسة على العُزَّلِ في غزة، «أمر طبيعي وعادي يهم مغاربة صمدوا في الشوارع والساحات تضامناً مع الأبرياء في غزة طيلة سنة ونصف من حرب الإبادة وجرائم الحرب التي أنطقت الحجر قبل البشر».

وكتبت ماء العينين في تدوينة على صفحتها بـ»فيسبوك»، إن محاولة «تخوين هؤلاء المغاربة واتهامهم بخدمة أجندات خارجية والإيحاء الخبيث بكونهم عملاء دول أخرى «لا يمكن أن يقنع أحداً أنه جزء من أجندة وطنية تعبر عن الغيرة على المصلحة الوطنية المفترى عليها».

وقالت عضو الأمانة العامة للحزب إن سيادة الدول ومصالحها الحقيقية لا يضُرّ بها السماح للناس بالتعبير عن حقهم المشروع في رفض قرارات واختيارات لم يكلف أصحابها أنفسهم عناء تكذيبها أو حتى تبريرها في أسوأ الأحوال. وتابعت: «نرى يومياً خروج الناس أمام مطارات دولية يحتجون على استقبال حكامهم لضيوف غير مرغوب فيهم دون أن يُخوّنهم أحد أو يعتبر احتجاجهم تقويضاً لأسس الدولة الوطنية أو مصالحها». واعتبرت ماء العينين، أن «من يحب وطنه هو من يعبر عن مخاوفه الحقيقية مما يضر حقيقة بمصالحه».

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس