أفريقيا برس – المغرب. احتضنت منطقة تغازوت شمال مدينة أكادير، الثلاثاء 13 يوليوز 2021، حوارا إقليميا من أجل إفريقيا عن طريق المناظرة المرئية، نظم بشراكة بين المملكة المغربية ومنظمة الأمم المتحدة.
الحوار انعقد تحت الرئاسة المشتركة بين عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وأمينة ج. محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، بمشاركة العديد من الوزراء والمسؤولين ومنسقي الحوارات الوطنية لعدد من الدول، بالإضافة الى منظمات دولية وإقليمية، بحضور دي-ماكسويل ساه كيمايه، وزير الشؤون الخارجية الليبيري والمبعوث الخاص لقمة الأمم المتحدة حول النظم الغذائية، وكذا عمر هلال الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة ورئيس البنك الافريقي للتنمية.
ويندرج هذا الحوار الإقليمي رفيع المستوى، حسب المنظمين، في إطار التحضير لقمة الأمم المتحدة حول النظم الغذائية التي ستعقد في شتنبر2021 بنيويورك، ويهدف إلى مناقشة اهتمامات وتطلعات افريقيا والتزاماتها ومتطلباتها لتطوير نظم غذائية مستدامة وتسليط الضوء على النوايا والإجراءات المنبثقة عن الحوارات الوطنية والمستقلة. ويروم هذا الحوار، أيضا، تسريع تحول النظم الغذائية ذات الخصوصية الإقليمية والتي تتجلى في النظم الفلاحية والغذائية الأفريقية، والمنظومات الغذائية، والظروف المعيشية لسكان أفريقيا وكذلك طموحات مجتمعات القارة.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار أخنوش إلى أن هذه المبادرة تكتسي أهمية كبرى في سياق يتميز بالأزمة المرتبطة بـكوفيد-19 التي أثرت بشكلٍ كبير على النظم الغذائية، مؤكدا أنه بناءً على التجربة المغربية في مجالات الفلاحة والصيد البحري، تبين أن التحول نحو نظم غذائية مستدامة يتطلب تغييرًا عميقا وهيكليا وعمليا بعيدا عن المقاربات الجزئية والمؤقتة، كما يتطلب تعزيز القدرات المؤسساتية، وتعبئة التمويل وضرورة التقائية السياسات العمومية للاستجابة في نفس الوقت لتحديات التغيرات المناخية، والسلامة الصحية والغذائية، والتنمية المستدامة، والتحول الأخضر وكذلك نجاعة قنوات التوزيع.
كما ذكر المتحدث بهذه المناسبة أن المغرب قد وضع تجربته وخبرته رهن إشارة البلدان الأفريقية الشقيقة من خلال تبادل الخبرات والمعرفة على المستوى التقني وعلى صعيد السياسات الفلاحية، وقد تجلى هذا التضامن أيضا من خلال إطلاق مبادرة “Triple A” بمناسبة مؤتمر الأطراف COP22 الذي عقد في مراكش سنة 2016، يضيف أخنوش.
ومع أن هذا الحوار يظل قاري إلى حد كبير، يؤكد المنظمون، إلا أنه يتماشى مع أهداف جدول أعمال 2030 وأهداف جدول أعمال الاتحاد الأفريقي 2063، هذا الحوار الذي تم تنظيمه في ثلاث دورات، تم إجراؤه وفقًا لمسارات العمل الخمس المحددة كأهداف لقمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية وتتجلى في ضمان حصول الجميع على أطعمة صحية ومغذية والتحول إلى أنماط الاستهلاك المستدامة وتعزيز الإنتاج في احترام تام للطبيعة وبناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات والضغوط.
جدير بالذكر أن قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية التي تنعقد بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تأتي في إطار عقد العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030، كما تمثل هذه القمة إطلاق تدابير استباقية جديدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك بهدف تنشيط وتسريع الرحلة الجماعية نحو القضاء على الجوع، وإنشاء نظم غذائية أكثر شمولية وصحة، والحماية الصحية لكوكب الأرض.