افريقيا برس – المغرب. فتح القاضي الإسباني سانتياغو بيدراز، يوم الثلاثاء 18 ماي 2021، تحقيقا جديدا ضد إبراهيم غالي، بعد تقديم شكاية ثانية ضده في أقل من شهر لدى المحكمة الوطنية. وردا على ذلك، رد زعيم البوليساريو على استدعاء القاضي وطالبه بالتوجه مباشرة إلى السفارة الجزائرية في مدريد.
وفقا للمعلومات التي نقلتها وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، الثلاثاء، فإن رئيس جبهة البوليساريو، الموجود حاليا في المستشفى في إسبانيا بهوية مزورة تحت اسم محمد بن بطوش، رفعت ضده شكاية ثانية أمام أعلى محكمة قضائية إسبانية (المحكمة الوطنية).
“اتسع الملف القضائي لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي يوم الثلاثاء بقرار قاضي المحكمة الوطنية سانتياغو بيدراز بإعادة فتح قضية جديدة ضده بتهمة ارتكاب جرائم وإبادة جماعية، وهي ثاني إجراء قانوني ضده منذ دخوله إلى إسبانيا قبل شهر بهوية مزورة”، بحسب وكالة “إيفي”، التي اطلعت على وثيقة القاضي المذكور.
فيوم الثلاثاء 18 ماي، وافق القاضي على الشروع في إجراء تحقيق جديد ضد إبراهيم غالي، بعد شكاية من الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، والتي تنضاف إلى تلك التي رفعها في وقت سابق فاضل ابريكة، وهو مواطن إسباني، صحراوي الأصل، يؤكد أنه تعرض للتعذيب في سجون البوليساريو الواقعة جنوب شرق الجزائر. لكن إبراهيم غالي رفض مرة أخرى التوقيع على الاستدعاء الذي توصل به يوم الثلاثاء، بحجة أنه بحاجة إلى الضوء الأخضر من السفارة الجزائرية في إسبانيا.
نعم، هو أمر لا يمكن تصديقه، فزعيم البوليساريو، الذي يدعي أنه “رئيس دولة”، رفض التوقيع على وثيقة قبل التشاور مع السلطات الجزائرية. كنا نعرف علم اليقين أن البوليساريو ومسؤوليها هم مجرد دمى تحركها أصابع النظام العسكري الجزائري، لكن لم نكن نعتقد أن زعيم الانفصاليين كان سيعلن على هذا التواطؤ في وضح النهار، دون أن يشعر بالحرج من الإعلان عن الوصاية التي تمارسها السلطات الجزائرية على الجبهة الانفصالية.
لماذا يجازف إبراهيم غالي بالتشاور مع السفارة الجزائرية، في حين أن بروباغندا جبهة البوليساريو تدعي بأن الانفصاليين يتخذون قراراتهم بأنفسهم؟ الأزمة بين الرباط ومدريد، التي تعزى في جانب منها إلى دخوله بشكل سري إلى المستشفى في إسبانيا وبتواطؤ من الحكومة التي يقدوها بيدرو سانشيز، أخذت أبعادا جعلت إبراهيم غالي يشعر بالذعر ويدعو عرابه الجزائري إلى إخراجه من هذه الورطة؟ بأي هدف؟ هل من أجل الإفلات بجلده أم يهدد السلطات الجزائرية بكشف كل شيء؟
تتهم صحيفة “ليبرتاد” الإسبانية الإلكترونية المخابرات الجزائرية بإرسال إبراهيم غالي عن عمد للعلاج في إسبانيا لإحداث أزمة عميقة بين مدريد والرباط. وتساءلت هذه الصحيفة قائلة: إذا كان إبراهيم غالي “هو زعيم جبهة البوليساريو، فلماذا يتعين عليه الاتصال بالسفارة الجزائرية؟”، عندما قال للقضاة الإسبان: “للتوقيع أو عدم استلام الإشعار، أريد الاتصال بالسفارة الجزائرية وبالأشخاص الذين أثق بهم”.
أما بالنسبة لصحيفة “إل باييس” واسعة الانتشار، فإن إبراهيم غالي “يتوجه إلى الجزائر بعد استدعائه من قبل المحكمة الوطنية”، قبل أن يضيف أن المصالح الاقتصادية (الغاز) والتدخلات الدبلوماسية تجعل أن “القاضي والنيابة العامة ترفضان في الوقت الحالي فرض الإجراءات القانونية ضد إبراهيم غالي رغم طلب المشتكين الذين يخشون أن يغادر إسبانيا”. وأكد الطبيب الجزائري الذي يرافقه والمتحدث باسمه أن حالته الصحية وقدرته المعرفية “غير كافية” لإخضاعه للتحقيق.
لكن من الواضح أن القدرات المعرفية لزعيم البوليساريو قد تحسنت بشكل كاف وفجأة لكي يعلن بصوت عال أنه لا يتخذ أي قرار بدون موافقة مسبقة من الجزائر. بعد هذا الإعلان الصريح الصادر عن زعيم الانفصاليين، والذي أبلغته الشرطة الإسبانية، هل ستواصل الجزائر في ترديد أسطوانتها القائلة بإنها غير معنية بنزاع الصحراء؟