أفريقيا برس – المغرب. في سياق تداعيات السقوط المدوي والخسارة التي مُني بها حزب العدالة والتنمية المغربي وتذيله أسفل الترتيب على لوائح نتائج الانتخابات التشريعية، وما صاحب ذلك من ” تباكي” لبعض رموزه، أبرزهم الخرجات المتتالية للحبيب الشوباني حين كتب قائلا: ” عملية ” إنزال ” حزب العدالة والتنمية للرتبة الأخيرة و”إخفائه” وراء كل الأحزاب.. واصفا الأمر بالخطأ الجسيم الذي كشف “الهندسة غير الذكية” للعملية برمتها..! الشوباني يظهر على مايبدو أن لم يستصغ بعد طعم الهزيمة مُهاجما ومُدونا على صفحته ليل مساء، على العلم أن حزبه قاد التجربة الديمقراطية لولايتين متتاليتين، قبل أن تنال منه ” صفعة” صناديق الاقتراع التي تمت بأسلوب ديمقراطي نال اعجاب دول عربية ودولية، عكس التجربتين المصرية والتونسية اللتان انتهتا بأسلوب مغاير عن التجربة المغربية.
التجربة المغربية هاته التي لم تعجب الشوباني، حظيت باهتمام كبير من قبل المحامية التونسية لمياء خميري، التي تفاعلت مع هزيمة حزب العدالة والتنمية، معنونة تدوينتها على حائطها الفايسبوكي إياها بعنوان طويل عريض” درس جديد تقدمه انتخابات المغرب”، داعية دولتها بتونس إلى الاقتداء بالتجربة المغربية في ابعاد حزب النهضة ذو المرجعية الاسلامية.
وقالت المحامية التونسية: ” نعم هذه هي الديموقراطية تنجح في الانتخابات لنيابتين ثم تفشل فيحاسبك الشعب في انتخابات حرة ويمنح الثقة لغيرك، في هدوء وفي ثبات تفعل الانتخابات هذا وأكثر”.
وتابعت المحامية التونسية قولها : ” هزم العدالة والتنمية رغم أنه حزب قريب من فؤاد وهوى الشعب المغربي لأنه لم يقدم لهم الرخاء المطلوب، توجه المواطن المغربي إلى مراكز الاقتراع صوت لمن يرى أنه قادر على تحقيق حلمه فأمنه على صوته وقفل راجعا”.
وأضافت ذات المتحدثة بالقول: ” نطقت الصناديق بما في جوفها وجاء معها التغيير المنتظر من أجل مغرب أفضل، عوقب الحزب الأغلبي بالصناديق وتم استبعاده من السلطة بالصندوق”.
وختمت المحامية التونسية تدوينتها بالقول: ” لاغوغائية، لا شعبوية، لامؤامرات، لا مغامرات، لاانقلاب، هذا السيناريو كان ممكنا جدا في تونس”. انتهى كلام المحامية التونسية.
فالقول كل القول، أنه وحتى في الدول الديمقراطية أو حتى التي تحترم اختيارات شعوبها، تجدها تلجأ لعقاب الصناديق لتضع حدا لأي خلل أو فشل سياسي، بروح رياضية وانتقال سلس…بلادنا، لم تخرج عن هذا المعطى، فهي حتى في زمن الربيع العربي زمن الثورات العربية، كانت ( بلادنا)سباقة ورائدة في تدبير شؤون العملية الانتخابية بطريقة ديموقراطية أفرزت نخبا سياسية تقلدت قيادة الحكومة تماشيا ومضامين الدستور.
اختارت بلادنا آنذاك، الاختيار الديمقراطي، لم تركب موجة الصراعات والثورات على تقاسم السلطة، بل منحت الكلمة للشعب لاختيار ممثليه بطرق ديمقراطية حديثة، جنبت البلاد الدخول في نفق مظلم على شاكلة دول عربية واقليمية، فكان نصيب العدالة والتنمية أن قاد التجربة الحكومية لولايتين متتابعتين….
سقوط حزب العدالة والتنمية انتخابيا وعبر صناديق الاقتراع، هو رسالة واضحة لكل حزب تقلد مسؤولوه مقاعد المسؤولية، أن عليهم العمل بحزم والالتزام بميثاق الشرف الذي جمعهم وعامة الشعب ممن صوتوا عليهم، وأن يتعهدوا ببرنامجهم الانتخابية، وأن يبقوا حذرين كل الحذر من عقاب الصناديق، فهي مهما طال الزمان ترُّد لصاحبها الصاع صاعين وتصفعه على خذيه صفعتين.