أفريقيا برس – المغرب. حظي المغرب، في الأعوام الأخيرة، بأهمية كبيرة داخل الساحة الدولية بحكم المكانة الدبلوماسية التي أصبح يتنزّلها على مستوى العالم. ذلك إنّ موقعه الاستراتيجي المُطلّ على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، يجعله في مقدّمة البلدان العربية الأكثر حضوراً داخل الساحة السياسية العالمية.
يرى أستاذ التاريخ المعاصر والراهن محمد أبيهي بأنّ جذور العلاقات المغربية الإفريقية «يمكن ربطها بالإطار التاريخي، حيث بدأت منذ الحقبة القديمة ولكن تجسدت بالأساس خلال الفترة الوسيطية مع تأسيس الدولة المرابطية التي ظهرت من خلال مجموعة من المدن التجارية التي شكّلت الإطار الاقتصادي لعلاقة المغرب بعمقه الإفريقي وامتدت كذلك إلى الحقبة الموحدية بل وصل صداها حتى العصر الحديث بعد تأسيس الدولة السعدية خلال القرن الخامس عشر الميلادي، حيث عملت حملة المنصور الذهبي بالسودان الغربي، آنذاك بدأت الدولة المغربية علاقتها التجارية مع إفريقيا».
وأضاف بأنّ «العلاقات المغربية الإفريقية جسّدت الإطار الاقتصادي من جهة وهناك إطار ديني روحي من خلال ظهور بعض الزوايا والطقوس الصوفية التي شكّلت الإطار الروحي لهذه العلاقات، خصوصاً أنّ هذه العلاقات الروحية وصلت حتّى إلى الدولة العلوية».
واعتبر الباحث والمؤرخ بأنّ المبادرة الملكية الأطلسية «استندت بشكل أساس على هذا السياق التاريخي، على اعتبرا أنّ هذه العلاقة الدينية والثقافية والاقتصادية التي ربطت المغرب بإفريقيا جنوب الصحراء. وبالتالي، فإنّ خطاب جلالة الملك محمد السادس شكّل إطاراً جيوسياسياً عبر مداخل اقتصادية وتعاون بين جنوب جنوب ثم في إطار رابح رابح بين البلدان الإفريقية جنوب الصحراء أو البلدان التي لا تتوفّر على المجال الساحلي وذلك من أجل خلق فضاء اقتصادي وإندماج بين هذه الدول واستثمار المجال الأطلسي وتبادل تجاري دولي بين هذا الفضاء، سيما داخل أمريكا اللاتينية والشمالية، بحكم المكانة التي يحتلّها المجال الأطلسي في هذه البلدان».
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس