أفريقيا برس – المغرب. لم تفوت نساء وفتيات المغرب مناسبة الثامن من آذار/ مارس، العيد العالمي للمرأة، من أجل التأكيد على أنه “يوم عالمي للمرأة بلون دم الجرح الفلسطيني”.
ووصفت نساء “جماعة العدل والإحسان” الاحتفاء بالمرأة هذه السنة “بأكذوبة حقوق النساء”، خاصة وهي “تهل على العالم بيدين مخضبتين بدماء نساء وحرائر غزة، مثقلتين بأشلاء أطفالها ورجالها وشيبها وشبابها، شاهدة على الغطرسة الإمبريالية في أبشع صورها الإجرامية وهي تحرق في طريقها الأخضر واليابس في سبيل تحقيق مصالحها وإشباع سادِيّتها ومخططاتها في امتلاك العالم على حساب المغلوبين والمستضعفين، ضاربةً بكل القيم الإنسانية عرض الحائط”. وتابعت نساء “الجماعة” بيانهن الغاضب الذي خصص الحيز الوافي منه لنساء فلسطين، بالقول: “إن نضال المرأة الفلسطينية المجاهدة اليوم، وارتقاء الشهيدة، وصرخة الأرملة والثكلى، وقهر الأسيرة المحتسبة، مآسٍ تثبت بما لا يدع مجالاً للشك صورية المعاهدات والمواثيق الأممية، وزيف أسطوانة المنتظم الدولي المشروخة حول إنصاف النساء وحمايتهن من المخاطر، كما تُظهر لكل مخدوع، الوجه الحقيقي للعدو الصهيوني المحتل، ومعه الوجه القبيح للأنظمة الفاسدة التي اختارت الاصطفاف مع الكيان الصهيوني الغاشم وعَرَّابيه في جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تمارس بدم بارد ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وسط صمت دولي مقيت، وتواطؤ أغلب الأنظمة العربية التي خانت شعوبها وانساقت للتطبيع طوعاً أو كرهاً تحقيقاً لمصالح أو حفاظاً على أخرى”.
وبعد أن استعرض البيان المنشور على موقع “الجماعة” أرقاماً وإحصائيات حول عدد الضحايا والشهداء، أشاد “بصمود نساء غزة وفلسطين اللواتي يقدمن دروساً في التضحية والصبر والصمود”، ووقفن “إجلالاً لمقاومة الشعب الفلسطيني من أجل تحرير واسترجاع أراضيه المحتلة”، كما تضمن الإدانة “لحرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري والتجويع التي يشنه الكيان الصهيوني المحتل على أهل غزة، وكذا إدانة تواطؤ المنتظم الدولي وصمته أمام هذه المجازر العدوانية الظالمة”.
في السياق ذاته، أصدر حزب “التقدم والاشتراكية” المعارض بياناً قال فيه إنه “بهذه المناسبة النضالية الأممية، يقف وقفة إجلال وإكبار أمام الصمود البطولي للمرأة الفلسطينية دفاعاً عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الكرامة والحرية والاستقلال، ومواجهة للعدوان الصهيوني الغاشم وجرائم الإبادة البشعة التي يَقترفها على مرأى ومسمع العالَم”. ووجه البيان الذي اطلعت عليه “القدس العربي” تحية عالية لكافة النساء عبر العالم، المكافحات، غالباً في ظروف قاسية، من أجل الكرامة والتحرر والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وفي سياق الاحتفاء بالعيد العالمي للمرأة وحضور القضية الفلسطينية، شاركت “الجمعية المغربية للنساء التقدميات” فرع الرباط سلا تمارة، المرأة الفلسطينية وجعها، وقالت إنها تقف إجلالاً لصمودها الأسطوري، مؤكدة أن هذا اليوم يأتي هذه السنة “وأنظار العالم متجهة نحو نساء فلسطين اللواتي يسطرن ملحمة من ملاحم نضال شعبهن في وجه جريمة الإبادة الجماعية والحرب التدميرية الفظيعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة من طرف الكيان الصهيوني”.
وأبرزت الجمعية في بيانها الذي تلقت “القدس العربي” نسخة منه، أن اليوم العالمي للمرأة يحل هذه السنة وقد خلفت الحرب 9000 شهيدة و3000 أرملة و90% من الناجيات يجدن صعوبة في الحصول على الغذاء”.
وثمن فرع الجمعية المغربية للنساء التقدميات بالرباط-سلا-تمارة، “كل المواقف الصادرة عن بيان الجمعية المركزي”، كما “يحيي المبادرات النسائية العالمية والوطنية التي جعلت من هذا اليوم يوماً للتضامن مع المرأة الفلسطينية، وينخرط فيها، معبراً من جديد عن مطلب الجمعية بإسقاط التطبيع وإنهاء اتفاقاته الخيانية، وعن اعتزازه بالمبادرات التضامنية المتعددة للنساء المغربيات مع نساء فلسطين الشامخات”، وفق تعبير البيان. وجاء بيان “الاتحاد المغربي للشغل” حول قصف الكيان الصهيوني لمقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بغزة، محملاً بعبارات التنديد والسخط، بعد “إقدام الاحتلال الإسرائيلي الغاشم” على قصف مقر النقابة العمالية الفلسطينية في غزة.
وجدد “الاتحاد المغربي للشغل” في البيان الذي تلقت “القدس العربي” نسخة منه، “تضامنه ومساندته لعمال وشعب فلسطين البطل في مواجهة الغطرسة الصهيونية”، كما راسل الاتحاد الدولي للنقابات في بروكسيل لاتخاذ المواقف التنديدية والتضامنية باسم الحركة النقابية الدولية. واستعرضت النقابة المغربية وقائع قصف مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في غزة، مؤكدة أنه على “إثر هذا العدوان الجبان الجديد للكيان الصهيوني الظالم، فإن الاتحاد المغربي للشغل يعلن إدانته وشجبه هذا القصف الذي طال مقراً نقابياً، اجتماعياً ومدنياً، المكون من خمسة طوابق والذي كان يقدم خدمات عديدة للعمال الفلسطينيين بقطاع غزة، من بينها رياض الأطفال وقاعات للدراسة ومرافق اجتماعية مدنية أخرى”.
وأضافت النقابة المغربية أن أمانتها الوطنية “تؤكد تضامن الطبقة العاملة المغربية الدائم والقوي مع الشعب الفلسطيني الأبي، ومساندتها المطلقة لعمال فلسطين”، مجددة “إدانتها القوية لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني البطل منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي خلفت حتى الآن أكثر من 31000 شهيد و72000 جريح وآلاف المعتقلين وآلاف المفقودين ممن لقوا حتفهم تحت الركام وآلاف النازحين ومعظمهم من النساء والأطفال والشيوخ العزل”.
وأوضحت النقابة في البيان نفسه، أنه انسجاماً مع موقفها من القضية الفلسطينية، “وسيراً على مبادراته النضالية والتضامنية، فإن الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل قد بادرت إلى مراسلة المنظمات النقابية الدولية وعلى رأسها الاتحاد الدولي للنقابات في بروكسيل من أجل اتخاذ المواقف التضامنية اللازمة مع عمال وشعب فلسطين وحشد جميع وسائل الضغط في سبيل الوقف الفوري للجريمة النكراء والأبشع في تاريخ الإنسانية التي يقترفها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس