إصلاح مدونة الأسرة ينهي التقارب بين حزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية

3
إصلاح مدونة الأسرة ينهي التقارب بين حزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية
إصلاح مدونة الأسرة ينهي التقارب بين حزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية

أفريقيا برس – المغرب. بعد سنوات من الوفاق، فجر مشروع إصلاح مدونة الأسرة الخلافات بين حزبي العدالة والتنمية والتقدم الاشتراكية، ودخل الحزبان في حرب كلامية. وخاطب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، في كلمة له خلال مهرجان وطني حول إصلاح مدونة الأسرة، نظمه حزبه، يوم الأحد 03 مارس 2024 بمدينة الدار البيضاء، إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بخصوص موقف حزبهما من تعديل مدونة الأسرة، قائلا “ردو البال بينكم وبين الله، سأحترمكم في حالة واحدة إذا قلتم للمغاربة نحن لا نريد القرآن الكريم ولا نريد المذهب المالكي، وأنتم الآن تقولون هذا الكلام بطريقة مغلفة، تقلون نريد القطع مع المحافظة، هذه ليست المحافظة، هذا كتاب الله الذي نزل من السماء، واجتمعت عليه الأمة، أكثر من 14 قرنا، وسيبقى أفضل كتاب…”.

وواصل بنكيران “هذه هي الحقيقة أنتم تريدون تغيير أحكام الله، وحتى المجتمع لا يتفق معكم أين هي الديمقراطية التي تتحدثون عنها”. ورد حزب التقدم والاشتراكية على بنكيران، عن طريق رشيد الحموني رئيس فريق حزب الكتاب بالبرلمان، الذي نشر مقالا في الموقع الإلكتروني للحزب، قال فيه إن تصريحات بنكيران بخصوص مدونة الأسرة، “ليست هي الأولى من نوعها، ولكنها الأخطر على مجتمعنا المغربي وتجربتنا الديموقراطية الناشئة”.

ووصف هذه التصريحات بأنها “متهجِّمَة وأخلَّت، بشكلٍ صارخ، بواجب الاحترام الواجب بين القيادات والأحزاب السياسية”، وبأنها “تصريحاتٌ مُحرِّضَةٌ على الفتنة والانقسام المجتمعي، وتنطوي على تهديدٍ صريح ب”الانتفاض” ضد أيِّ إصلاحٍ تحديثي لمدونة الأسرة”.

وتابع حموني أنه من حق بنكيران “أنْ يُـعبِّر عن مواقف غارقةٍ في المحافَظة إزاء قضية المساواة أو أيِّ قضية مجتمعية أخرى، حتى لو كانت خلفية ذلك هي محاولةُ استعادة أمجادٍ غابرة، علماً أن التاريخ لا يُعيدُ نفسه سوى بشكلٍ كاريكاتوري. لكن الذي ليس من حق السيد ابن كيران هو الافتراءُ والتحريف، بل والتحريض الصريح، في حق مواقف أحزابٍ سياسية وطنية”.

وبحسب حموني فإن اتهامات بنكيران “الكاذبة والعبثية” وتسعى إلى “تقسيم العالَم إلى بلاد الإسلام وبلاد الكفار، وتصنيف المغاربة على أساس فهمٍ شخصي من الرجل للإيمان، من خلال إيهام الناس بأن من هو ضد المحافَظَة هو ضد الإسلام والقرآن الكريم”.

وتساءل “أليس هذا تكفيرٌ صريحٌ ودعوةٌ إلى التطرف والمسِّ بأحد المرتكزات الأساسية التي تعضد مجتمعنا المغربي، وهو مرتكز التعددية الفكرية والسياسية الذي اختاره المغربُ منذ الاستقلال!؟”

وخاطب بنكيران قائلا “لا حق لك أبدًا في تكفير من يخالفُك الرأي، ولا في تبرير مواقف سياسية بتأويلك الخاص لدين الدولة والمجتمع، ومحاولة إضفاء طابع القدسية على آراءك التي قد تكون مُخطئة وقد تكون مُصيبَة. ولا حق لك في تزييف مواقف الغير”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس