أفريقيا برس – المغرب. لم تتوقف بعد التعليقات السلبية التي رافقت استضافة رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، في برنامج حواري بُثّ على القناتين التلفزيونيتين الرئيستين، مساء الأربعاء، إذ لم تُقنع حصيلة العمل الحكومي المقدمة الكثير من المواطنين المغاربة الذين اعتبروا أن أسئلة الصحافيين كانت مجاملة للسيد أخنوش، ولم ترق إلى مستوى الانتظارات، خاصة بالنظر إلى تعدد المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تراكمت في المغرب خلال السنين الأخيرة.
واضطر موقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية إلى إيقاف خاصية التعليقات على حسابه “الفيسبوكي”، خلال استضافة عزيز أخنوش في برنامج استثنائي خُصّص لاستعراض حصيلة أربع سنوات من عمل الحكومة.
ولاحظت صحيفة “الحياة المغربية” أن أغلب التعليقات المرافقة للبث، قبل تعطيل خاصية التفاعل، انصبّت على مطالبة رئيس الحكومة بالرحيل من خلال ترديد عبارة “ارحل ارحل”. كما ركّز بعض المتفاعلين على غلاء الأسعار الذي طبع فترة تدبير حكومة “رجال المال والأعمال” للشأن العام. وعززت الصحيفة ملاحظتها بإدراج لقطة شاشة مأخوذة من حساب التلفزيون المغربي على “الفيسبوك”.
وأمام سيل الانتقادات الموجّهة لأداء حكومة أخنوش، لجأ مسؤولو الموقع إلى حجب خاصية التعليقات، الأمر الذي أثار استياء نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروه تقييداً لحقهم في التعبير عن آرائهم بشأن الحصيلة الحكومية.
وكتب الصحافي محمد الراجي تدوينة على “الفيسبوك” جاء فيها: “لقاء أخنوش الذي بُث على قنوات التلفزيون الرسمي أكّد أن شعبيته لدى المغاربة وصلت إلى الحضيض. أغلب التعليقات حملت مَطلبا واحدا: ارحلْ!”.
وتحت عنوان “التمرين القاسي”، كتب الباحث الأكاديمي مصطفى اللويزي على حسابه الافتراضي ما يلي: “نجح “صديقنا” الفاشل، أمس، في أمر واحد على الأقل… نجح في الكلام كثيرا دون قول أي شيء. أكد بذلك مقولة ريجيس دوبري بأن “مسؤولينا يتميزون بشيء بارز: يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون”.
وأضاف صاحب التدوينة أن أخنوش “تكلم، لكنه لم يقل شيئا… كأنما يتكلم لغة ليست لغتنا، يفكر في مجتمع ليس مجتمعنا ويعيش في عالم ليس عالمنا. كان بعيدا حد الغربة، وغريبًا حد الشفقة”، وتابع: “غياب النظرة عكسته النظرات، فلم يجرؤ على النظر مباشرة أمام عدسة الكاميرا. تيه النظرة والنظرات وتيه الكلم والكلمات. التيه في أقسى تجلياته، وكأننا بحضرة الكبير ابراهيم الكوني، (إشارة إلى عوالمه الروائية)”. وختم بالقول “أمس، تكلم الفاشل، كثيرا ولم يقل شيئا. أمس تذكرنا شخصا قال على الهواء يوما إن هذا “المسؤول” لا يُركب جملة مفيدة”.
وكتب الصحافي إدريس عدار “حسب أخنوش: 12 مليون مستفيد من الدعم الاجتماعي المباشر. 12 مليون مغربي مرتبطون بـ”المؤشر”. رقم ليس للافتخار. ثلث المغاربة في هشاشة”.
أما الكاتب إسماعيل طاهري فيرى أن “رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ما زال يعيد تكرار تحاليل بسيطة لقضايا معقدة ومصيرية. ويجاهد نفسه ليظهر أن الشعب المغربي يعيش في بحبوحة من العيش”. وخلص إلى أن “مثل هذا الخطاب السياسي الضعيف الذي بثه رئيس الحكومة في ملايين المغاربة هو ما يساهم في نفور المواطنين من السياسة والسياسيين. ويؤكد أن الانتقال الديمقراطي في المغرب في مأزق حقيقي”.
وتحت عنوان “الاهتمام الجماهيري”، نشر الإعلامي محمد سمير الريسوني على حسابه الافتراضي صورة فوتوغرافية تتضمن تلفازا في مقهى، يظهر من خلاله الحوار التلفزيوني مع رئيس الحكومة، بينما المقهى فارغ تماما من الزبائن.
وأكد الباحث الأكاديمي بلال التليدي أن “رئيس الحكومة لا يملك أجوبة للتواصل السياسي، فما قاله معد سلفا ولا قيمة له، ولا يشبع الفضول، ولا يردّ على الفضائح وتضارب المصالح. لكن بالنسبة إلي، ما يهمني هو رسالة واحدة، وربما هدية اعطيت له بمناسبة نهاية الخدمة، لقد اتيحت له فرصة الوداع، فلم يتحدث عن نفسه وأهليته السياسية، ولم يقل كما يفترض أن يقول السياسيون إنهم جاهزون للمهمة إن حظوا بتعيين ملكي، بل تحدث عن حزبه وتذرع بالصلاحيات الدستورية لتبرير الاختفاء كما لو أنه لا يمثل قيادته، أو بالأحرى كما لو أخبر بنهاية مهمته ليس فقط كرئيس حكومة، بل ايضا كأمين عام لحزب التجمع الوطني للأحرار”.
وبالعامية المغربية، كتب الإعلامي يوسف سيمو تدوينة، عبّر فيها عن دهشته واستغرابه للإخراج الخاص بالحوار التلفزيوني مع رئيس الحكومة، قائلا إن هذا الأخير جلس في “البلاتو” كما لو أنه فيصل القاسم في برنامج “الاتجاه المعاكس”. ولاحظ أنه حتى الكراسي، من المفترض أن تكون مخصّصة للتصوير داخل الاستوديو لا في فضاء اختاره الضيف نفسه. وختم تدوينته بالقول “في النهاية، الأمر كله عبثٌ بصري وسوء ذوق يسيء إلى صورة كرسي سيادي، هو منصب رئاسة الحكومة”.
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس