الأزمة بين باريس والرباط مستمرة بدون موعد للمصالحة

3
الأزمة بين باريس والرباط مستمرة بدون موعد للمصالحة
الأزمة بين باريس والرباط مستمرة بدون موعد للمصالحة

أفريقيا برس – المغرب. تستمر الأزمة بين الرباط وباريس رغم كل محاولات المصالحة، ومنها دعوة لجنة برلمانية فرنسية إلى ضرورة بدء حل مشكلة حرمان نسبة هامة من المغاربة من التأشيرة شملت حتى وزراء سابقين.

وكانت وسائل إعلام بالأساس مغربية قد نشرت، الأسبوع الماضي، خبرا حول مكالمة هاتفية بين ملك المغرب محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجرى الاعتقاد أنها بداية حل الأزمة. غير أن المعطيات اللاحقة جعلت الخبر يبدو غير صحيح بحكم عدم صدور أي بيان رسمي سواء من المغرب أو فرنسا يؤكد حدوث ذلك، كما لم يترتب عن هذه المكالمة أي تقارب ملموس مثل تبادل زيارات على مستوى الوزراء، علما أن المكالمة يجب أن تكون منعطفا نحو المصالحة.

ولم تتحدث الدبلوماسية الفرنسية رسميا عن السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة التي تمتد منذ سنة ونصف، غير أن باريس سربت أكثر من خبر مفاده أن السبب الرئيسي هو التجسس الذي تعرض له ماكرون بواسطة برنامج بيغاسوس الإسرائيلي، ويفترض أن المغرب هو من قام بذلك، بينما ينفي الأخير عملية التجسس. واعتبرت باريس عملية التجسس خطرا حقيقيا على مصالحها وإهانة كبيرة لها، ولهذا كان الرئيس ماكرون قد عقد مجلسا استثنائيا للدفاع وقرر المجلس التعامل بكل جدية مع هذا الملف. بينما تنسب الرباط الأزمة الى قلق باريس من تعزيز نفوذه الاقتصادي في غرب أفريقيا علاوة على عدم إعطاء موقف واضح من الحكم الذاتي في الصحراء.

ويسود الاعتقاد في الرباط بأن الرئيس ماكرون غير خبير وغير واع بأهمية العلاقات المغربية- الفرنسية وأنه تحت تأثير اللوبي الفرنسي الموالي للجزائر لأسباب اقتصادية. وتطوع الكاتب المغربي الطاهر بنجلون بكتابة مقال مطول في مجلة لوبوان بعنوان “شرح المغرب لإيمانويل ماكرون”، يبرز فيها أهمية العلاقات وكيف هي استراتيجية أكثر مع الجزائر.

ومن عناوين استمرار الأزمة، عدم حدوث أي لقاء بين ماكرون والملك محمد السادس رغم قضاء الأخير أربعة أشهر في باريس من يونيو الى أكتوبر الماضيين، ثم عدم تبادل الزيارات على مستوى الوزراء علاوة على استمرار باريس في التشدد في ملف التأشيرة. والمثير أن فرنسا قلصت عدد التأشيرات للمغاربة بما يفوق النصف 50%، واستهدفت مسؤولين مغاربة منهم وزير الداخلية السابق محند العنصر، الذي يشغل حاليا منصب الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وفق ما نشرته الصحافة المغربية.

وكانت لجنة برلمانية فرنسية قد دعت، الأحد الماضي، الى ضرورة تجاوز مشكلة التأشيرة لأنها تضر بالعلاقات بين البلدين، غير أن إذاعة فرنسا الدولية استضافت خبراء أكدوا أن الأزمة تتجاوز مشكل التأشيرة الى ملفات أخرى شائكة. وتؤثر مسألة التأشيرات على نسبة هامة من المغاربة نظرا لارتباطهم اقتصاديا وأسريا بفرنسا.

وصدرت دعوات سابقة عن مسؤولين فرنسيين منهم الرئيس السابق فرانسوا هولاند تدعو إلى تجاوز الأزمة، ولم يحصل أي تطور إيجابي في هذا الشأن حتى الآن. وكانت قد حصلت أزمة شائكة بين باريس والرباط في عهد الرئيس هولاند سنة 2014 وشهدت طريقها إلى الحل في ظرف شهور، بينما الحالية تمتد إلى أكثر من سنة، مما يؤكد حدوث تغيير في الرئاسة الفرنسية تجاه المغرب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس