أفريقيا برس – المغرب. نظمت “النقابة الوطنية للصحافة المغربية”، صباح الإثنين، وقفة احتجاجية وتضامنية مع الصحافيات والصحافيين الفلسطينيين، ودعت إلى وقف قتلهم واستهداف عائلاتهم، تزامناً مع وقفات وفعاليات مبرمجة من طرف نقابات وهيئات صحافية دولية، وتلبية لنداء “الاتحاد الدولي للصحافيين”.
وردَّد المشاركون في الوقفة التنديدية والتضامنية شعارات تستنكر العدوان على قطاع غزة، وترفض التقتيل والتهجير الممارس على أهالي القطاع. كما تندد باستهداف الصحافيين وقتلهم واستهداف عائلاتهم. كما حملوا لافتات تقول: “أوقفوا قتل الصحافيين في فلسطين”.
وفي تصريح لـ”القدس العربي”، أفاد رئيس “النقابة الوطنية للصحافة المغربية”، عبد الكبير اخشيشن، أن “النقابة الوطنية للصحافة المغربية” تقف اليوم دقيقة صمت في مختلف الفروع التابعة لها عبر ربوع البلاد.
وأبرز أن الوقفة المركزية المنظمة في الرباط نموذج لانخراط النقابة في حملة “الاتحاد الدولي للصحافيين”، من أجل إثارة الانتباه للجرائم المرتكبة في غزة والتي لا يمكن الصمت عنها. كما لا يمكن للعالم أن يسمح باستمرار هذه العربدة وبقتل الصحافيين والصحافيات، وقتل الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال.
فعاليات التضامن لن تنقطع
وتابع قائلاً: “نعتبر الوقفة الاحتجاجية نوعاً من إعادة النَّفَس النضالي لإيقاف هذه الحرب. كل المحاولات التي تمت عبر المؤسسات الدولية باءت بالفشل، ما يحيل إلى أن هناك نوعاً من الإسناد المتواطئ لهذه الجريمة الشنعاء”.
واعتبر المتحدث أن النقابة تساهم في أشكال مختلفة من التضامن، عبر توقيع عرائض سيتم بعثها للمحكمة الجنائية الدولية ومن خلال جعل يوم 26 شباط/ فبراير يوماً للتضامن مع فلسطين عموماً ومع الزملاء والزميلات الصحافيين والصحافيات في فلسطين.
وبخصوص الخطوات النضالية القادمة للنقابة، أبرز اخشيشن أن فعاليات التضامن والدعم مع صحافيي فلسطين لن تنقطع، ومن أجل كسر الصمت ومطالبةً بإيقاف هذه الحرب المجنونة ودفع المنتظم الدولي للتحرك لإبعاد شبح الموت عمّن تبقى من ساكنة غزة.
وختم كلامه بالقول: “نحن أمام لحظة تاريخية، إما أن نكون شاهدين على الإبادة الجماعية أو أن نساهم في إيقاف هذه الحرب المجنونة”، وفق تعبيره.
و أبرز السفير الفلسطيني جمال الشوبكي، الذي حضر الوقفة التضامنية، أن حوالي 130 صحافية وصحافياً فلسطينياً استشهدوا في غزة، منذ الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحت قصف الجيش الصهيوني، لافتاً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض دخول صحافيي العالم لقطاع غزة حتى لا يتم نقل الجرائم والفظائع المرتكبة إلى باقي بقاع العالم. ووجَّه السفير الفلسطيني تحياته للصحافيات والصحافيين المغاربة على تضامنهم المستمر وعلى الدَّعم الموجه لفلسطين في وجه العدوان الصهيوني على غزة.
وقالت النقابة، في بيان لها، إن هذه الوقفة تأتي للتعبير عن التضامن أمام استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في حصد المزيد من الأرواح في أعتى عدوان همجي على الشعب الفلسطيني، حيث إنه وسط هذا القتل الأعمى ارتفع عدد الصحافيين الشهداء إلى 122 شهيداً أي ما يفوق 10 بالمئة من الصحافيين في قطاع غزة، إضافة إلى وجود عشرات الصحافيين الأسرى والجرحى، واستشهاد 1000 من أبناء الصحافيين.
وسبق لـ”النقابة الوطنية للصحافة المغربية” أن أعلنت انضمامها إلى حملة جمع التوقيعات داخل الجسم الصحافي، للضغط من أجل تحريك القضية المرفوعة أمام المحكمة الجنائية الدولية منذ نيسان/ أبريل 2022، والمقدمة من “نقابة الصحافيين الفلسطينيين” و”الاتحاد الدولي للصحافيين” و”المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين”، لمحاسبة الكيان الصهيوني على جرائم الاستهداف المتعمد للصحافيين والمرافق الإعلامية في غزة وكامل الأراضي الفلسطينية، تزامناً مع حملات مماثلة في الوطن العربي.
وجدَّدت “إدانتها لهذا العدوان الغاشم، الذي أزهق عدداً غير مسبوق من الصحافيات والصحافيين، والذي تحول إلى استهداف مقصود وجب فضحه بكل الوسائل المتاحة، حتى لا تمر الجريمة في صمت ودون محاسبة”.
وسجلت استمرار “آلة القتل الإسرائيلية في حصد المزيد من الأرواح مما أسقط أكثر من 29 ألف شهيدة وشهيد وأكثر من 69 ألف جريح وجريحة في حرب إبادة لم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلاً، وسط صمت وتواطؤ جعل شهية القتل تتوسع لتهدد ما تبقى من ساكنة القطاع على أبواب رفح”. ووصف عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب “العدالة والتنمية” المغربي، الإسرائيليين بالوحوش الهمجية التي تقتل المدنيين والأطفال والنساء، مشيراً إلى أن مجازرهم الدموية تسببت في استشهاد عشرات الآلاف من الساكنة في غزة، ووقوع آلاف المعطوبين والجرحى والمفقودين ومن هم تحت الأنقاض.
ونقل عنه موقع الحزب نفسه قوله في اجتماع المجلس الجهوي للهيئة الحزبية الأحد في جهة طنجة تطوان الحسيمة، إن “صمود الشعب الفلسطيني معجزة، وكل يوم يمر عليه في ظل العدوان الدموي الإسرائيلي هو معجزة أيضاً”” وأضاف أن “الصهاينة لا يبالون بما يمارسونه من تقتيل وجرائم في حق الشعب الفلسطيني، لأنهم يرون أن العالم معهم”، معتبراً أن “المنظومة العالمية أصبح ميؤوساً منها في أن تقيم العدل بين الناس، وأن النظم العربية والإسلامية لم تقم بدورها المطلوب تجاه فلسطين إلى الآن”.
وناشد ابن كيران، بكل محبة وتقدير، العاهل المغربي بأن يقوم بجهد إضافي لأجل إيقاف سفك الدم الفلسطيني وإدخال المساعدات إلى الساكنة بقطاع غزة، مشدداً على “أننا وفلسطين لسنا في مجرات مختلفة، بل نحن شعب واحد”، وفق تعبيره.
طوفان الأقصى سيغير وجه المنطقة
ودعا رئيس الحكومة الأسبق حكام الجزائر إلى “أن يستوعبوا ما يقع من أخطار، وأن يدركوا أنه يجب علينا الاتحاد لمواجهة المستقبل”. ولاحظ أن “ما يجري في العالم يؤكد أنه يجب أن نستعد، مشيراً إلى أن الخصوم يدرسون بنيتنا الداخلية ويحللونها لأجل معرفة كيفية الدخول إليها وتفكيكها”.
في سياق متصل، أكد عبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن ما يقع بالأراضي المحتلة هو بصدد تغيير الكثير من الأشياء، ليس في فلسطين فقط ولكن في العالم كله.
وقال في مداخلة خلال المجلس الإقليمي للحزب نفسه في مدينة فاس، الأحد، إن “معركة طوفان الأقصى” حدث تاريخي كبير، سيغير وجه المنطقة، وسيدشن معركة التحرير، معتبراً أن هزيمة الاحتلال وقعت يوم 07 تشرين الأول/ أكتوبر.
وأورد عنه موقع حزب “العدالة والتنمية” قوله إن إسرائيل التي ترتكب كل هذه المجازر التي نراها في غزة تفعل ذلك بدعم من القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وكذا القوى الأوروبية التي تريد التكفير عن ذنبها تجاه اليهود على حساب الشعب الفلسطيني”.
ثم تطرق إلى الدروس المستفادة مما يجري في فلسطين، وأولها يتمثل في النموذج الفلسطيني، أي الإنسان المقاوم من جهة، والإنسان المحتضن للمقاومة من جهة أخرى.
وتابع: “ما يقع من صمود أسطوري يجعلنا نتساءل عن أي مرجعية تمكنه من هذا الصمود، حيث نرى حاضنة شعبية صامدة وملتفة حول مقاومتها، حاضنة تدرك أن هذا هو الطريق الوحيد للتحرر من احتلال يريد اقتلاع جذور الشعب ووضع شعب آخر”. معتبراً أن “السر يكمن أنهم تربوا على كتاب الله، وجعلوه المصدر الأساسي للتربية والتعليم والتعلم، وبه نجحوا في بناء عبقرية علمية وعملية استثنائية”.
وذكّر بأننا “أمام عدو لا يراعي أي حرمة، سواء للمدنيين أو النساء أو الأطفال أو الأطباء أو غيرهم، بل ويمنع الأكل والشرب والدواء عن الساكنة، في انتهاك علني لكل القوانين والقواعد والضوابط”، ملاحظاً أن هذه الجرائم والانتهاكات التي يتابَع بسببها قادة الكيان الصهيوني بتهم جرائم حرب، جَعلت الاحتلال يعيش في عزلة سياسية على الصعيد العالمي، وجعلته يشكل اليوم عبئاً أخلاقياً على الغرب نفسه، حيث خرجت الشعوب الغربية لدعم القضية الفلسطينية بشكل غير مسبوق.
وسجل أن الدرس الثاني يتلخص في أن المقاومة الفلسطينية انتصرت أيضاً في المعركة الإعلامية، إذ إننا نرى كيف توثق عملياتها العسكرية، وتبرز أنها تصيب أهدافها بدقة، في مقابل العجز الصهيوني عن القيام بالمثل، حيث لم يظهر أي استهداف لهدف عسكري، بل يقوم بهدم منازل السكان والمستشفيات وضرب سيارات الإسعاف وغيرها.
ودعا عبد العلي حامي الدين الأنظمة العربية إلى أن “تستفيق من الغيبوبة التي توجد فيها، حيث نرى خذلانها للشعب الفلسطيني، وعجزها عن دعم المقاومة، ليس فقط بالسلاح، وهذا مطلوب، بل بباقي الوسائل الأخرى”. كما حثها على “التحرر من التبعية العمياء لأمريكا وإسرائيل، وأن تعمل على المصالحة والالتحام مع شعوبها، والاستجابة لمطالب هذه الشعوب في دعم المقاومة، ورفض أي علاقة تطبيعية مع الكيان المحتل”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس