أفريقيا برس – المغرب. في رد مفصل وحاسم، وجه رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني، سهام نقده اللاذع إلى خلفه في رئاسة الحكومة، عزيز أخنوش، متهما إياه بـ«الإنكار» و«الاستئثار» و«التملص من المسؤولية» في حق الحكومتين السابقتين اللتين ترأسهما حزب العدالة والتنمية، وكان وزيرا للفلاحة فيهما.
وجاء رد العثماني، عبر تدوينة بحسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وذلك على خلفية تصريحات لأخنوش أدلى بها في حوار صحفي يوم الأربعاء 10 شتنبر 2025، وتضمنت، بحسب العثماني، « معلومات خاطئة » حول تدبير الحكومة السابقة.
ولم يخفِ العثماني «مفاجأته» من تصريحات أخنوش، مشيرا إلى أن الأخير «منذ توليه مهمة رئيس الحكومة وهو يلقي باتهامات مجانية في حق الحكومتين السابقتين»، وذلك على الرغم من أن أخنوش نفسه كان « وزيرا » في هاتين الحكومتين، وأن حزبه «تولى قطاعات مهمة وحيوية».
واتهم العثماني أخنوش بـ«تعمد تجاهل إنجازات الحكومتين السابقتين وإنكارها»، أو «نسب بعض إنجازاتهما للحكومة الحالية »، أو « محاولة التملص من مسؤولية الحكومة الحالية ورئيسها في التنزيل السليم والناجح والناجع لبعض الإصلاحات »، مثل « الدعم المباشر وتعميم الحماية الاجتماعية »، والتي « أسهمت في وضع أسُسِها الحكومتان السابقتان »، معرِباً عن أسفه، كون الحوار تضمن «أرقاما ومعطيات تناقض تماما الحقائق، وتناقض حتى الأرقام التي ما فتئت تقدمها وتذكر بها مؤسسات دستورية».
وبخصوص موضوع الإشراف السياسي لرئيس الحكومة على الانتخابات، أوضح العثماني أن هذا الدور يعود لرئيس الحكومة منذ دستور 2011، حيث يترأس الاجتماعات التحضيرية مع الأحزاب السياسية، دون أن يتعارض ذلك مع صلاحيات وزارة الداخلية، مستشهدا بترؤسه شخصيا للاجتماع التشاوري مع الأحزاب السياسية في 5 مارس 2020 للإعداد لانتخابات 2021، والذي اعتبره «ناجحا».
في المقابل، اعترف العثماني بأن «الإشراف السياسي» كان «فاشلا» في تمرير « القاسم الانتخابي الغريب » (على أساس مجموع المسجلين)، والذي رفضه شخصيا بشدة، واضطر أخنوش إلى طرحه كتعديل في البرلمان، حيث تساءل العثماني بسخرية: « فلعلَّ النجاح عنده هو تمرير الحكومة لذلك القاسم الانتخابي، الذي شوَّه العملية الانتخابية ببلادنا، وجعلها (الحكومة) تتبناه».
وفيما يتعلق بملفات « حساسة وغير قابلة للمزايدات »، مثل موضوع الماء وتعميم التغطية الصحية وميثاق الاستثمار، اعتبر العثماني أن أجوبة أخنوش لم تكن سوى «استمرارا في محاولة التملص من مسؤولياته»، و«عدم الجواب المسؤول على الأسئلة المطروحة»، و«إلقاء اللوم على الحكومتين السابقتين، كأنهما كبَّلتا يديه طيلة الأربع سنوات الأخيرة»، مؤكدا استعداده لتقديم «مزيد من البيان والتوضيح حول عدد من تلك الملفات» إذا اقتضى الأمر ذلك.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس