أفريقيا برس – المغرب. شنّ أمين عام حزب “الأصالة والمعاصرة” المغربي الهجوم على أحزاب يسارية لم يسمّها، تتهم الثلاثي الحكومي بالهيمنة والتغول، معتبرًا الحكومة “ليست ناديًا للأصدقاء، بل أداة بمصداقية شعبية”.
وفي كلمة افتتاحية “للمجلس الوطني” الذي يعد بمثابة برلمان للحزب، قال عبد اللطيف وهبي الذي يحمل حقيبة العدل في الحكومة الحالية: “نحن اليوم لبنة أساسية في المعادلة السياسية الحكومية في المغرب، بفضل الثقة التي منحها لنا جزء هام من عموم المغاربة. وأما الذين يستعملون مفهوم الهيمنة لوصف التشكيلة الحكومية الحالية وعملها، من الواجب علينا أن نصحح لهم المفاهيم، فنحن ومعنا حلفاؤنا في الحكومة، لا نهيمن، بل نشكل تحالفًا وفق شرعية منحتها لنا صناديق الاقتراع والدستور المغربي”.
واستطرد قائلا: “أما الهيمنة فإن مجالها الثقافة والأيديولوجيا، وهي اليوم ولله الحمد هيمنة الثقافة الديمقراطية التعددية التي حققها الشعب المغربي بقيادة ملكه، وليست هيمنة الفكر الأحادي المتياسر الذي طالما روج أكذوبة العلم العام للكاتب العام”.
وقال: “من كان يريد المشاركة والهيمنة داخل الحكومة الجديدة رغم أنه أقلية، كان عليه أن يكون في مستوى مسؤولية حفظ أمانة تاريخ حزب وطني عتيد، ويصون أمجاده التي ساهمت في بنائها خيرة أجيال عديدة من المغاربة، تتحسر اليوم وبمرارة، على تحويله إلى حزب يئن تحت قبضة أطماع الأنانية”.
وأكد أن “الديمقراطية المغربية اليوم لم تعد تقبل أساليب سياسوية للاسترزاق والمحاباة المجانية، ولأن الحكومة ليست ناديًا للأصدقاء، بل أداة بمصداقية شعبية لبناء مستقبل المغاربة”.
وتحدث عن خيبة انتظار من كانوا يراهنون أن يكون مستقبل حزب الأصالة والمعاصرة مؤشرًا على إفلاس الاختيارات الديمقراطية للمغرب، مفسرًا ذلك بالقول: “إن نجاحنا اليوم في تشييد حزب ديمقراطي قوي وتحقيق مرتبة مشرفة في الانتخابات والدخول في حكومة ببرنامج اقتصادي واجتماعي شعاره الدولة الاجتماعية، هو نجاح للديمقراطية المغربية وإغناء لها بتجربة جيل جديد من بناة الوطن”.
وأردف قائلا: “لقد دخل حزبنا إلى الحكومة بشجاعة مدنية ووطنية عالية، مثلما كنا في المعارضة نمارس حقنا في النقد والاقتراح بشجاعة مدنية ووطنية صادقة، ودخلنا للحكومة من بابها الشرعي الديمقراطي الذي فتحه لنا الناخب المغربي وتقلدنا مسؤولية تاريخية لخدمته”.
وتابع تلميحاته لأحزاب يسارية: “لم نبتز يومًا أحدًا لنكون نشازًا أو تماثيل في حكومة ما، ولم نرض أن نكون أقلية تتكرم عليها الأغلبية، ويشفق عليها خصومها الأيديولوجيون بمناصب حكومية استغلت لتهديد حرية التعبير في المغرب. لم نتشدق في أقبية المقرات بتقدمية مزعومة لنغرر بمن تبقى من المغرر بهم من بعض شباب المغرب، ونجتمع في الصباح في القاعات المكيفة الفسيحة جنبًا إلى جنب مع من لا رابط فكريًا معهم ولا رابط ثقافيًا معهم يجمعنا”. البيان الصادر عقب المجلس الوطني لحزب “الأصالة والمعاصرة” الذي تلقت “القدس العربي” نسخة منه أثنى على مختلف النضالات ونكران الذات التي أبان عنها فريقا الحزب في مجلسي البرلمان، وكذا أعضاء الحزب ممن يرأسون مجالس منتخبة في المدن والأقاليم والجهات والغرف المهنية وغيرهم من الأعضاء، الأمر الذي مكّن من طي مرحلة ما قبل المؤتمر بكل جراحاتها وآلامها، والإسهام الجماعي في بناء المستقبل المشرق للحزب.
ودعا البيان جميع أعضاء الحزب إلى تحمل المسؤولية الكاملة، والتعبئة الدائمة لتقوية التجربة الحكومية الحالية، وتوفير مختلف الشروط لإنجاحها، والإسهام بقوة في تحقيق آمال وطموح الشعب المغربي في الحرية والديمقراطية والتنمية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وعقد المجلس الوطني للحزب المذكور، برئاسة فاطمة الزهراء المنصوري، دورته الاستثنائية في مراكش، أول السبت، في احترام تام للإجراءات الاحترازية الموصي بها من طرف السلطات الصحية، ووفق جدول أعمال خصص لتقديم كلمة المجلس الوطني، وتقريري المكتب السياسي واللجنة الوطنية للانتخابات، واستكمال تشكيل المكتب السياسي وهياكل المجلس الوطني، وكذا المصادقة على النظام الداخلي للحزب.
وأوضح البيان أن المجلس حيّا الجهود التي قامت بها قواعد وقيادة الحزب منذ المؤتمر الرابع، والتي رسخت مكانته السياسية الريادية، ومكنته من احتلال المواقع المتقدمة داخل المجتمع وداخل المؤسسات، بفضل التمسك الجماعي بمبادئ الحزب، وتجسيده للصف الحداثي في الساحة السياسية والثقافية، ومناصرته العلنية لقيم التقدم وحقوق الإنسان والمساواة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس